معركة زونكيو البحرية التي انتصر فيها العثمانيون على الأسطول البندقي الإيطالي هي أول معركة استخدم فيها المسلمون سلاح المدفعية
في إطار الحرب بين الدولة العثمانية وأمراء جمهورية البندقية بإيطاليا، الذين نازعوا العثمانيين العداء بروح صليبية وبمباركة البابا، استولت سفن البنادقة على مناطق بحرية تابعة للدولة العثمانية، فأمر السلطان بايزيد الثاني قائد أساطيله البحرية كمال ريس بتأديب الأسطول البندقي وغزو مدينة البندقية.
وفي يناير 1499م/جمادى الآخرة 904هــ تقريبا أبحر كمال ريس مِن إسطنبول بقوَّة مِن 10 سفن عظيمة و4 سفن صغيرة، ثم اجتمعَ بأسطولِ عُثماني آخر جاء إليه؛ حيث تولى قيادته لكي يشنَّ حربًا واسعة النطاق ضدَّ جمهوريةِ البندقية.
وقد تكوَّن الأسطول العُثماني من 67 سفينة عظيمة وحوالي 200 سفينةٍ صغيرة فضلا عن عدد كبير من المعدات البحرية الأخرى، وقرب رأس مدينة زونكيو التقى كمال ريس بأسطول جمهوريَّة البندقية تحت قيادة أنطونيو جريماني، وكانت أول معركة بحرية في التاريخ حيث استخدمت المدافع على السفن.
وهنا فاجأ كمال ريس أسطول البندقية بسلاحه الأخطر على الإطلاق، الذي عمل على إعداده طيلة حروبه السابقة، وجربه أول مرة في هذه المعركة المهمة؛ حيث جهز سفنه البحرية بسلاح المدفعية الحارقة، فضلا عن أدوات أخرى استطاع بها مباغتة الأسطول البندقي وتشتيت شمله في أول هجوم؛ حيث أثناء سير المعركة غرقت سفينة أندريا لوريدان أحد أفراد عائلة لوريدان المسيطرة في البندقية، وقتل كثير من أفراد العائلة المالكة بجمهورية البندقية، بل وأسر أنطونيو جريماني قائد الأسطول نفسه، وذلك بعد نهاية المعركة بهزيمته هزيمة ساحقة؛ حيث تم إطلاق سراحه بعد ذلك بعد دفعه فدية باهظة.
كما استولى العثمانيون على قلعتي مودون وكوروني، ولما رأى القائد البندقي تراويسانو ذلك قام فهجم على ناوارين التابعة للعثمانيين واستولى عليها، فلم يمهله كمال ريس وتعقبه بثلاثين سفينة وحمل بها على أساطيله في ميناء ناوارين المذكورة، وبعد فترة قصيرة من الزمن استولى على ثماني مراكب من أسطول البنادقة واسترد منها قلعة ناوارين، فعاد القائد تراويسانو بأسطوله منهزمًا.
وقد قام السلطان العُثماني بايزيد الثاني بإهداء 10 مِن سفنِ البندقية المـَأْسُورَة إلى كمال ريس اعترافًا بفضلِه في هزيمة جمهورية البندقية الإيطالية.
وكانت هذه المعركة بداية سيطرة واضحة لأسطول كمال ريس على البحر المتوسط؛ حيث استولى على أغلب إمارات البندقيين، وأضاف كثيرا من الموانئ البحرية من أملاك الإيطاليين إلى حوزة العثمانيين؛ حيث ظل كمال ريس سيد البحار الإيطالية بلا منازع طيلة قيادته الأسطول العثماني.
المصدر
lite.islamstory.com