اجتمع أكثر من سبب جعل القائد سيف الدين قطز تقع عينه على سهل عين جالوت بفلسطين كمكان مناسب لأهم معركة حدثت بين التتار والمسلمين وذلك في (25رمضان 658 هـ / 3 سبتمبر 1260).
فقبل المعركة بأيام عقد كتبغا قائد التتار اجتماعًا استشاريًّا مع قادته، وحضر هذا الاجتماع الأشرف الأيوبي أمير حمص، واتخذ كتبغا قراره في هذا الاجتماع أن يتوجه بسرعة لحرب المماليك بقيادة قطز.
في تلك اللحظات كان قطز قد بدأ التحرك للبحث عن المكان المناسب للمعركة، وبذلك يسجل نقطة مهمة لصالحه، ويستطيع أن يرتب جيوشه في وضع أفضل، ويختبر المنطقة ومدى جاهزيتها.
وبعد الاجتماع الاستشاري الذي عقده كتبغا بدأ في التحرك اتجاه الجنوب بين جبال لبنان حتى دخل فلسطين من شمالها الشرقي غرب مرتفعات الجولان، ثم عبر نهر الأردن، ووصل إلى الجليل الشرقي.
اكتشفت الاستطلاعات المنتشرة في المنطقة تحركات كتبغا، ونقلت الأخبار بسرعة إلى قطز الذي كان قد غادر عكا في اتجاه الجنوب الشرقي، فأسرع قطز باجتياز الناصرة، وتعمق أكثر في الجنوب الشرقي حتى وصل إلى منطقة تعرف بسهل عين جالوت، وهي تقع في الوسط تقريبًا بين مدينتي بيسان في الشمال ونابلس في الجنوب بفلسطين.
ويقع -أيضا- سهل عين جالوت على مسافة 65 كيلومتر جنوب منطقة حطين التي دارت فيها الموقعة الخالدة بقيادة صلاح الدين، ويقع كذلك على مسافة نحو 60 كيلومتر إلى الغرب من منطقة اليرموك؛ حيث دارت المعركة الخالدة بقيادة خالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما.
وهكذا ساهمت هذه الذكريات في رفع الروح المعنوية لجيش المسلمين إلى أقصى درجة.
ووجد قطز عين جالوت منطقة مناسبة للمعركة المرتقبة لعدة أسباب؛ فهو سهل واسع منبسط تحيط به التلال المتوسطة من كل جوانبه إلا الجانب الشمالي فهو مفتوح.. كما تعلو هذه التلال كثير من الأشجار؛ مما يوفر مخبأ مناسبا للمسلمين، ويسهل عمل الكمائن على جوانب السهل.
وبالفعل رتب قطز جيشه بسرعة .. فوضع على ناحية السهل الشمالية مقدمة جيشه بقيادة القائد بيبرس، وجعلها في مكان ظاهر حتى يغري جيش التتار بالقدوم إليها، بينما أخفى قطز بقية الجيش خلف التلال ليتدخل بجيشه في المعركة في الوقت المناسب..
وكان هذا الترتيب في 24 رمضان 658هــ/ 4 سبتمبر 1260م أي قبل يوم واحد من المعركة التي نصر الله فيها قطز وجيشه على التتار في واحدة من أعظم المعارك في التاريخ الإسلامي.
lite.islamstory.com