ريما مراقب عام
عدد الرسائل : 821 بلد الإقامة : السعودية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7054 ترشيحات : 45
| موضوع: موت العلماء الآثار والتبعة 13/7/2009, 15:43 | |
| كتب شيخنا الشيخ الدكتور فالح الصغير مقالاً نفيساً عن موت العلماء بعد موت العلامة بكر أو زيد رحمه الله ، ولمناسبة هذا المقال في استشعار مقام العلماء ، بعد وفاة العلامة ابن جبرين رحمه الله ، أضع بين أنظاركم هذا المقال :
موت العلماء... الآثار و التبعة
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فعمارة الكون هدف من أهداف وجود الإنسان في هذه الحياة، عمارة حسية وعمارة معنوية، قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة:30)، ولا شك أن أعظم عناصر عمارة الكون: وجود العلماء العاملين الذين ينطلقون من التصور الحق للكون فيقيمون حياة الناس على التوازن الصحيح، فيضبطون حياتهم وحياة الآخرين بالمنهج المستقيم فيخلفون سلفهم، ويواصلون المسيرة الحقة فيتحقق بهم هدف من أعظم أهداف خلق الإنسان، ولهذه الحقيقة جاء في القرآن الكريم التركيز على جانبين مهمين:
1- الجانب الأول: ميدان العمارة، وهو التفكر و الاعتبار بالكون وجزئياته ليستخرج منه ما يعمره عمارة حسية ومعنوية، ولا يشترك في هدمه، ومن هنا نجد أساليب القرآن الكريم حول هذه القضية أساليب متعددة منها:
أ- الحث على التفكر المباشر، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)، [الروم: 8].
ب- الحث على استخراج ما في هذا الكون من كنوز والإفادة منه، قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، [العنكبوت: 20].
ج- التحذير من إفساد الكون أو عدم إشغال الفكر للإفادة مما فيه كما قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30].
2- الجانب الثاني: ميدان العلم وتفضيله جل وعلا لأهله، فهم منطلق إرشاد الناس، وتوضيح الحق لهم، وبيان الطريق، وأصحاب الحجة، وإيضاح المجحة.
وما ذاك إلا لتحقيق أهداف خلق الخلق بهم من هداية الناس وعمارة الكون.
فوجودهم خير عظيم، منارات يهتدى بها، وعلامات يستضاء بها، اصطفاهم الله تعالى لحمل رسالته، وميراث أنبيائه، وللقيام بالعهد و الأمانة.
من اتبع سبيلهم قادوه إلى ساحل النجاة، وبر الأمان، أرشد إليهم المولى سبحانه: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43].
وحذر من مخالفتهم وإتباع غيرهم و الزهد بهم فضلاً عن السخرية بهم أو التندر بأقوالهم ولمز آرائهم و التنقص من فتواهم، فهذا من علامات الضلال و البعد عن الطريق المستقيم، فهذا طريق مزلة، وحافة خطر ليس على الفرد ذاته بل على الأمة بأكملها إذا تنكبت طريقهم، كيف لا وقد زكاهم المولى سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم وسخر الله سبحانه الملائكة في السماء و الطيور في الهواء و الحيتان في الماء، لتستغفر لهم.
* * * *
وحق للأمة أن تفتخر بوجودهم وبعلمهم وبأعمالهم.
وحق لها أن تحزن لفقدهم لأن بذلك فتحاً لثلمة في جدار الإسلام و المسلمين وضراً للديار، ونقصاً في الأرض، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) [الرعد: 41]، قال ابن عباس في رواية: خرابها بموت علمائها وفقهائها و أهل الخير منها.
وكذا قال مجاهد: هو موت العلماء.
ونسق الشاعر على هذا قوله:
الأرض تحيى إذا ما عاش عالمها كالأرض تحيى إذا ما لغيث حل بها متى يمت علم فيها يمت طرف وإن أبى عاد في أكنافها التلف
وبموت العلماء ينقص العلم ويكثر الجهل فيكون سبباً لضلال الناس، وبعدهم عن الحق عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقَ عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهّالاً يستفتون فيفتونهم برأيهم فيضلون ويضلون).
وقد رأينا شيئاً مما ذكر في هذا الحديث في واقعنا المعاصر حيث فقدت الأمة في سنينها الأخيرة عدداً من أهل العلم الكبار الذين أفنوا أعمارهم في العلم والتعليم و الإفتاء و القضاء والتوجيه و الإرشاد و إبداء المواقف في الملمات، وتبيين الطريق في الأزمات، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الدعوة إلى الله جل و علا، و التأليف في مختلف المجالات النافعة وغير ذلك مما كان له أبلغ الأثر و النفع لعامة الأمة.
