يحتفل المصريون، غذا الاتنين، بعيد شم النـسيم الذي يمثل عيد بداية الربيع واعتدال الجو، ومع شم النـسيم نجد العديد من الطقوس المرتبطة بشم النـسيم ومنها تناول الفسيخ والبصل، وتلوين البيض، وغيرها من الأطعمة التي يتناولها المصريون المرتبطة بعادات سنوية يحرص عليها المصريون كل عام.
ويرصد "دوت مصر" أصول وبدايات اتباع هذه العادات، بل وأسباب اختيار وتناول هذه الأطعمة تحديدا من الفسيخ والبصل والبيض الملون وغيرها.
بداية شم النسيم عند الفراعنة
هناك بعض المؤرخين الذين يقولون أن بداية الاحتفال بعيد شم النسـيم جاء قبل بداية الأسرات، ولكن بداية الاحتفال الرسمية به كانت منذ ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي نحو عام 2700 ق.م، وبالتحديد إلى أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية، ويسمى شم النسيـم بهذا الاسم لاصوله الفرعونية، بدأ باسم (عيد شموش) أى بعث الحياة، لأن المصريون القدماء كانوا يعتقدون أن الحياة بدأت في ذلك اليوم، وحرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة فى العصر القبطى إلى اسم (شم) ، وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التى تعلن وصوله ،ويخرج المحتفلون بعيد “شم النسيم” في جماعات إلى الحدائق والمتنزهات؛ ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها.
لماذا تناول الفسيخ؟ "اسطورة بعث المتوفي"
أكد الدكتور وسم السيسى لــ"دوت مصر" أن تناول الفسيخ يوم شم النسيم عند الفراعنة يرجع لاعتبار السمك هو رمز الخصوبة عند الفراعنة وكانوا يصاحبون المتوفى فى مقبرته بالسمك الفسيخ لانه يتحمل التخزين اعتقادا منهم انه اذا عاد للعالم الاخر يجد ما ياكله وكان السمك البورى بالذات يضع بويضاته فى مثل هذا الوقت من العام فيعتبرونه الانسب فى الاكل للاحتفال بالربيع وشدد على مشاركة الفراعنة للشعب فى طقوس الاحتفالات بكل الاعياد وكانوا يعتبرون النيل هو شريان الحياة والتنزه بجواره من طقوس الاحتفال بالربيع وقال امنحتب اذا مرض النيل مرضت مصر فهو الذى يقضى على ثالوث الفناء الجهل الفقر والمرض.
لماذا تناول البصل؟ "اسطورة شفاء ابن الملك"
أما البصل فقد ظهر ضمن أطعمة عيد شم النسيم فى أواسط الأسرة الفرعونية السادسة وقد ارتبط ظهوره بما ورد فى إحدى أساطير مدينة “منف” القديمة التى تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد أصيب بمرض غامض ، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد آمون، فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير فى فراش نومه عند غروب الشمس .
وتروي الأسطورة أن الطفل بعد ذلك غادر فراشه بعد أن تم شفاءه من مرضه تماما وخرج ليلعب، فأقام الملك الأفراح فى القصر لأطفال المدينة بأكملها، وشاركه الشعب فى افراحه، ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته، وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس فى العيد، كما قام الناس بتعليق حزم البصل على أبواب دورهم .
فيما اشار دكتور وسيم السيسي ان رمز ابعاد الشيطان هو البصل الاخضر، إذ كان سبب شفاء احد الملوك وخروجه من اغمائه بعد شمه لرائحة البصل اليوم و أن المصريين كانوا يحتفلون بيوم طهارة القلوب بعد شم النسيم مباشرة حيث كانوا يعتبرونه يوم المصالحة بين المتخاصمين ونسيان الأذى فيقدمون فطيرة مزينة بالفواكه والزهور عربون المحبة والمصالحة .
لماذا تناول البيض الملون؟ "اسطورة بداية الخلق"
تمتلئ مائدة عيد الربيع بالأطعمة المحببة للمصريين فى ذلك اليوم مثل “البيض الملون”، وبدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع (شم النسـيم) مع بداية العيد الفرعونى نفسه أو عيد الخلق كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، وقد صوَّرت بعض برديات منف الإله “بتاح” – إله الخلق عند الفراعنة – وهو يجلس على الأرض على شكل البيضة التي شكلها من الجماد ، كما ورد فى متون كتاب الموتى وأناشيد (أخناتون الفرعونى)، لذلك اعتاد المصريون تناول البيض، أما عن تلوينه أو زخرفته بالنقوش فهو يرجع لأن المصريين القدماء كانوا ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعون البيض في سلال من سعف النخيل يعلقونها في شرفات المنازل أو في أغصان الأشجار؛ لتحظى ببركات نور الإله عند شروقه فيحقق أمنياتهم.
dotmsr.com