قرأة نقدية لقصيدة الحب المغتال

سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم

صدق الله العظيم
أخوانى وأخواتى الكرام

الأستاذ الشاعر / الشريف على الدين ( الوتر الحزين)

أسمحوا لى بأن أطرح بين أيديكم

رؤيتى وقراءتى المتواضعة لقصيدة (( الحب المغتال))

بسم الله نبدأ

قرأة نقدية لقصيدة الحب المغتال Epeefleur

ولكنا تباطأنا..تواطئنا مع القتله
مع الصبر..مع الزمن...مع الكفن
مع الركب الذي حمله الي القبر
مع الدود الذي اكله علي الفور
با اغواري..با اغوارك..قتلناه
هنا فينا دفناه
ولكن افتقدناه
ولما لم نجد سلوي
ولما لم نعد نقوي
تجرأنا علي ان نقتل الصبر
علي ان نفتح القبر
ولكن ما وجدناه
الحب....
الحب اجل فينا ولكن فقدناه
الي الابد فقدناه
اجل كان يرقص في مقلتينا
اجل كان يقفز في مهجتينا
اجل كان حبا
وكان عزيزا..عزيزا علينا
وكان عظيما كما قد راينا
وعاش ومات
مات وعاش
وشاب كثيرا كثيرا
وشب وقتل اخيرا
لاني انتظرت عصورا عصورا
قطار الصباح..ولا صبح لبي
ولا نك انتظرتي دهورا دهورا
هبوب الرياح..ولا ريح تاتي
فذات صباح سقت طريحا لا اوهي رياح
تمزقت شرقا..فبعثرت غربا
تفرقنا وكان الحب يجمعنا
تعا نقنا وليس الحب جا معنا
هي الذكري..هي النوبه
هو الصبح الذي انذبح
هي الحربه...
وثار وحب بات اعواما
يؤرقنا..يحرقنا
لحب دكه الصبر
لقلب مات من ضربه
لعمر لاكه الحزن
وهرست روحه النكبه
لطفل لم يجد ماوي
فثقب الليل واستأوي
ورضع مراره الغربه
فشب مشوه الخلقه
بلا رقه
بلا قلب
بلا خفقه
بلا عنق
بلا افق
بلا رئه
بلا شهقه

احبك
احبك..اذكر اذكر الكلمه
واذكر اننا يوما رايناها
وكانت نصف مرتسمه
علي شفتيك في طهر
علي شفتي في عظمه
واذكر انها سقطت بلا صوت بنا
في الوحل منهزمه

احبك

احبك اعرف الكلمه
واعرف شكل احرفها
برغم تجعد النغمه
برغم تقوس الالف
برغم تقلص الكلمه
احبك هذه الهرمه
لقد لزمت فمي زمنا
وقد ملئت دمي عفنا
فرحلت دونما كلمه
احبك

احبك.. اخرج الكلمه من الكفن ومن اذني
ابعثرها علي بدني
فقد اسمع صدي نغمه احبك
ما هو الحب...؟
ومن قيس...؟
ومن ليلي...؟
ومن انت..؟
ومن انا ...؟
اانت انا..؟
الذي صام..الذي صلي
وعاش لك قلبا
وعاش مطهرا عقلا
ليدخل جنه المولي
ولكن خذله الهوي
فا افترش مضاجع الوحلا
فا ادمن..ادمن الوحلا
فيا انت..قل الصمت
علك تحسن القولا
وخذ ما شئت مني
ولذ با الباب واخبرني
غدا تاتي.....؟

غدا تاتي كل املي....؟!!

أشعار الشريف على الدين طلعت (الوتر الحزين )

العنوان : الحب المغتال... إذا هناك قضية وعناصر جريمة

الجانى : وقد يكون الجانى شخصا بعينه أو مجموعة أفراد اشتركوا فى ذلك القتل
المجنى عليه : هو الحب وهو يتضح من خلال العنوان
دوافع الجريمة : وهو ما سوف نعرفه من خلال سرده فى القصيدة
البداية : بدأ القصيدة بمشهد النهاية ثم شرع فى سرد القصة
وهو مشهد القتل واقرار بالقتل المتعمد
بدأ القصيدة بحرف عطف الواو وأتى بعده بـ لكن : وهى حرف ابتداء بمعنى الاستدراك

ويعنى الاستدراك : هو طلب إدراك شيء حتى لا يفوت، فكأن المتكلم قال شيئاً وأراد أن يلحقه قبل

