وصّل الشاب المصري أحمد ماهر، الحاصل على بكالوريوس الهندسة قسم الاتصالات جامعة حلوان عام 2015، الى ابتكار تطبيق يتيح لمستخدميه اكتشاف أعضاء جدد يعيشون في المجتمع، لهم نفس الاهتمامات، ليضيف ميزة عن المنصات الاجتماعية الأخرى، التي تستخدم للتواصل بين أصدقاء مشتركين فقط.
التطبيق الذي يحمل اسم "FRIEN 10"، على الهواتف الأندرويد يساعد مستخدميه على تكوين مجموعات مجتمعية صغيرة، بناءً على اهتماماتهم المشتركة.
الفكرة بدأت كما يقول ماهر لـ"هافينغتون بوست عربي"، من موقف تعرّض له، عندما اتفق مع صديق له على اللقاء، ليفاجأ بصديقه الذي جاء ومعه زميل له لا يعرفه، حيث يقول: "شعرت بامتعاض شديد، وقلت لنفسي أنا أريد الانفراد بصديقي، ووجود هذا الشخص، الذي صار لاحقاً من أفضل أصدقائي، سيحرمني من ذلك".
ويضيف: "لم تمر دقائق حتى اكتشفت أن هذا الشخص، الذي لم أرتح للقائه، أقرب لي في اهتماماتي من صديقي، والمفارقة أنه كان يقطن في نفس الشارع الذي أقطن به".
وجدتها.. وجدتها
يقول ماهر: "كرّست كل وقتي لهذا التطبيق، وخلال عام كامل بدءاً من 2014 حتى 2015، نجحت في إنجازه.
وتقوم فكرة "Frien10" على بناء مجموعات مجتمعية صغيرة، تتكون من 10 أفراد، ويعطي التطبيق المستخدمين حرية الاختيار من قائمة تفضيلات تتضمن اهتمامات رياضية وفنية واقتصادية وثقافية، لمطابقتها مع اختيارات مجموعة من الأفراد الذين يمكن أن يصبحوا أصدقاءهم.
الابتكار الجديد أهّل صاحبه للالتحاق بحاضنة أعمال الجامعة الأميركية بالقاهرة (فينتشر لاب)، ليحصل على المركز الأول في مسابقة ريادة الأعمال الاجتماعية في مصر، التابعة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في ديسمبر/كانون الأول من عام 2015".
وحاضنة الأعمال "فينتشر لاب" هي مبادرة أطلقتها كلية إدارة الأعمال في الجامعة الأميركية عام 2013، وهي أول حاضنة تطلقها جامعة بمصر، وتهدف إلى تسويق التكنولوجيات والابتكارات التي تبتكرها الشركات المصرية الناشئة لتحويلها لمشروعات مجدية تجارياً.
وخلال 4 أشهر منذ حصول ماهر على جائزة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اجتذب التطبيق 500 مستخدم، قاموا بشرائه من Google Play Store أو من خلال Frien10.com.
ويقول ماهر: "إلى الآن لم يتجاوز التطبيق هذا العدد؛ لأننا لم نقم بعد بالترويج له على نطاق تجاري، وهو ما سنبدأ فيه الأسبوع المقبل، بالبدء في الترويج للتطبيق بالجامعات، مع تدشين نسخة جديدة منه".
ويضيف: "تتيح النسخة الجديدة من التطبيق قائمة خيارات أكثر من تلك الموجودة في التطبيق القديم، كما تعالج مشكلات ظهرت في تحميل النسخة على بعض موديلات الأندرويد".
هل يصبح بديلاً لفيسبوك؟
"نحن لا نحب أن نقارن بفيسبوك؛ لأن فلسفتنا مختلفة عنهم، فنحن لا نستهدف التواصل مع أصدقاء مشتركين، ولكن نستهدف اكتشاف أعضاء جدد يعيشون في مجتمعنا"، هكذا قال ماهر.
وتابع: "لكن إذا كان البعض يتساءل عن فلسفة انتشار فيسبوك، وهل نحن نسير على نفس الطريق أم لا، فالإجابة أننا نسير بنفس الفلسفة مع اختلاف بسيط، وهو أن نطاق اهتمامنا هو الدول العربية فقط، فنحن لا نستهدف أوروبا وأميركا".
ولطبيعة هذا الاهتمام، يضيف ماهر: "دشنا تطبيقاً خاصاً بالسيدات فقط، يسمى Ladies Night أو (ليلة السيدات)، كي يتناسب مع بيئتنا الثقافية، ويتيح ذلك تشكيل مجموعات لا تسمح بالاختلاط مع الجنس الآخر".
مشاكل التطبيق
من بين أبرز مشكلات التطبيق الجديد، وكما يقول عمرو حجازي وهو أحد المستخدمين: "نجحت في تكوين صداقتين من التطبيق، لكن عندما قمت بتغيير تليفون (الأندرويد) بنوع جديد، لم أتمكن من المتابعة مع الأصدقاء الذين تعرفت عليهم من خلاله".
وينتظر حجازي هذا التطوير ليتمكن من تكوين صداقات جديدة، بعد أن أعجزه تغيير تليفونه عن مواصلة استخدام التطبيق.
www.huffpostarabi.com