ألف نيلة ونيلة

موضوع: ألف نيلة ونيلة 30/3/2008, 15:56

كان يا ما كان يا سادة يا كرام ولا يحلى الكلام إلا بذكر رسولنا

الهادي عليه أفضل صلاة وسلام. كان في بلاد العجائب يعيش

راعي للأبقار يمتلك مزرعة كبيرة للأبقار. استيقظ هذا الراعي في

صبيحة أحد الأيام أشعث الشعر محمر العينين . وذلك لسببين .

السبب الأول : سهرة البارحة الماجنة . والسبب الثاني : بسبب

الحلم الذي رآه في منامة ( شر اللهم اجعله شر عليه ) فالشيطان

دائم الحضور في منامه لا يأتي إليه إلا بالأحلام الشريرة . ( مع

الاعتذار لأختنا الشريرة ) . يلبس قبعة سوداء وفي يده نجمة

وعصا وأيضاً شمعدان . يوسوس له ويدله على كل ما هو شر .

وجلس الراعي على أحدى الصخور يستجمع حلم البارحة ليفسره

. وفعلاً تذكره . لقد حلم بهذا الشيطان يعرض عليه مشروع رابح

. قال له : أنت تمتلك مزرعة كبيرة تنتج اللحوم و ( اللبن الأبيض

) فلماذا لا يكون عندك أبقار ذات ( اللبن الأسود ) النادر فهو

مطلوب جداً في الأسواق . قال الراعي : ومن أين سأحضر هذه

الأبقار . قال الشيطان : أنهم في البراري التي في شرق مزرعتك

. فهم كل همهم يأكلون ويهدرون لبنهم الأسود النادر على الأرض

وأنت أولى به ... قال الراعي : ولكني أخشى المخاطرة فهم أبقار

برية من الممكن أن تؤذيني . قال الشيطان : لا تشغل بالك فهم

دائمي الشجار والعراك مع بعضهم البعض وكل منهم يتمنى

مصيبة للآخر . قال الراعي : من الممكن أن يتوحدوا وينسوا

خلافاتهم في مواجهتي . وهنا ضحك الشيطان ضحكة شيطانية

مجلجلة وقال : يا حبيبي من الممكن أن ( تلد العنقاء ) أو ( تجد

الخل الوفي ) ومن المستحيل أن تتفق هذه الأبقار فالاتفاق الوحيد

الذي اتفقوا عليه هو ( أن لا يتفقوا أبداً ) . قال الراعي : وما هي

الذريعة التي سأتذرع بها للنيل منهم . قال الشيطان : بسيطة

حبيبي . تعلن أن أحد الثيران في ( نيته ) الاقتراب من مزرعتك

وعندها سيتعاطف معك أصحاب المزارع الأخرى ويذهبوا معك

ولا تنسى أن تعد هؤلاء ببعض ( اللبن الأسود ) ليسيل لعابهم

ويقفون بجانبك بإخلاص . قال الراعي : ولكن كيف سأتمكن من

تحييد باقي الأبقار والسيطرة عليهم . قال الشيطان : بسيطة بقليل

من البرسيم علاوة على ابتسامة صفراء من الممكن أن تجتذب

بعض الأبقار المرعوبة منك أصلاً وهم سيقومون بالواجب فهم (

أشداء على بعضهم رحماء علينا ) يا حبيبي . وعندها تنقض على

الثور الأحمر بعد توجيه الاتهامات الباطلة له فهو ثور قوي وتغار

منه بعض الأبقار وتقوم أنت بالتنكيل به وبعدها سيكون كل شئ

سهل . وبعد أن استرجع الراعي الحلم قرر التنفيذ وأعلن للرعاع

..... أقصد الرعاة الذين حوله بأن الثور الأحمر في نيته الاقتراب

من مزرعته وفي نيته أيضاً وضع السم في البرسيم ورميه أمام

أبقاره . وهنا قامت الدنيا ولم تقعد . فقد خاف الرعاة الآخرين من

أن تكون في نيته أيضاً الاقتراب من مزارعهم . أعدوا العدة

وركبوا أفراسهم وذهبوا لمهمتهم وهنا قابلوا مجموعة من الأبقار

وسألهم كبيرهم : إلى أين أنتم ذاهبون . رد الراعي عليه وقال :

