عناد الطفل من ذوي متلازمة داونالأطفال هم فلذة أكبادنا وجوهر حياتنا إن أحسنّا إليهم فقد أحسنا إلى أنفسنا وإن أسأنا إليهم فقد أسأنا إلى أنفسنا. لذلك فإن الصحة النفسية للأطفال بصفة عامة وممن لديهم متلازمة داون بصفة خاصة من أهم ما يجب أن يهتم به الوالدان والمربون. وهناك الكثير من المشكلات السلوكية التي تقف عائق أمام سير حياة الأطفال الذين لديهم متلازمة داون وأمام نموهم وتطورهم، ومن أهم المشكلات التي يعاني منها الآباء مع أطفالهم من ذوي متلازمة داون: العناد.
مفهوم العناد
العناد عبارة عن السلبية التي يبديها الطفل تجاه الأوامر والنواهي والإرشادات الموجهة إليه من قبل الكبار من حوله ونعني بالسلبية الإصرار على الفعل الذي يخالف الأوامر.
العناد ظاهرة صحية
يرى علماء النفس أن الطفل في هذه المرحلة تتفتح قدراته الجسمية والعقلية، فقد أصبح قادراً على المشي والتنقل والاختبار والاستقصاء، وبدأ يحسن التكلم والتعبير، وأصبح يفهم الشيء الكثير عن محيطه، وهو يريد أن يثبت وجوده، ويريد أن يكون محط أنظار الجميع، وباختصار يريد أن يتصرف كأي شخص آخر لـه اعتبار، وله احترامه وشخصيته المستقلة.
وكل هذا يعني أن سلبية الطفل وعناده دليل نمو شخصيته وازديادها قوة ومنعة، لا دليل شذوذه وانحرافه، فإذن هي دليل صحة لا دليل مرض.
سن العناد
يظهر العناد في السنة الثانية والنصف وينتهي مع السنة الخامسة.
ويعتبر العناد في هذه الحالة طبيعياً ويزول كذلك بصورة طبيعية.
أسباب ظاهرة العناد
التساهل والتدليل الزائد وتلبية رغبات الطفل مهما كانت.
الإستجابة السريعة لصراخ الطفل.
تفضيل الوالدين أحد الأبناء دون الآخر فيشعر الطفل بسلوك انتقامي ضد الابن المفضل والوالدين.
محاكاة الوالدين والمزاج العصبي لأحدهم.
التذبذب في المعاملة مع الأطفال بين القوة والتساهل.
التلفزيون له آثار شديدة على ظاهرة العناد.
علاج مشكلة العناد
الثبات في المعاملة وعدم التمييز بين الأبناء.
توفير النموذج والقدوة المناسبة.
تجاهل السلوك غير المرغوب فيه لأن التعليق على السلوك السلبي يؤدي إلى تعزيزه.
الثواب والعقاب وتقديم المكافأة والتعزيز عند القيام بسلوك مقبول وسحبها عند القيام بسلوك سلبي.
إعطاؤه الألعاب المناسبة لدرجة تطوره العلمي.
التخفيف من الأوامر والنواهي وتعليمه السلوك الاجتماعي المقبول واحترام الآخرين.
تربية الطفل منذ البداية تربية نظامية فيها تلبية لحاجاته الجسمية والنفسية ولكن دون ايجاد عادات فالطفل ما أسرع ما يتعود وما أصعب أن يترك ما يتعود عليه.
عند إطعامه تترك له حرية اختيار الطعام الذي يفضله دون اجباره على طعام معين.
عند تعليمه النظافة والتدريب على الحمام يجب أن يعامل بلطف لأن الشدة تثير عناده وتغرس فيه روح المشاكسة.
المصدر
almanalmagazine
إعداد: ياسمين ظاهر