|
|
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: اللغة وهجوم الحداثة 1/5/2009, 14:38 | |
| اللغة وهجوم الحداثة
كتبت هذه الكُـليمات بعد طول تردد وعمق تفكير؛فما بين آونة وحين,تراودني نفسي بالكتابة,ويقفز القلم بين أناملي,وتستلقي الأوراق على طاولتي,وما إن يقبل اليراع خد الأوراق إلا ويقشعر جلدي ,ويؤنبني ضميري ؛فلست ملمًا بتفاصيل هذا الموضوع ـ اللغة وهجوم الحداثة ـ ولا مستوعبًا لكل ما قرأت عنه. فهو موضوع ضخم كبير .لا يستهان به في الأهمية والعمق والاتساع ...... على كلٍ فقد تجرأت ودونت ما توصلت إليه ....وقسمت الموضوع إلى ثلاثة أقسام: 1- اللغة:وتناولت فيه أهمية اللغة ومكانتها وفضل القرآن عليها,وتعداد لبعض المحاولات الاستعمارية اهدمها وأتباعهم من العرب.... 2- الحداثة:وتناولت فيه مفهوم الحداثة وغربية مولدها وفكرها,والهدف منها , ونبذها لكل ماهو قديم بما في ذلك اللغة والدين..... 3- اللغة وهجوم الحداثة:وهو جزء يتضمن بعض المقولات والاعترافات لأصحاب الحداثة ومن أفواه أبنائها,وتصريحهم الصارخ, وحربهم للغة وتطرفهم في ذلك .حتى غضب عليهم بعض الغربيين وأنكروا عليهم !! وطالبوهم بالاستقلال في الفكر,وخلق شخصية منتجة للفكر لا مستهلكة لكل فضلات الفكر الغربي.
اللغة
للغة العربية مكانة سامية ومنزلة رفيعة في نفوس أبنائها,وفي نفوس المسلمين في شتى أنحاء المعمورة ,فهي بالإضافة إلى كونها اللغة الأم لما يربو على مئة وستين مليونًا من المسلمين العرب ؛فإنها لغة القرآن الكريم الذي تشرفت به,وكان سببًا في نمائها وانتشارها وحمايتها(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وقد اختار الله عز وجل هذه اللغة العربية لتحتوي كتابه الكريم لما تتميز به من مرونة واتساع واشتقاق ونحت وتصريف وترادف..... بالإضافة إلى الغنى في المفردات والصيغ والأوزان. يقول العقاد " فإذا قيس اللسان العربي بمقاييس الألسن فليس في اللغات لغة أوفى منه بشروط اللغة في ألفاظها وقواعدها...." لقد لفتت هذه العلاقة المتينة بين اللغة العربية والإسلام أنظار الأعداء ففكروا الهجوم على اللغة وبالتالي إبعاد الناس عن القرآن الكريم والدين الإسلامي حيث يستغلق عليهم فهم الآيات وينعدم تأثيرها عليهم , فلا يطبقون مالا يفهمون وتضعف شوكتهم ويسهل غزوهم الفكري والعسكري ..... بدؤا بالمصريين فدعوهم إلى العامية وحاولوا إقناعهم فكان لهم أتباع مثل:سلامة موسى. أحمد لطفي السيد...ودعوا إلى إلغاء الحرف العربي في الكتابة وإبداله باللاتيني فكان لهم أتباع مثل: فريد أبو حديد,أمين الخولي....ودعوا إلى تطوير اللغة وجعلوه شعارًا لهم فكان لهم أتباع مثل : طه حسين وغيره....(1) ولعل أخطر الدعوات وآخرها هي الدعوة إلى الحداثة والإيهام بجمالها وأنها خاصة بأهل اللغة والعلم ,والذين يستطيعون فهمها لوحدهم,إنها دعوة لصفوة الأدباء والمثقفين واستقطاب لأهل العقل والعلم ......
