العلماء يحلون لغز "فرانكنشتاين الديناصور"
تشيليسورس، بحجم كلب كبير، تم اكتشافه في أمريكا الجنوبية
تمكن علماء من فك خيوط لغز ما سمي "فرانكنشتاين الديناصور" أو "الديناصور الوحش"، والمتمثل في مجموعة أطراف أجساد تنتمي فيما يبدو إلى أكثر من نوع حيواني.
وأشارت دراسة حديثة إلى أن هذا الديناصور قد يمثل الحلقة المفقودة بين الديناصورات آكلات النبات، مثل ستيغوسورس، وتلك المتغذية على اللحوم، مثل تي ركس.
وتسلط الدراسة، التي نشرتها الجمعية الملكية البريطانية لعلوم الأحياء، الضوء على تطور مجموعة من الديناصورات تسمى أورنيثيشيانز.
وقال البروفيسور، ماثيو بارون، من جامعة كامبردج، لبي بي سي، إنه يرى أن الديناصور الوحش كان من أوائل الحيوانات المنتمية لهذه المجموعة التي تضم أيضا ديناصورات معروفة مثل تريسيراتوبس ذات القرون، و ستيغوسورس التي تتميز بسلسلة ألواح عظمية على طول الظهر.
وأضاف البروفيسور بارون: "ليست لدينا أدنى فكرة عن طريقة تطور جسم الأورنيثيشيان لأنها تبدو مختلفة تماما عن كل الديناصورات الأخرى، ولديها خصائص كثيرة غير معتادة".
وكان العلماء قد اكتشفوا وجود مجموعة الأورنيثيشيانز قبل 130 عاما، كما يقول البروفيسور بارون، "لكن لم يكن لدينا أي تصور لأشكالها إلى حد الآن".
تشيليسورس عاش في نهاية العصر الجوراسي قبل 145 مليون سنة
وكان الديناصور الوحش، واسمه العلمي تشيليسورس، قد حير الخبراء منذ اكتشافه قبل سنتين، لأن لديه ساقين يشبهان قوائم البرونتوسورس، وورك الستيغوسورس، أما ذراعاه وجسده فكأنها للتيرانوسورس ركس.
وبسبب عدم تمكن العلماء من تصنيفه ضمن عائلة الديناصورات، ظلت مجموعة الأورنيثيشيان غير مرتبطة بباقي الديناصورات في شجرة العائلة المتعارف عليها بين المختصين.
إلا أن مقترحا تعديليا من طرف البروفيسور بارون، نشر في مارس/آذار في مجلة نايتشر، أشار إلى أن مجموعة الأورنيثيشيانز أقرب مما كان يعتقد إلى آكلات اللحوم مثل تي ركس.
وبذلك حول البروفيسور بارون الديناصور الوحش من لغز إلى حلقة مفقودة، وهو يعتبر أن "شجرة عائلة الديناصورات باتت أوضح وأكمل باكتشاف هذه الحلقة المفقودة".
لكن الشجرة البديلة، التي سميت "شجرة بارون" ليست مجرد إعادة ترتيب للشجرة الحالية، وإنما تسلط الضوء أيضا على كيفية انفصال مجموعات الديناصورات عن بعضها البعض خلال مسارها التطوري.
ويقول البروفيسور بول بارت، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، الذي شارك في الدراسة، إن "التشيليسورس كان موجودا في بداية أحد أكبر مفاصل مسار التطور، ونأمل أن تساعدنا دراسة تكوينه البيولوجي في فهم أسباب ذلك التطور".
ويعتقد كلا البروفيسورين باريت وبارون، أن شجرتهما المعدلة قادرة على أخذ مكان شجرة الديناصورات الحالية التي قاومت الزمن طيلة 130 عاما.
تريسيراتوبس ذو القرون نموذج كلاسيكي لمجموعة الأورنيثيشيان
وتواجه شجرة بارون انتقادات عديدة، لكنها لو تمكنت من تسوية نقاط غموض أخرى في الشجرة الحالية للديناصورات، فسوف تتسع دائرة مسانديها.
ويعتقد البروفيسور بارون أن إخراج التشيليسورس من خانة "فرانكنشتاين" التي وضع فيها قد يكون مجرد خطوة أولى في سلسلة تعديلات أخرى مقبلة، قائلا: "لقد دحضنا الحجة المضادة في هذه النقطة، وهذه خطوة جيدة نحو هدفي الرئيسي وهو محاولة فهم سلالة الأورنيثيشيان، لأنني أعتقد أن فهمنا خاطئ وتجاهلنا لوقت طويل جدا هذه المجموعة المهمة جدا".
وختم البروفيسور بارون بالقول: "في النهاية، سنتوصل إلى نتيجة متفق عليها. أعتقد أن هذه خطوة نحو النموذج الصحيح."
من جانبها، وصفت البروفيسور سارة غابوت، التي لم تشارك في البحث، نتيجة الدراسة بأنها "مهمة بشكل غير معقول"، مضيفة أن "هذه إحدى تلك الاكتشافات الحفرية التي تقدم توضيحات للعلاقات بين مجموعات الديناصورات أكثر من أي هيكل عظمي عادي لها، لأن تنوع خصائصها الجسدية تكشف سلسلة أحداث خلال المراحل الأولى لتطور الأورنيثيشيان.
BBC