أننا ذاهبون لتأديب الثور الأحمر . فرد عليه كبير الأبقار : مع

السلامة ( ربنا يوفقكم ) وأخذ يفسح له الطريق للمرور . وهنا

حدث تذمر مكتوم من بعض الأبقار على تصرف زعيمهم ولكنه

رد عليهم بقوله : أولا هذا الطريق ملك للجميع ولا أستطيع منع

أحد من المرور فيه . ونحن لا طاقة لنا بهم . وبعد ذلك الثور

الأحمر هو السبب فيما سيحدث له . فقد حذرته قبل ذلك كثيراً بألا

يعلو صوته وهو لم يستمع لكلامي هذا . وهنا قال أحد الأبقار

موجهاً كلامه للزعيم : ولكن يا ريس الشكل العام سيكون سيئ

بأن نترك أخاً لنا يذبح . رد عليه الزعيم قائلاً : بسيطة يا سيدي

نجتمع في المزرعة الكبيرة وتشكيلة من الإدانات والشجب وكله

سيمر ولكن على ألا تتعدوا الخط الأحمر في الشجب حتى لا

تجرحوا أحاسيس الراعي ومن معه . وفي هذه الأثناء وصل

الراعي إلى المكان الكبير الذي تتجمع فيه الأبقار . أرتعد القطيع

من الرعب وأعطى الراعي إشارة بدء الهجوم لمن معه . بدأت

المعركة . أظهر الثور الأحمر بسالة في القتال رغم كثرة عدد

الأعداء . انقسم قطيع الأبقار إلى ثلاثة ألوية . اللواء الأول وهو

الأكثر أخذ يغطي عينيه حتى لا يرى أخيهم وهو يذبح . اللواء

الثاني أخذ يشير على نقاط الضعف التي في أخيهم للراعي ومن

معه ليتمكنوا منه . اللواء الثالث قد أبلى بلاءاً حسناً في الإمساك

بالأرجل الخلفية لأخيهم ليعرقلوه حتى لا يصيب الراعي بقرونه

وأيضاً حتى لا يتمكن من الدفاع عن نفسه . وأخيراً وقع الثور

الأحمر على الأرض . تجمعوا عليه بسكاكينهم كالطيور الجارحة

وبعد أن تفرغوا من ذبحه . حولوه إلى قطع صغير . يرمونها في

كل الاتجاهات ويدوسون عليها بأحذيتهم المليئة بروث الحيوانات

والطين العفن . تحول المكان إلى حماما للدم . حتى أحشائه أخذ

يدوسوها بالأقدام في غل معلن . يصفقون . يضحكون ضحكات

مجنونة . يتغنون بأغنيات إباحية . قطرات الدم على أيديهم

يلعقونها كمصاصي الدماء . وقرر الراعي الاحتفاظ برأس الثور

الأحمر لتكون عبرة لباقي الأبقار . ليعلقها على باب المزرعة كلما

أحس بأن هناك تزمر من بعض الأبقار . ليعلم كل منهم مصير

من يخالف أوامر راعي الأبقار . ومن هذا اليوم اشترت كل بقرة

من الراعي دلواً . تحلب ( لبنها الأسود ) بنفسها في الدلو كل صباح ومساء . تذهب زحفاً على بطونها إلى مزرعة الراعي

لتعطيه ( اللبن الأسود ) دون مقابل . يأخذه هو دون عناء .

موضوع: رد: ألف نيلة ونيلة 31/3/2008, 18:16

موضوع: رد: ألف نيلة ونيلة 2/4/2008, 21:04

ما هذا الجمال كاتب قدير أنت جدا

موضوع: رد: ألف نيلة ونيلة 15/3/2017, 19:51

لا حول ولا قوة إلا بالله
لقد حدث هذا وأكثر

» ألف نيلة ونيلة