كتبت- أميرة محمدين:
داخل فيلا «جول جيشار» الرئيس الثانى لقناة السويس بعد «فريدناند دليسبس»، والمكونة من طابقين صمما على الطراز الفرنسى، واتخذها «جيشار» مقرا لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية بالإسماعيلية عام 1869، وفى منطقة مرسى اليخوت حاليا، يقع المعرض التاريخى لهيئة قناة السويس، والذى تقف فيه قاعة «التأميم» شاهدة على 60 عاما من التاريخ، بدءا بالخطاب الشهير للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والذى أعلن فيه قرار تأميم قناة السويس، مرورا بالأحداث التى شهدتها عقب مصر التأميم لأعوام متعددة.
القاعة التى تقع ضمن 6 قاعات يضمها المتحف، تعد الأبرز فى التوثيق التصويرى لتأميم القناة، وتضم 24 لوحة تحكى لحظة التأميم ومؤامرة انسحاب المرشدين الأجانب، والاستعانة بضباط البحرية المصرية لإدارة المرفق العالمى دون مساعدة من الغرب عام 1956، ثم العدوان الثلاثى وتوقف العمل بالقناة ونصر أكتوبر عام 1973 ومراحل تطهير القناة والافتتاح الثانى لها عام 1975 والثالث عام 1980.
مقتنيات ولوحات قاعة التأميم جميعها أصلية، تضم صورا توثق لحظة بلحظة قرار التأميم، وما تبعه من اجتماعات رئاسية، ويتوسط القاعة مجسم «ماكيت» لمبنى الإرشاد المقر الرئيسى لهيئة القناة بالإسماعيلية، صممه الفنان جاد فرج جاد، بترسانة بورسعيد البحرية. أما أحدث ما أضيف إليها تمثال الرئيس جمال عبدالناصر والذى أهدته للمتحف نجلته هدى عبدالناصر.
الهواة من مدن القناة الثلاث كان لهم دور هام فى إمداد المعرض بصور نادرة وكتب عن تاريخ القناة والتأميم، والتى وجدت فى أركان المعرض مكانا بارزا يوثق الاعتزاز والتقدير الشعبى للقناة التى حفرت بدماء المصريين.
أما المعرض ذاته، فيحكى تاريخ قناة السويس من خلال الصور والمعلومات التوضيحية والماكيتات والمقتنيات وبعض المجسمات المعدنية وأجزاء من الوحدات البحرية الخاصة بالسفن والكراكات والأفلام الوثائقية القديمة والأفلام التسجيلية، التى تؤرخ القناة منذ الحفر وحتى الآن. ويضم المعرض 6 قاعات، الأولى قاعة العرض المرئى والمسموع وتضم 14 لوحة وخريطتين للمجرى الملاحى للقناة الحالية والجديدة، أما قاعة الحفر فتضم 32 لوحة تصور تاريخ القناة منذ كانت فكرة أيام حكم الفراعنة، مرورا بدراسة المشروع وتنفيذه ومنح الخديو سعيد لديليسبس حق امتياز القناة ومرحلة الحفر الفعلى بالقناة، وتطور الحفر بدخول الآلات والمعدات والكراكات والعربات اليدوية وصولا إلى دخول المياه إلى القناة، وتضم القاعة ماكيت للمبنى الإدارى لشركة قناة السويس البحرية 1869 بالإسماعيلية، فيما تضم القاعة الثالثة «قاعة الافتتاح» 29 لوحة عن مراسم الاحتفال بافتتاح القناة عام 1869، والشخصيات التى حضرت الاحتفال، وشكل الدعوة التى أرسلها الخديو إسماعيل إلى ملوك ورؤساء العالم، لحضور حفل الافتتاح، الذى حضرته الملكة «أوجينى» زوجة الإمبراطور «لويس الثانى ملك» فرنسا، ويضم ماكيت لأول مبنى أنشئ على الطراز الفرنسى بالإسماعيلية، والذى اتخذه «ديليسبس» مقرا للسكن والإدارة.
تقول الدكتورة منى الصياد، مدير المعرض، إن قاعة التأميم إحدى أهم قاعات المعرض، الذى أقيم لتوثيق تاريخ قناة السويس كاملا، من أفلام فيديو وصور أرشيفية وجميع المعلومات، بدءا من حفر القناة حتى الآن، مؤكدة أن المعرض يترجم تاريخ القناة بالصورو لما لها من تأثير قوى ولغة يفهمهما الطفل والكبير والأمى. وتضيف الصياد، أن كل قاعة بالمعرض لها الموسيقى التصويرية الخاصة بها، ويرجع تاريخ أقدم صورة بالمعرض إلى عام 1859.
shorouknews