البلطجة والعشوائيات والإرهاب صور نجح الإعلام المصرى فى تصديرها للخارج
السياحة أولى ضحايا برامج الفضائيات
الأهرام - كتب - أحمد عبدالمقصود :
كانت صناعة السياحة فى مصر الضحية الأولى للصورة السلبية التى صدرها الاعلام المحلى للخارج..برامج وافلام ومسلسلات تصارعت جميعها فى إبراز صورة المجتمع المصرى بانه يعيش فى خضم البلطجة والمخدرات وانعدام الامن والصراع الطائفي.. وينمو بين عشوائياته اطفال الشوارع والمتسولون..قدم إعلامنا بقصد او بدون للاعلام الخارجى مادة خصبة استغلها جيدا من اجل ضرب السياحة المصرية وإقناع العالم بأن مصر غير آمنة.. وكان هذا الأمر كفيلا بان يزرع الخوف فى قلب كل من يفكر فى زيارتها.
تضخيم الحدث ونسج صور درامية غير حقيقية لزيادة نسب المشاهدة كانا هما السمة الغالبة على اغلب برامج إعلام الفضائيات فما كان من الاعلام الأجنبى إلا ان تلقفها ونقلها عبر شاشاته الى دول العالم المختلفة ليتشكل رأى عام سلبى تجاه ما يحدث فى مصر. وبالفعل نجحت هذه الرسالة الى حد بعيد فى تصدير صورة سلبية ادت بشكل او بآخر الى تراجع الطلب لزيارة مصر..فى الوقت الذى نجحت الدول المنافسة فى إبراز مواطن الجمال لديها فشكلت صورة ذهنية رائعة لدى شعوب العالم للدرجة التى اصبحت زيارتها حلما لكل باحث عن الراحة والجمال والامن.
احد كبار المسئولين المصريين كان فى زيارة الى تركيا منذ سنوات وفى اثناء تجوله بصحبة مرافق لمشاهدة أهم المعالم السياحية فوجئ بانه يعرض له كنوع من التقدير ان ينظم له رحلة لزيارة «منزل مهند» وهو الفنان الذى قام ببطولة مسلسل تركى نجح من خلاله فى ان يظهر بلاده فى اجمل صورها..فى الوقت الذى اكتظت فيه القنوات المصرية بسيناريوهات الارهاب والبلطجة. وفى اثناء مشاركة الاهرام فى الصالون الثقافى بفرانكفورت الشهر الماضى كانت شكوى بعض من قابلتهم من الجالية المصرية من الاعلام المحلي، حيث يصور ان المصريين يعيشون فى صراعات ويتسولون فى الشوارع بعد القرارات الاقتصادية الأخيرة..واكدوا لى ان هذه الصورة شكلت لدى المصريين الذين لا يزورون مصر كثيرا افكارا سلبية عن الحياة فى مصر.
مطيع اسماعيل
بالتأكيد المرحلة المقبلة تتطلب من جميع وسائل الاعلام ان تؤدى رسالتها بوعى يصب فى التركيز على الايجابيات لتصدير صورة إيجابية عن مصر. وهنا يؤكد الخبير السياحى مطيع إسماعيل عضو جمعية الاستثمار السياحى بحنوب سيناء انه لابد ايضا من تكثيف الحملات الترويجية لمصر فى الخارج خلال الفترة المقبلة وانه يجب ألا نكرر الخطأ الذى ارتكبه بعض وزراء السياحة السابقين بقرارهم غير المبرر بوقف هذه الحملات عقب ثورة يناير 2011، مشيرا الى ان هذا القرار ادى الى تراجع الحركة السياحية بشكل كبير بسبب غياب اسم مصر ومقاصدها السياحية المختلفة عن وسائل الاعلام الأجنبية وعن المعارض والمؤتمرات السياحية الأمر الذى ادى الى الاضرار بصناعة السياحة.
وطالب اسماعيل بضرورة التركيز على الايجابيات والتوقف فورا عن كل ما يسىء الى مصر وصورتها فى الخارج، مؤكدا ان الحملات الترويجية لتنشيط الحركة السياحية وتحسين الصورة تنشط وقت الأزمات، لافتا الى ان الولايات المتحدة الأمريكية قامت بعد تفجير البرجين بتكثيف وجودها فى جميع المعارض السياحية بصورة اكبر مما كانت عليه قبل هذا الحادث لكى تثبت للعالم ان الارهاب لن يثنيها عن المضى قدما نحو المستقبل..
وطالب اسماعيل ايضا بتكثيف الفعاليات السياحية والرياضية فى مختلف المدن المصرية وان تقوم وزارتا الثقافة والشباب والرياضة بإقامة مناسبات مختلفة لتسليط الأضواء عليها والاحتفال بها لينسى العالم ما مرت به مصر من احداث سلبية..مشيرا الى ان فرنسا نجحت من خلال تنظيم بطولة اوروبا لكرة القدم فى جذب 8 ملايين سائح لمشاهدة المباريات على الرغم من وقوعها فى براثن العمليات الارهابية.
وأكد ان تنظيم وزارة الثقافة أوبرا عايدة وإقامة مباريات عالمية على ارض مصر ستؤدى حتما الى انطباع جيد ودائم لدى دول العالم المختلفة بان مصر ماضية نحو بناء مستقبلها وان تلك الحوادث الارهابية الجبانة لن تثنيها عن المضى قدما نحو إقامة وطن قوي..لافتا الى ان ذلك سينعكس بالتأكيد على تحسين صورة مصر فى الخارج وزيادة الطلب السياحى عليها.. هذا وقد أكدت مجلة البحوث السياحية التى تصدر عن وزارة السياحة فى أحد الأبحاث التى تضمنتها المجلة تحت عنوان ( أثر الترويج الإعلامى كأحد مقومات الجذب السياحى ) أن 96% من الآراء التى طبقت عليها الدراسة، تشير إلى إمكانية تحسين الصورة الذهنية لمصر كمقصد سياحى من خلال وسائل الإعلام، وان الإعلام يمكن أن يلعب دورا كبيرا فى معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية والبيئية التى تعوق تنشيط السياحة .
الموضوع من المصدر
اضغط هنا