|
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اللغة وهجوم الحداثة 1/5/2009, 14:39 | |
| الحداثة
"الحداثة في اللغة:مصدر حدث.وهي تعني نقيض القديم .وتعني أول الأمر وابتداؤه,وتعني كذلك الشباب وأول العمر"(2) ومن هذا الضلال أخذت جاذبيتها وجمال لفظها,فهو لفظٌ يوحي بطلاوة الجديد والرغبة الملحة في التطوير والتجديد,ولكن رفع الشعار وترديده لا يعني صحته,فالحكم على صحته وجودته يتضح من مسلك كتاباتهم وتوجهاتهم العامة,وا لحداثيون يحاولون الهرب من المصارحة بأفكارهم فيتجهون إلى الغموض واستخدام الرموز واستلهام الألفاظ الضبابية لكن سقطات اللسان أو العناد وربما الملل من الانتظار يجعلهم يصرحون...... من الملاحظ مؤخرًا أنهم أصبحوا يعلنون عن أفكارهم ويكشفون عن نواياهم من منطلق أن الهروب كان في البداية ,وأما الآن فلا مانع من الإعلان المعمم داخل القوالب الأدبية وخاصة الشعرية..... بيد أن المتأمل لكتابات أهل الحداثة يستطيع أن يشخص الحداثة ويعرفها ,ومن تعريفات الحداثة أنها تعني: "الانسلاخ من التقليدي في حياة الفرد والمجتمع فكرًا ونظمًا وعلاقات وأنماط حياة متنوعة ,والتحلي بدلاً منها بجديد مغاير"(3). وغالبًا ما يكون هذا الجديد ـ عندهم ـ هو ما عند الغرب ,وهذا ما اعترفوا به ودعوا إليه وتفاخروا به. إذن فالحداثة ثورة ضد القديم وضد التراث وضد الأخلاق وضد اللغة,وسوف يتضح ذلك للقارئ العادي عندما يتتبع مقولاتهم وتصريحاتهم ,فأشعارهم وأقوالهم مليئة بسب التراث ككل والنيل من اللغة والدين بالذات,وأما الأخلاق فقصائدهم تضج بالعهر والعري والخطيئة والخمر وغيرها ,وأما اللغة فقد حرصوا على إهانتها وإفساد روعتها والتلاعب بقواعدها ومعانيها وإليك توضيح ذلك:
|
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اللغة وهجوم الحداثة 1/5/2009, 14:40 | |
| اللغة وهجوم الحداثةكثيرًا ما يردد الحداثيون شعاراتهم المعروفة والمعلنة, وأنهم جاؤا في الأدب واللغة والشعر,وأنهم يريدون الوصول بالعرب إلى ساحة الأدب العالمي,وقالو كذلك أنه لابد من سماع الرأي الآخر والأخذ من ولابد من المثاقفة والأخذ من عباقرة الغرب ,ولعله من نافلة القول دعوتهم إلى نبذ التراث ونبذ الجمود وأنهم ضد الأشكال والأساليب المحنطة, والتعابير المبسطة الممجوجة, والتشبيهات المفهومة حتى لدى الأطفال .ولعل أبرز سمات هذا الأدب الجديد الدعوة إلى الغموض وإلغاء المعاني والربط اللفظي للنص دون المعنى واستخدام الرموز والإيحاءات (4) ,ولعلي أورد بعض مقولاتهم في ذلك . يقول أدونيس:"فإن القصيدة الجديدة...تركيب جدلي لانهائي بين هدم الأشكال وبنائها " ويقول:"الشاعر يطمح أن يكون وأن يبقى ضد التقليد الثابت" "تجاوز الماضي ...الأشكال والمقاييس والمفاهيم التي نشأت عن أوضاع وحالات مرتبطة بزمانها ومكانها وبات من الضروري أن يزول فعلها" "لقد انتهى عهد الكلمة الغاية...