قصة المثل الشعبي
عادت حليمة إلى عادتها القديمة
حليمة زوجة حاتم الطائي
قد لا يعرف البعض من هو حاتم الطائي فانه شاعر جاهلي رائع وله من الأشعار الرائعة الكثير والكثير ، اشتهر بالكرم والنبل ودماسة الخلق ، وقد أكرمه الله بزوجة عفيفة طيبة تدعى حليمة ، ولكن كان لها طبع ليس بحميد وهو عكس ما اشتهر به حاتم الطائي وهو البخل الذي اشتهرت به ، فكم حاول حاتم الطائي أن يغير هذا الطبع فيها وان يكسبها طبع الكرم والسخاء من طباعه وقد حاول كثيرا في تطبيعها ولا فائدة ، و ربما الطبع يغلب التطبع حتى لدرجة السمن حينما كانت تضعه في الطعام كانت تضعه قليل للغاية وكانت يدها تهتز وهي تضع السمن من بخلها ، وكم طلب منها حاتم الطائي أن تكثر في وضع السمن في الطعام كي يصبح الطعام لذيذ ولكن لا حياة لمن تنادي ، إلا أنه قد جاءت له فكرة طيبة أن يقنعها بحيلة مميزة لكي تكثر السمن في الطعام ، فقد أقنعها بالفعل أن النساء في قديم الأزل كانت تقوم بوضع السمن بزيادة في الطعام وأن هذا سوف يكون سبب في أن يزيد الله في عمرها ، بالفعل اقتنعت حليمة وبدأت تزيد السمن في طهيها للطعام لكي يزيد الله في عمرها ، وشيئيا فشيئا قد تعودت حليمة على الكرم والسخاء بعد أن كانت ذا صفة ليست بحميدة وهي صفة البخل والشح .
وفاة ابن حليمة
في ذات يوم قد توفي أبن حليمة فكان الحزن الكبير وقتها لها ولأبيه الشاعر الجاهلي حاتم الطائي ، حزنت عليه حزنا شديدا وأصبحت كارهة للحياة بشكل عام بعد وفاة ابنها وفلذة كبدها ، وجدت نفسها لم تعد في حاجة لزيادة عمرها وتمنت الموت لكي تلقى ابنها وتعيش معه في حياة قد تجمعهما فيما بعد الموت ، رجعت حليمة تقلل السمن بالطعام بشكل ملحوظ للغاية و بشكل مبالغ فيه للغاية ، إلى أن أصبح وضعها للسمن أصبح شبه نادر أو معدوم إيمانا منها أن مع تقليل السمن أو عدم وضعه في الطعام سوف يقلل من عمرها كما أقنعها زوجها من قبل ، هذا رغبة منها في إنهاء حياتها وتذهب إلى ابناه الذي توفى ، فقد عادت حليمة بهذا إلى عادتها القديمة ، ليقول الناس حينذاك عادت حليمة لعادتها القديمة ، وهي البخل في وضع السمن في الطعام ، ولكن في هذه المرة الثانية ليس بخلا منها على قدر ما هو إيمانا منها في الرغبة من أن تنهي حياتها التي لا معنى لها بدون ولدها .