وهي التسمية والبسملة ، والمد ، واللين ، والمط والقصر ، والاعتبار ، والتمكين ، والإشباع ، والإدغام ، والإظهار ، والبيان ، والإخفاء ، والقلب ، والتسهيل والتخفيف ، والتشديد ، والتثقيل ، والتتميم ، والنقل ، والتحقيق ، والفتح ، والفغر ، والإرسال ، والإمالة ، والبطح والإضجاع ، والتغليظ ، والترقيق ، والروم ، والإشمام ، والاختلاس .
البسملة عبارة عن قول القارئ بسم الله الرحمن الرحيم وهي اسم مركب ، يقال بسمل الرجل بسملةً ، فهو مبسمل ، كما قالوا حوقل الرجل إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، وحيعل إذا قال : حي على الصلاة . والتسمية هي البسملة نفسها ، يقال: سمى يسمى تسمية فهو مسم ، ويعبر عنها بالفصل . والفصل أيضا عبارة عن مجال الإلف بين الهمزتين التقتا ، لمن له الفصل بينهما .وأما المد فهو عبارة عن أصوات حروف المد واللين ، وهو نوعان : طبيعي وعرضي . فالطبيعي هو الذي لا تقوم ذات حرف المد دونه . والعرضي هو الذي يعرض زيادة على الطبيعي ، لموجب يوجبه ، يجيء في مكانه ، إن شاء الله تعالى .
وأما المط فهو المد نفسه ، لغة ثانية فيه .
وأما اللين فهو عبارة عما يجري من الصوت في حرف المد ، ممزوجا بالمد طبيعة وارتباطا ، لا ينفصل أحدهما في ذلك عن الآخر ، وهو أجرى في الواو والياء إذا انفتح ما قبلهما ، كما أن المد أجرى فيهما إذا انكسر ما قبل الياء ، وانضم ما قبل الواو .
وأما القصر فهو عبارة عن صيغة حرف المد واللين ، وهو المد الطبيعي .
وأما الاعتبار فهو عبارة عنه في بعض القراءات ، وذلك أن بعضهم يعتبر المد واللين مع الهمزة ، فإن كانا منفصلين لم يزد شيئا على الصيغة .
وأما التمكين فهو عبارة عن الصيغة ( أيضا وقد ) يعبر به عن المد العرضي ، يقال منه مكن ، إذا أريدت الزيادة .
وأما الإشباع فهو عبارة عن إتمام الحكم المطلوب من تضعيف الصيغة لمن له ذلك ، ويستعمل أيضا ويراد به أداء الحركات كوامل غير منقوصات ولا مختلسات .
وأما الإدغام فهو عبارة عن خلط الحرفين وتصييرها حرفا واحدا مشددا وكيفية ذلك أن يصير الحرف الذي يراد إدغامه حرفا على صورة الحرف الذي يدغم فيه ، فإذا تصير مثله حصل حينئذ مثلان ، وإذا حصل مثلان وجب الإدغام حكما إجماعيا ، فإن جاء نص بإبقاء نعت من نعوت الحرف المدغم فليس ذلك الإدغام بإدغام صحيح ، لأن شروطه لم تكمل ، وهو بالإخفاء أشبه ، قال أبو الأصبغ : وقد أطلق عليه هذا الاسم بعض علمائنا ، وهو قول شيخنا أبي العباس رحمه الله .
وأما الإظهار فهو ضد الإدغام ، وهو أن يؤتى بالحرفين المصيرين جسما واحدا منطوقا بكل واحد منهما على صورته ، موفىً جميع صفته ، مخلصاً إلى كمال بنيته .
وأما البيان فهو عبارة أخرى بمعنى الإظهار.
وأما الإخفاء فهو عبارة عن إخفاء النون الساكنة والتنوين عند أحرفهما، وسيأتي الكلام عليه، وحقيقته أن يبطل عند النطق به الجزء المعمل، فلا يسمع إلا صوت مركب على الخيشوم.
ويستعمل أيضاً عبارة عن إخفاء الحركة، وهو نقصان تمطيطها.
وأما القلب فهو عبارة عن الحكم المشهور من الأحكام الأربعة المختصة بالنون الساكنة والتنوين، وهو إبدالهما عند لقائهما الباء ميماً خالصة، تعويضاً صحيحاً لا يبقى للنون والتنوين أثر، ويتصرف القلب عبارة عن بعض أحكام التسهيل.
وأما التسهيل فهو عبارة عن تغيير يدخل الهمزة، وهو على أربعة أقسام: بين بين، وبدل، وحذف، وتخفيف. فأما بين بين فهو نشوء حرف بين همزة وبين حرف مد. وأما البدل فهو إقامة الألف والياء والواو مقام الهمزة عوضاً منها. وأما الحذف فهو إعدامها، دون أن يبقى لها صورة.
وأما التخفيف فهو عبارة عن معنى التسهيل، وعن حذف الصلات من الهاءات، وعن فك الحرف المشدد القائم عن مثلين، ليكون النطق بحرف واحد من الضعفين، خفيف الوزن، عارياً من الضغط، عاطلاً في صناعة الخط من علامة الشد، التي لها صورتان في النقط.