فتفرغ الكلمات من معانيها الموضوعة والموجودة مسبقًا في المعاجم أو على الألسن.." ويقول د. عبد الله الغذامي " وهذه النظرة المتكاملة في تصور الوحدة تخدم في تقديم العمل الأدبي لا على أنه ناقل للمعنى ولكن على أنه قيمة جوهرية التولد ذاتية التحول" "إن الشاعر يحرر الكلمة من معانيها ومما علق ها من غبار السنين فيطهرها ويغسلها " ويقول كمال أبوذيب "هي تثوير جذري للفكر " ويقول أحمد كمال زكي " الشعر الذي يفهم ليس بشعر" ويقول سعيد السريحي"إن هذه الأبواب الإبداعية ذات طبيعة تجعل من الغموض ضربة لازب"(5) وعلى كلٍ فإن هذه المقولات والدعوات ما تزال تتواجد وتنتشر في الصحف والجرائد والملاحق الأدبية..... إنهم بغموضهم البغيض وإقصاء المعاني عن الألفاظ يخالفون مقاصد اللغة العربية,بل إن جميع اللغات نشأت من أجل الإبلاغ والإيضاح ليسهل التفاعل والتعامل والتحدث بين الناس ,فالإبلاغ وظيفة اللغة الأساسية بإجماع علماء اللغات وبلا استثناء. والناضر إلى آيات الله والقارئ لكتابه يعرف قوله تعالى "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين" وقوله تعالى " وأخي هارون هو أفصح مني لسانا فأرسله معي ردءًا يصدقني إني أخاف أن يكذبون" فالحداثة إذن تخالف القرآن الكريم مخالفة صريحة ودعوتها إلى إغفال المعاني دعوة ضالة قائمة على أفكار البشر الضعفاء الذين قال الله سبحانه وتعالى فيهم "ألم يرى الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين" الآية.فدعوتهم إلى إغفال المعاني وعزلها عن الألفاظ وإفراغ الكلمات من مضامينها فيه تناقض صارخ مع ما ورد في الكتاب والسنة من الحرص على صون اللسان وأن الإنسان محاسب على كل ما ينطق به ويقوله,فلابد من حفظه من الزلل , وما الحداثة إلا وكر عظيم من أوكار الزلل ومنبع للضلال والزيغ(6). لقد تطرف الحداثيون تطرفًا جارفًا عندما دعوا إلى تفكيك اللغة وعدم الالتزام بالإعراب والتثنية والجمع والدعوة إلى الثورة على اللغة لفظًا ومعنى فهي دعوة فوضوية بحجة التجديد في اللغة!! يقول سعيد السريحي:" حيث أصبح من خصائص القصيدة الجديدة ذلك التركيب غير العادي للعبارة من حيث التقديم والتأخير ,والفصل والوصل,وأصبحنا نجد الألفاظ تتناثر تناثرا عجيبًا ,لا تربطها رابطة,إذ اختفت كثيراً من لأدوات النحوية التي اعتدنا وصل الجمل بها ,وكذلك استعمالها حروف كثيرة في غير معانيها التي وضعت لها , وتوالت الضمائر من غير أن يكون هناك ذكر لمن تعود له ,ومن شأن ذلك أن يزيد من غموض القصيدة الجديدة فصالها عن القارئ وقد حرص الشاعر المحدث على كسر الإطار العام للتركيب اللغوي خلال ثورته على الاتجاه العقلي الذي هيمن على القصيدة " ويقول" ولنجرؤ قليلاً ونقول أنه ضد النحو" ويقول د.عبد الله الغذامي"ولذا فإن الكلمة في البنية لا تكتسب قيمتها إلا من بروزها كمعارض لكل ما هو سابق لها أو لاحق لها ...وهذا يلغي الوجود الجوهري للكلمة ويؤسس العلاقة كقيمة أولى لنشؤ وظيفة" ويقول....ويقول....ويقول... لقد تطرف الحداثيون العرب لحداثتهم تطرفًا قمعيًا فظهروا بعباراتٍ همجيةٍ كقول د.عبد الله الغذامي"إما أن يكون المثقف حداثيًا أو لا يكون مثقفًا" ولعبد الله نور "الشعر الذي يفهم ليس بشعر" وأنس الحاج "إن الشاعر الحقيقي لا يكون محافظًا"(7) وانظر إلى حزن هذا الحداثي حينما يعلن خجله الشديد من استمرارية الشعر العربي عبر القرون الماضية وهو محافظ على شكله حيث يقول " ترى ! ماذا يقول أليوت لو سمع أن في ركن من أركان المعمورة شكلاً شعريًا استمر عليه أهله ألفًا وأربع مئة من السنين .