بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعليم القرآن فرض كفايه ..وحفظة واجب على الأمة حتى لا ينقطع عدد التواتر فيه حفظا ولا يتطرق إليه التبديل والتحريف فإن قام بذلك قوم سقط عن الباقين وإلا أثموا بأسرهم وفي حديث عثمان " خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وسبيل تعلمه حفظ آيات يتلوها آيات وهذا هو المعروف اليوم في وسائل التربية الحديثه .أويحفظ الدارس شيئا قليلا ثم يتبعه بقليل آخر ثم يضع هذا إلى ذاك وهكذا ..عن أبي العاليه قال :تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذه من جبريل عليه السلام خمسا خمسا "
وقد إختلف العلماء في جواز أخذ الأجر على تعليم القرآن ، ورجح المحققون الجواز لقوله عليه الصلاة والسلام
"إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله "رواه البخاري
وقوله :"زوجتكها بما معك من القرآن " رواه الشيخان ،،
وقسم بعض العلماء تعليم القرآن تقسيما جيدا للحالات المختلفه وبينوا حكم كل حالة منها :قال أبو الليث في كتاب البستان:" التعليم على ثلاثة أوجه : أحدها للحسبة ولا يأخذ به عوضا ، والثاني أن يعلم بالأجرة ، والثالث أن يعلم بغير شرط فإذا أهدي إليه قبل ."
فالأول : مأجور عليه ، وهو عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
والثاني : مختلف فيه ، فقيل يجوز لقوله صلى الله عليه وسلم :" بلغوا عني ولو آيه " وقيل لا يجوز والأفضل للمعلم أن لا يشارط الأجرة للحفظ وتعليم الكتابه فإن شارط لتعليم القرأن أرجو أنه لا بأس به لأن المسلمين قد توارثوا ذلك واحتاجوا له ..
وأما الثالث : فيجوز في قولهم جميعا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان معلما للخلق وكان يقبل الهديه ولحديث اللديغ لما رقوه بالفاتحه وجعلوا له جعلا وقال النبي صلى الله عليه وسلم " واضربوا لي معكم فيها بسهم " رواه البخاري
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
المصدر / مباحث في علوم القرآن لمناع القطان