أن يصل إلى ذهن السامع، ليضيف إليه أو يخصصه
فالشاعر هنا يستدرك ما قد قاله من حادثة القتل
1- اما التوضيح كان للمتلقى الذى قرأ العنوان الحب المغتال
فيستوقفه الشاعرليستدرك العنوان ويقول الحب قد أغتيل لاننا كنا
متباطئين فى انقاذه.. متواطئين مع القتله في قتله
2- او قد يكون الاستدراك من الشاعر لصوت الضمير الذى نصب
نفسه قاضيا ويحاكمه على القتل حين اخبر ان الحب قد اغتيل
فاستدرك كلامه و اقر بأنه والمحبوبة تباطآ فى انقاذه وتواطآ مع القتله
وبدأ الشاعر سرد قصته
باقرار القتل ووصف مشهد القتل وذكر شركائه
فقال اعترافا منه ان انه والمحبوبة قد اشتركا فى قتله
ولكنا تباطأنا..تواطئنا مع القتله
وذكر بعدها أسماء شركائهما حين قال
مع الصبر..مع الزمن...مع الكفن
مع الركب الذي حمله الي القبر

مع الدود الذي اكله علي الفور
إذا نجد هنا ان القتل كان بأيدى المحبوب والمحبوبة
الصبر - الزمن – الكفن - الموكب الذى حمله لى القبر وهم جزء من ذاك
الموكب الا انهم لم يرحموه وهو فى قبره فقد تواطأ مع الدود ليسرع لنهش جسده استعجالا لفناءه
ولكن أين هذا القبر ؟ أتي الشاعر ليخبرنا مكان القتل و القبر الذى دفن فيه وهو أغوار نفس كل منهما فقال:
با اغواري..با اغوارك..قتلناه
هنا فينا دفناه
ولكن افتقدناه
واتى الشاعر ليستدرك لنا القول بمشهد أخر بعد القتل والدفن فى باطن القبر
او بمعنى أخر فى داخل اغوار النفس وقفا على قبره ينظران إليه فلم
يستطيعوا الصبر ولم يقوا على احتمال فراق الحب فقتلوا الصبر بداخلهما
تجرؤا على فتح القبر وهنا صورة عنيفة لان من الصعب على النفس بل
يقارب المستحيل ان يفتح القبر بعد لحد ميت مباشرة ولكن لم يقوا على
فراقه ففعلوا المستحيل وتجرؤا على فعل ما يفوق العقول وفتحوا القبر
علهم يعيدوه إليهم مرة أخرى فلم يجدوا سوى العدم
فقال:
ولما لم نجد سلوي

ولما لم نعد نقوي
تجرأنا علي ان نقتل الصبر
علي ان نفتح القبر
ولكن ما وجدناه

وهنا استدرك ذهن المتلقى الذى قد يظن بعودته اليهم فيقطع عليه الظن
والتصور ليفيق الأذهان انهم ما وجدوا هذ الحب قد فنى لحظة دفنه
و حين لم يجده فى قبره وقف لينشد فى تأكيد له وللمحبوبة تأكيد بصوت يملأه الشرود
الحب....
الحب اجل فينا ولكن فقدناه
الي الابد فقدناه
وهنا نجد المفاجأة.. فى مشهد يملأه الكثير من الشجن والحزن لان فتحمها للقبر كان مستحيلا
ولكن تجرأ على فتحه فمن المعروف ان ما يدفن لا يفنى فى وقته بل انه
يأخذ اطوارا ووقتا حتى يفنى وحين فتحا القبر وجدوه قد فنا ولم يعد له
وجود فقد افتقدوه الى الأبد او او ربما لم يكن موجودا وتوهما انه قتل وكفن
ولحد انما هو لم يكن بداخلهما
هنا يتحدث الشاعر فى دهشة وشرود وحزن مع المحبوبة التى يقارب حالها
حاله فى نفس الشرود والدهشة وكأن أعينهم منصوبة النظرة على مكان
القبر المفتوح ويكرر الشاعر لفظ فقدناه لمزيد من التعميق للمعنى
وفى نفس المشهد كان يجيب على أسئلة تطرح داخلهما وهو أكان هناك حب
...فيجيب ...أجل كان يرقص فى مقلتينا حيا سعيدا تلمع أعينهما به
ويقول ايضا أجل كان يقفز فى مهجتينا
ويقفز ...هنا تجسد أنه كان كائنا حيا كان طفلا يمرح وسعيدا يتراقص فى قلبيهما بداخلهما
وبعد وصفه داخلهما بأنه كان يتراقص فى المقلة والفؤاد ذكر أنه كان
عزيزا غالى عليهما لم يفكرا انهم يوما سيطواطأوا على قتله او يتباطآ فى انقاذه
عزيزا ...عليهم وتكرار عزيزا عزيزا توكيد لفظى ذكره للتأكيد والتعميق وكان عظيما
وهذا المشهد يتشابه والمشاهد الطللية وان لم تكن مكتمله
اجل كان يرقص في مقلتينا
اجل كان يقفز في مهجتينا
اجل كان حبا
وكان عزيزا..عزيزا علينا
وكان عظيما كما قد راينا
ويستمر فى وصفه بأنه عاش ومات ومات وعاش
وهنا قد يكون اشارة إلى اضطراب تلك العاطفة بينهما وتذبذبها
وشاب كثيرا وهو لازال وليدا وعندما شب كان قد أكل منهم المشيب فقتل
لضعفه ووهنه لم يكن شاب عفيا بينهما يستطيع ان يقف صلبا أمام ما يوجهان