ولا يزال الكثيرون يتشبثون به"( الغريب أن هذا التطرف الحداثي لم يثر حفيظة شعراء الأصالة فقط بل أثار حتى بعض الأدباء الغربيين الذين أبدوا اعتراضات عليهم مثل الناقد البريطاني ستيفن سندر الذي أنكر على أدونيس دعوته إلى هدم القديم ,بل ووصفه بالتطرف ,وأخبره أن كبار شعراء الحداثة الغربيين مثل: أليوت. مانيوا اونولد وغيرهما استفادا من القديم. وسئل المستشرق الفرنسي شاربيلا :ماذا تقرأ الأدب العربي القديم أم الحديث؟ فأجاب : بل أقرأ الأدب العربي القديم وحده!! فسأله المحاور: لماذا لا تقرأ الأدب العربي الحديث؟ فأجاب لأنه أدب أوروبي مكتوب بحروف عربية.ولقد اعترف جبران خليل جبرا في لحظة صدق فقال : الشرق اليوم إنما يقلد الغرب ,فيتناول ما يطبخه الغرب ويبتلعه دون أن يحوله إلى كيانه بل إنه على العكس يحول كيانه إلى كيان غربي . ولعله من المناسب الآن ,إيراد النصيحة الغربية التي وجهها الأديب الإيطالي إيجنازيو سيلوني الأدباء العرب والتي قال فيها " إن الطبيعة تأبى أن تعترف بأدب عام,لأقوام اختلفت أمزجتهم وعقلياتهم ,وتفاوت ميراثهم النفسي والحضاري,ولهذه نود أن نقرأ أدبكم أدبًا عربيًا متميزًا؛لأنه إنما يأخذ مكانته أدبًا عالميًا بتفرده وأصالته ..." (9) وحتى لا يُفهم مقصدي من هذه الأسطر خطأ؛أوضح الموقف المناسب تجاه تيارات التجديد بلسان ناصر الدين الأسد حيث يقول " لابد أن نفتح النوافذ كلها؛لنستقبل النور والهواء على أن نرى النور بأعيننا لا بأعين غيرنا,وأن نتنفس الهواء برئاتنا لا بالرئات التي تصنع لنا ,وأن نفتح النوافذ حين نريد لاحين يراد لنا ,وعلى الصورة التي نختارها ,لا على الصورة التي تفرض علينا "(10)
|
| | | عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: اللغة وهجوم الحداثة 1/5/2009, 14:41 | |
| منقووووووووووووووول المصادر (1) د. أبوعباة إبراهيم بن محمد:لغة القرآن(الأولى.1413هـ.الرياض.دار الوطن) (2) د.الزنيدي عبد الرحمن:العصرانية في حياتنا الاجتماعية(الأولى.1415هـ.دار المسلم.الرياض) (3)المصدر السابق (4) د.الهويمل حسن بن فهد:الحداثة بين التعمير والتدمير(الأولى.1413هـ.دار المسلم. الرياض) (5) د.النحوي عدنان:الحداثة من منظور إيماني(الثالثة.1410هـ.دار النحوي.الرياض) (6) د. عريف محمد خضر:الحداثة(الأولى.1412هـ.دار القبلة.جدة) (7)القرني محمد عوض:الحداثة في ميزان الإسلام(الأولى.1408.مصر.هجر) ( جمال سلطان:أدب الردة(الأولى.1412.مركز الدراسات الإسلامية.بريطانيا) (9)(10)المصدر السابق __________________ |
| | | عبد الله أحمد عضو نشيط
عدد الرسائل : 249 بلد الإقامة : مصر العمل : الحالة : نقاط : 5665 ترشيحات : 0
| موضوع: رد: اللغة وهجوم الحداثة 10/6/2015, 23:38 | |
| شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيد ♥
جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥
ننتظر إبداعاتك الجميلة بفارغ الصبر |
| | | |
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|