أقول: قد رأينا شيئاً مما ذكر في الحديث السابق عندما فقدنا هذه الكوكبة من تجرؤ كثيرين على الفتوى وهم ليسوا بأهل، وتصدر مجالات التوجيه، ناهيك عن الإسهاب في الكتابات الصحفية، والمشاركات الإعلامية من تجرؤٍ يندى له الجبين مما هو مخالف لأصول الدين، وقواعده الأساسية، -وليس هذا المقام مقام تمثيل وإسهاب – ولا أظن أيضاً هذا يخفى على كل متابع.
وهذا بلا شك يعظم المسؤولية ويكبرها على خلف أهل العلم وتلاميذهم الذين ورثوا ميراثهم العلمي.
ولأجل عظم هذه الأمانة أسجل نقاطاً يؤكد عليها عندما نتحدث عن موت عالم أو مجموعة علماء لعلها تكون إسهاماً إيجابياً بعيداً عن مجرد الحزن و الوقوف عنده و التحسر على الماضي.
ومن تلك النقاط:-
1-الترحم على الأموات منهم و الدعاء لهم بأن يجزيهم الله أعظم الجزاء على ما قدموا.
2-إبراز مآثرهم و أعمالهم الذين نفعوا الأمة بها، وعدم نسيانهم وقد سطر سلفنا مؤلفات عظمى في سير السلف كما هو معلوم للإفادة منها.
3-أن تكون هذه الأحداث محفزة لمن بعدهم بأن يقوموا بدورهم وأن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يستفيدوا من مشايخهم بطرائق التوجيه و النصح و الدعوة و أن يبدءوا من حيث انتهوا لا من حيث بدءوا حتى يكملوا المسيرة
4- استخراج مناهج هؤلاء العلماء في مختلف الجوانب كمناهجهم في التعليم، أو التأليف، أو الدعوة، أو الافتاء، أو النصح الشخصي، أو التعامل مع العامة، أو مع المسؤولين الإداريين، ومن المعلوم أن الجيل اللاحق يتشوق لمعرفة مناهج هؤلاء المعاصرين أيما تشوق وقد لمست هذا بنفسي عندما أتحدث مع بعضهم عن بعض ملامح منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله، أو شيخي الجليل الشيخ عبد الرزاق عفيفي رحمه الله، وأخيراً عن شيخي المبارك الشيخ صالح الاطرم رحمه الله، وغيرهم.
5- أن أولئك العلماء برزوا بأدوار مختلفة ولعل من أبرزها الشمولية مع التخصص، وأحسب أننا في هذا الزمن مع تشعب الحياة. وتنوع طرائفها إلى أن نستفيد منهم في مجال التخصص فالعمق فيه مع شئ من الشمولية يكون أثره بالغاً، وهذا ما لمسته في منهج العلامة الدكتور بكر أبو زيد رحمه الله، وهو من آخر من فقدناه، ولعل تلاميذ هؤلاء العلماء ينحون هذا المنحى فيعظم أثرهم.
6- أحث بشكل خاص للاستفادة من كبار أهل العلم الموجودين منهم، فهم الذخر العظيم الباقي وهم الصلة بين سبق وممن يلحق، وتقديرهم واحترامهم والاستنارة بآرائهم ومواقفهم، ومن المحزن أن نجد بعض الخلف لا يتورع لسانه عن المخالفة بل ويحب أن يظهرها، ويلبس هذا بلبوس الشخصية المعتبرة، والرأي لا يفسد للود قضية، ونحو ذلك مما جرأ غيرهم ممن ليسوا بأهل للعلم أو الفتوى أو ابداء الرأي في القضايا الشرعية. فليعى طلاب العلم والحريصون هذا المزلق وبخاصة في أوقات الفتن، فكثير من الضلال لم يحصل إلا من هذا الباب.
رحم الله تعالى علماءنا الميتين وأسكنهم فسيح جنانه، ورزقهم الفردوس الأعلى، وصحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ووفق علماءنا الاحياء وتلاميذهم لما يحب ويرضى ووحد كلمتهم وتوجهاتهم وجعلهم ذخراً للعباد والبلاد وأعانهم على تحمل المسؤوليه والقيام بها إنه سميع قريب مجيب، وهو المستعان.
وصلى الله على نبينا محمد،،،
المصدر / موقع شبكة السنة النبوية وعلومها
http://www.alssunnah.com |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13231 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: موت العلماء الآثار والتبعة 13/7/2009, 17:49 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الاخت الكريمة ريما
إن حفظ الدين أعظم مقاصد هذه الشريعة الغراء، وإن من أعظم أسباب حفظ الدين حفظه بالرجال المخلصين، والعلماء العاملين، فوجودهم في الأمة حفظ لدينها، وصون لعزتها وكرامتها، وذود عن حياضها، فإنهم الحصن الحصين، والسياج المتين، الذي يحول بين هذا الدين وأعدائه المتربصين.