وعاش ومات
مات وعاش
وعاش ومات ومات وعاش قد يكون مقصد الشاعر ان الحب عاش ثم مات
وعاود الحياة فانتقاله من الموت إلى الحياه إلى الموت يعطى دالة أنه كان
متأرجحا كان فى خطر دائما فقد ولدت العاطفة وتعرضت لعاصفة وعادت
وقتل وفقد بعدها إلى الأبد
وشاب كثيرا كثيرا
وشب وقتل اخيرا
وهنا يؤكد ان الحب قد اصابه الكثير من الشيب فقد شاب وهو طفل يتراقص فى اعينهما
وحينما شب كان قد هرم واصابته شيخوخة فكان من السهل ان يقتل من شدة ضعفه وهرمه
ويذكر لنا سبب القتل
لاني انتظرت عصورا عصورا
قطار الصباح..ولا صبح لبي
ولا نك انتظرتي دهورا دهورا
هبوب الرياح..ولا ريح تاتي
فيقول انه قتل لأنه انتظر عصورا عصورا فلم يأتى
له قطار الصباح اى ان فجره لم يأتى له بأمل العودة ورغم انتظارها دهرا
واتبع الدهر دهرا فصار دهورا وهو وصف لطول الانتظار حتى طال
وقارب فى طوله الخيال وقد يعنى أنه انتظار بلا أمل
كانت تنتظر الرياح فلا ريح تاتى وقد يكون المقصد هنا كانت فى انتظار
الريا وفى الرياح تبشير برحمة الله كما فى قول الله تعالى : ([وَهُوَ الَّذِي
يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ] والرحمة هى المطر وفى المطر احياء
إذا فإنها تنتظر عودة الحياة بالرياح ففى الرياح حركة يأتى بعدها الخير علا أن الرياح لم تأتى
فذات صباح سقت طريحا لا اوهي رياح
تمزقت شرقا..فبعثرت غربا
وبعد طول الانتظار أتت الرياح ولكن أية رياح أتت انها رياح اعصار
عصفت بيها شرقا وبعثرته غربا فوقف يحدث نفسه فى دوامة الاعصار
التى تبعثر بقاياه هنا وهناك تلك الكلمات
تفرقنا وكان الحب يجمعنا
تعا نقنا وليس الحب جا معنا
أى انهما كنا متفرقين ولكن الحب كان جامعهما والان متعانقين ولكن الحب
قد ضاع بينهما واسباب العناق قد تكون بقايا الذكرى او قد تكون نوبة حب
أصابتهما ولكن النوبة حالة مرضية غير مستقرة تاتى وتذهب وقد لاتأتى
بالشفاء منها فكان التعانق هنا مجرد شئ مؤقت لذكرى او نوبة
هي الذكري..هي النوبه
ويستمر فى حديثه داخل دوامة الاعصار فى هذيان فيتذكر ويذكرنا معه
نعم هو الصبح الذى انذبح وقد يعنى هنا ان الصبح الذى انتظره للعودة
الحب قد انذبح فلن فقد ذبح الصبح ومعه الأمل
نعم هى تلك هى الحربة والتى انذبح بها
هو الصبح الذي انذبح
هي الحربه...
وثار وحب بات اعواما
وصف الحب وحالهما فيقول ان الحب يؤرقهما ويحرقهما عذابا ودكه والقلب كان ضعيفا فمات من ضربة وعمرا لاكه الحزن
يؤرقنا..يحرقنا
لحب دكه الصبر
لقلب مات من ضربه
لعمر لاكه الحزن
وهرست روحه النكبه
وصفه فيما سبق انه كان فى فؤادهما يقفز داخلهما وكأنه طفل
ولكن هنا يصف لنا ما آل اليه حال الطفل ( الحب الوليد) انه لم يجد المآوى
فى قلبيهما فثقب الليل وستأوى إليه وكان رضاعه هى مرارة الغربة فى
داخلهما فكان فشب مشوه الخلقة مخلوق غير طبيعى عاجز غير قادر على الحياة ولا التعايش معهما
الذي صام..الذي صلي
وعاش لك قلبا
وعاش مطهرا عقلا
ليدخل جنه المولي
ولكن خذله الهوي
فا افترش مضاجع الوحلا
فا ادمن..ادمن الوحلا
ويصف نفسه فهو المتعبد الذى صام وصلى وعاش لها قلبا محبا
وطهر حياته وعقله من كل رزيلة فأصبح فى طهرها ونقائها وطمع أن يدخل جنة المولى
وهنا نجد أن ذكر ان حبه لها قد طهره من اى ذنب وقربه إلى الله
وصار بدرجة صفائها وشفافيتها وتمنى ان يدخل جنة المولى
فقد خذله الحب فافترش مضاجع الوحل وقد يكون المقصد من الوحل مرابع اللهو والرزيلة فأدمنه
ويختم القصيدة بمشهد السقوط فى اللهو ومضاجعة الرزائل
وبقوله
فيا انت..قل الصمت
علك تحسن القولا
وخذ ما شئت مني
ولذ با الباب واخبرني
غدا تاتي.....؟
غدا تاتي كل املي....؟!!
أى يا من تسمع قصتى هذه تكلم قلل من صمتك وتكلم لعلك تخبرنى هل ستأتى
ويختم الكلمات بقوله .... غدا تاتى يا كل أملى إذا لم ينقطع لديه الأمل

