كيف نحمي شبابنا وأطفالنا من الفكر من المتشدد؟كثيرة هي التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الحالي، والتي تستهدف السيطرة على عقول الشباب والأطفال، من خلال نشر المفاهيم المغلوطة، فالجماعات المتشددة تسعي دائماً لتجنيد الشباب، من خلال بث الأفكار والمفاهيم المغلوطة، الأمر الذي يتطلب مواجهة سريعة، لحماية الشباب والأطفال من الفكر المتشدد.
بدورنا طرحنا القضية للنقاش، للوصول إلى أفضل سبل لهذه المواجهة، بهدف حماية الشباب والأطفال، ولمنع انتشار التشدد والتطرف بين الأجيال الجديدة، وهذا يتطلب تفنيد أكاذيب الجماعات المتطرفة والرد على الافتراءات، وبيان الآراء الصحيحة، وهذه المهمة تتحملها المؤسسات المعنية بالتواصل مع الشباب والأطفال.
ويقول الدكتور مختار عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن الجماعات المتطرفة أصبحت تبحث عن وسائل متعددة للوصول إلى الشباب، وأصبحت صفحات التواصل الاجتماعي هدفاً لتلك الجماعات، التي تسعي إلى تجنيد الشباب، وهذا يتطلب مزيداً من التوعية الدينية، وأن يكتسب الدعاة، مهارات استخدام وسائل التواصل الحديثة، بهدف توعية الشباب والأطفال، عبر هذه الوسائل الحديثة لنشر الحقائق وتصحيح المفاهيم.
وطالب الشباب بضرورة أخذ الرأي من أهل العلم والتخصص، وأن يتوجه الشباب للمؤسسات الدينية الرسمية عبر مواقعها الاليكترونية، للحصول على الفتاوى الصحيحة، وهنا يجب أن تقوم المؤسسات الدينية بدورها في تطوير مواقعها الاليكترونية، لتستوعب كل المستجدات، وليجد الشباب العلم الصحيح، بدلاً من الدخول على مواقع الجماعات المتطرفة.
وفي سياق متصل يري الدكتور أحمد ترك، من علماء وزارة الأوقاف المصرية، أن وسائل الإعلام المختلفة يجب أن تلعب دوراً مهماً في التوعية، من خلال التركيز على القضايا التي تهم الشباب، وضرورة تحذيرهم من الأفكار التي تنشرها الجماعات المتطرفة، التي تتاجر بالدين، وتسعي إلى تجنيد الشباب من خلال بث أفكار متطرفة.
كما طالب وسائل الإعلام بضرورة استضافة العلماء المتخصصين، للقيام بتوعية الشباب، لأن العلماء المتخصصين يمتلكون القدرة على تفنيد أكاذيب هذه الجماعات المتطرفة، ولذلك يجب أن تتناول البرامج الدينية في الفضائيات، القضايا التي تهم المجتمع، وأن تركز هذه البرامج على الرد على الأفكار المغلوطة.
وأشار إلى أن الدروس الدينية في المساجد، يجب أيضاً أن تركز على قضايا الشباب، وطالب خطباء المساجد بالاجتهاد في التحضير الجيد للدروس، لأن ما يصدر عن الجماعات المتطرفة، يحتاج إلى مواجهة، من خلال التواصل مع الشباب، وطالب خطباء المساجد بضرورة العمل بكل جهد للحوار مع الشباب والأطفال، وأن يكون هذا الحوار قائماً على عرض الحقائق وتصحيح المفاهيم.
ومن جانبه يرى الدكتور علوي خليل الأستاذ بجامعة الأزهر، أننا في حاجة إلى غرس القيم لدى الأطفال والشباب، وهذا يتحقق من خلال العودة إلى نظام الكتاتيب وتطويرها بوسائل العصر، مؤكداً أن الكتاتيب العصرية هي أفضل سبيل لحماية الشباب والأطفال من التطرف والإرهاب، ولذلك يجب أن تكون هذه الكتاتيب متطورة، يجد فيها الأطفال والشباب وسائل العصر الحديثة، التي تستخدم في شرح المعاني وحفظ القرآن الكريم.
مؤكداً أن غرس القيم والأخلاق بين الأجيال الجديدة، يعني أننا نحصن جسد الأمة ومستقبلها، ويجب أن تبدأ التوعية من سنوات الطفولة الأولى، لأن الجماعات المتطرفة تسعي للوصول إلى هذه الشريحة العمرية، ولذلك لابد أن يكون هناك تعاون وتنسيق، بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والثقافية والشبابية، في مواجهة الجماعات المتطرفة، من خلال الندوات التي تعقد في الجامعات والمدارس ومراكز الشباب، لتوعية الشباب وتحذيرهم من أصحاب الفكر المتطرف.
ومن جانبه يشير الدكتور نبيل السمالوطي أستاذ علم الاجتماع جامعة الأزهر، إلى أن الأسرة تتحمل مسؤولية كبرى في حماية الشباب من التطرف، وهذا يتحقق من خلال الحوار الهادئ العاقل مع الشباب والأطفال، وأن تكون هناك نماذج للقدوة تعرضها الأسرة دائماً على الأبناء، لأن غياب القدوة قد يدفع بالشباب للتقليد الأعمى.
ولذلك يجب أن نركز على أهمية اصطحاب الأطفال والشباب إلى المساجد، وأن تحرص الأسرة على تربية الأبناء على القيم والمبادئ والأخلاق الطيبة، وتعلي من قيمة الصدق واحترام الكبير وحب الوطن، وأن تكون هناك متابعة لسلوك الأبناء، لأن أصدقاء السوء قد يلعبون دوراً في تشكيل فكر الشباب.
وهنا تكمن مسؤولية الأسرة في مراقبة سلوك الأبناء، لحمايتهم من السير في طريق التشدد والتطرف، والأمر المهم هنا، أنه عندما يشعر الأهل بوجود تغير في فكر الشاب أو الطفل، لابد من الحديث المستمر معه، بهدف تصحيح المفاهيم، لأن علاج مثل هذه الأفكار في البداية يكون سهلاً، أما إذا تركت الأسرة الشاب دون توعية، فقد يسلك طريق التشدد والعنف.
المصدر
almanalmagazine
بقلم: نادر أبو الفتوح