إن لله -سبحانه وتعالى- الحكمة البالغة، والقدرة النافذة في كونه وخلقه، وإن مما كتبه الله -جلَّ وعلا- على خلقه الموت والفناء، يقول سبحانه: كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرَامِ ويقول عز وجل: وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ، ويقول: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ويقول جلَّ وعلا: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ * ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ وإن أعظم أنواع الفقد على النفوس وقعاً، وأشده على الأمة لوعة وأثراً، فقد العلماء الربانين، والأئمة المصلحين.
لأن للعلماء مكانة عظمى، ومنزلة كبرى، فهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الرسل، والأمناء على ميراث النبوة، هم للناس شموسٌ ساطعة، وكواكب لامعة، وللأمة مصابيح دجاها، وأنوار هداها، بهم حفظ الدين وبه حفظوا، وبهم رفعت منارات الملة وبها رُفِعُوا: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ
يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون به أهل العمى، ويهدون به من ضل إلى الهدى، فكم من قتيلٍ لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، وما عزت الأمم، وبلغت أعالى القمم، وأشيدت صروح الحضارات، وقامت الأمجاد، وتحققت الانتصارات بعد الله إلا بهم، فهم أهل خشية الله: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ، وهم مادة حياة القلوب، وغذاء الأرواح، وقوت الضمائر، وزاد القرائح، ومهما صيغت النعوت والمدائح في فضائلهم فلن توفيهم حقهم....... اختى الكريمة ريما أسعدك الله وغفر ذنبك وحقق دعاءك |
|
صفاء الروح مراقب عام
عدد الرسائل : 3955 بلد الإقامة : أرض الإسلام احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 9808 ترشيحات : 102 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: موت العلماء الآثار والتبعة 13/7/2009, 19:56 | |
| أختي الغالية ريمـا الكريمة
إن مصابنا جميعا لهو مصاب جلل
و إننا أصبحنا كل يوم نسمع عن وفاة عالم من علمائنا الأجلاء الفضلاء
حفاظ هذا الدين بعد الله تعالى
و إن كما قال رسول الكريم عليه من ربي ازكى الصلوات و أتم التسليم :
" إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء
حتى إذا لم يبقَ عالماً أتخذ الناس رؤوساً جهّالاً يستفتون فيفتونهم برأيهم فيضلون ويضلون"
و بالفعل فقد أصبح كل من هب و دب يصف نفسه عالما يفتي و يحلل و يحرم حسب هواه
فنعود بالله العلي العظيم من أن نضل أو نضــل
و نسأله تعالى أن يرزقنا جميعا علما نافعا
و أن يرزقنا جميعا الإخلاص في ديننا و يبارك في أعمار من تبقى من علمائنا
و مشايخنا الأجلاء و يحفظهم مصابيح ينير لنا بهم طريق الهدى و الحق
نسأله تعالى أن يجيرنا في مصيبتنا و أن يخلفنا خيرا منها
و أن يرحم كل علمائنا و مشايخنا و يجزيهم الفردوس الاعلى
و أن يرحم جميع موتانا و موتى المسلمين و المسلمات
إن العيون لتدمع و القلوب لتحزن و إنا لفراق علمائنا لمحزونون
و لا نقول إلا ما يرضي ربنا
إنا لله و إنا إليه راجعون
و الحمد لله رب العالمين
بارك الله فيك غاليتي
وتقبلي خالص ودي و تقديري و احترامي
|
|
آخر نكته عضو متألق
عدد الرسائل : 746 بلد الإقامة : """" احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6924 ترشيحات : 3 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: موت العلماء الآثار والتبعة 14/7/2009, 23:27 | |
| كان علامه الله يرحمه ويحسن اليه |
|
عبد الكريم ربيع عضو متألق
عدد الرسائل : 788 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7044 ترشيحات : 6 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: موت العلماء الآثار والتبعة 15/7/2009, 09:20 | |
| سيدتي ريما العلماء وخصوصا علماء الدين هم ورثة الأنبياء فالأنبياء لا يورثون ملا بل علوم طرح اتمني أن تعيه العقول ويأخذون منه ما ينفعهم أخوك عبد الكريم ربيع |
|
zoom عضو فعال
عدد الرسائل : 137 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6328 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: موت العلماء الآثار والتبعة 16/7/2009, 18:11 | |
| المصيبة كبيره لنا عند موت كل عالم وللامه كلها يارب اخلف علينا من هو خير منه واخلف عليه من هم خير منا ---- ويارب يخليك ياريما |
|