***********

عفوا لإطالتى وللحديث بقية

شكرا لسة صدركم لكلماتى

وشكرا أستاذى الوتر لحزين للسماح لى بأن اضع أحرفى المتواضعة

بجوار كلماتكم العذبه

دمتم جميعا بكل الخير

دراسة تحليلية وقراءة نقدية تستحق كل التقدير

قد اشجانى حديث الوتر وأطربنى نقد كريمة الأعلامى

الأستاذه الفاضلة عبير مشكورة لتحليلك وفى انتظار العديد من الدراسات التحليلية والنقدية

أستاذتنا عبــير قرأت دراستك المتميزة فى انظار القادم

حسن أحمد كتب:: دراسة تحليلية وقراءة نقدية تستحق كل التقدير

قد اشجانى حديث الوتر وأطربنى نقد كريمة الأعلامى

الأستاذه الفاضلة عبير مشكورة لتحليلك وفى انتظار العديد من الدراسات التحليلية والنقدية

أستاذى الكريم حسن أحمد

جزيل الشكر على مرورك العطر الكريم

وأرجو أن أكون بأحرفى المتواضعة تناولت ولو القليل مما تحويه القصيدة

والحوار والمناقشة الأدبية مفتوحة للجميع فى أى عمل أدبى

ليست مقصورة على صاحب الموضوع أوالعمل

أستاذنا الفاضل أسعدك الله فى الدارين

دمت متألقا

الأخطل الوسطاني كتب:

أستاذتنا عبــير قرأت دراستك المتميزة فى انتظار القادم

أستاذى الكريم الأخطل

أهلا ومرحبا بك وعودا أحمد

جزيل الشكر على مرورك العطر والذى أضاء متصفحى

وسيتم ادراج العديد من الدراسات للكثير من الشعراء

ولكن ضيق الوقت بالنسبة لى هو المانع وان شاء الله تعالى سيتم ادراجها قريبا

شكرا لك أستاذنا ودمت متألقا

أستاذة عبير
كانت المأساة القضية
الجريمة القتل العمد والدفن
وبعثرة القبر وما أبكاني وأتيت
أيتها النابهة للوصول بالمتلقي إلى
زوايا النص التي قد تغيب عن المتلقي
وتبدي مفاتنه المخبأة وتقف على نبض
الشاعـر الذي يتدفـق في شرايينه مع
الدماء السـاخنة وما تحمـله روحه
من آلام مبرحة ومعاناة صعبة
وكان تفتيش خبايا النص
في دراستك النقدية
متعة مضافة للمتلقي في
رحلته مع النص الحزين من ذلك
الوتر الحـزين وما يحمله من معــاناة
تحيتي وتقديري مع أطيب تمنياتي .

» أنموذح لدراسة نقدية
» رؤية نقدية في القصة الهندية
» قراءة نقدية لرواية القلق السري
» رؤية نقدية حول ديوان (إحكى وقول يا ورق)
» تحليل لغوى لقصيدة قارئة الفنجان للشاعر نزار قبانى