المعرب والمبني (1)
الاسماء
ينقسم الاسم إلى قسمين:
أحدهما: المعرب وهو ما سلم من شبه الحروف.
والثاني : المبني وهو ما أشبه الحروف .
ووجوه شبه الاسم بالحرف يمكن عدها في أربعة مواضع:
1 ـ الشبه الوضعي ويتمثل فيما يلي :
أ ـ أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد كالتاء في ضربت
ب ـ أو موضوعا على حرفين كـ نا في أكرمنا.
2 ـ الشبه المعنوي وهو قسمان
أ ـ ما أشبه حرفا موجودا مثال متى فإنها مبنية لشبههاالحرف في المعنى فإنها تستعمل للاستفهام نحو متى تقوم وللشرط نحو متى تقم أقم وفي الحالتين هي مشبهة لحرف موجود لأنها في الاستفهام كالهمزة وفي الشرط كإن
ب ـ ما أشبه حرفا غير موجود مثال هنا فإنها مبنية لشبهها حرفا كان ينبغي أن يوضع فلم يوضع وذلك لأن الإشارة معنى من المعاني فحقها أن يوضع لها حرف يدل عليها كما وضعوا للنفي ما وللنهي لا وللتمني ليت وللترجي لعل ونحو ذلك فبنيت أسماء الإشارة لشبهها في المعنى حرفا مقدرا.
3 ـ الشبه له في النيابة عن الفعل وعدم التأثر بالعامل وذلك كأسماء الأفعال نحو دراك زيدا فدراك مبنى لشبهه بالحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره كما أن الحرف كذلك.
واحترز بقوله بلا تأثر عما ناب عن الفعل وهو متأثر بالعامل نحو ضربا زيدا فإنه نائب مناب اضرب وليس بمبني لتأثره بالعامل فإنه منصوب بالفعل المحذوف بخلاف دراك فإنه وإن كان نائبا عن أدرك فليس متأثرا بالعامل.
4 ـ شبه الحرف في الافتقار اللازم وذلك كالأسماء الموصولة نحو الذي فإنها مفتقرة في سائر أحوالها إلى الصلة فأشبهت الحرف في ملازمة الافتقار فبنيت
والمبني من الاسماء بناءا لازما على ستة أنواع وهي :
1 ـ المضمرات 2 ـ أسماء الشرط 3 ـ أسماء الاستفهام
4 ـ أسماء الإشارة 5 ـ أسماء الأفعال 6 ـالأسماء الموصولة.
أما المعرب: ما لم يشبه الحرف وينقسم إلى قسمين :
1 ـ صحيح وهو ما ليس آخره حرف علة كأرض
2 ـ معتل وهو ما آخره حرف علة كسما وساعي
ينقسم المعرب أيضا إلى قسمين آخرين وهما :
1 ـ متمكن أمكن وهو المنصرف كزيد وعمرو
2 ـ متمكن غير أمكن وهو غير المنصرف نحو أحمد ومساجد ومصابيح،
فغير المتمكن هو المبني والمتمكن هو المعرب وهو قسمان متمكن أمكن ومتمكن غير أمكن .
الأفعال
: ذهب البصريون الى أن الإعراب أصل في الأسماء فرع في الأفعال فالأصل في الفعل البناء عندهم وذهب الكوفيون إلى أن الإعراب أصل في الأسماء وفي الأفعال والأول هو الصحيح بينما يرى بعض النحويين ذهب إلى أن الإعراب أصل في الأفعال فرع في الأسماء
1 ـ المبني من الأفعال وهو ضربان:
أ ـ ما اتفق على بنائه وهو الماضي وهو مبني على الفتح نحو ضرب وانطلق ومبني على الضم اذا اتصلت به واو الجمع ومبني على السكون اذا اتصل به ضمير رفع متحرك.
ب ـ ما اختلف في بنائه والراجح أنه مبني وهو فعل الأمر نحو اضرب وهو مبني عند البصريين ومعرب عند الكوفيين .
2 ـ المعرب من الأفعال هو المضارع هفو معرب دائما الا في حالتين
أولهمها : نون الإناث مثال الهندات يضربن والفعل معها مبني على السكون
ثانيهما: اذا اتصات به نون التوكيد المباشرة مثال هل تضربن والفعل معها مبني على الفتح ولا فرق في ذلك بين الخفيفة والثقيلة فإن لم تتصل
به لم يبن وذلك كما إذا فصل بينه وبينها ألف اثنين نحو هل تضربان وأصله هل تضربانن فاجتمعت ثلاث نونات فحذفت الأولى وهى نون الرفع كراهة توالي الأمثال فصار هل تضربان.
وكذلك يعرب الفعل المضارع إذا فصل بينه وبين نون التوكيد واو جمع أو ياء مخاطبة نحو هل تضربن يا زيدون وهل تضربن يا هند وأصل تضربن تضربونن فحذفت النون الأولى لتوالي الأمثال كما سبق فصار تضربون فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار تضربن وكذلك تضربن أصله تضربينن ففعل به ما فعل بتضربونن..
الحروف
الحروف كلها مبنية نحو حروف الجر و الشرط
ملاحظة :الأصل في البناء أن يكون على السكون لأنه أخف الحركات ولا يحرك المبني إلا لسبب كالتخلص من التقاء الساكنين
وتنقسم حركات البناء الى أربعة حركات :
أ ـ فقد تكون الحركة فتحة كأين وقام وإنّ
ب ـ وقد تكون كسرة كأمس وجير
جـ ـ وقد تكون ضمة كحيث وهو اسم ومنذ وهو حرف إذا جررت به
د ـ وقد تكون سكون نحو"كم واضرب وأجل".
ملاحظة : البناء على الكسر والضم يكون في الاسم والحرف دون الفعل وأن البناء على الفتح أو السكون يكون في الاسم والفعل والحرف
أنواع الإعراب
وأما أنواع الإعراب فهي أربعة: الرفع والنصب والجر والجزم.
فأما الرفع والنصب فيشترك فيهما الأسماء والأفعال نحو زيد يقوم وإن زيدا لن يقوم
وأما الجر فيختص بالأسماء نحو مررت بزيد
وأما الجزم فيختص بالأفعال نحو لم يضرب
والرفع يكون بالضمة والنصب يكون بالفتحة والجر يكون بالكسرة والجزم يكون بالسكون وما عدا ذلك يكون نائبا عنه كما نابت الواو عن الضمة في أخو والياء عن الكسرة في نحو مررت بأبيك
ما يعرب بالنيابة عن الحركات الأصلية
أولا : الأسماء الستة
الأسماء الستة : وهي أب وأخ وحم وهن وفوه وذوبمعنى صاحب
فهذه ترفع بالواو نحو جاء أبو زيد وتنصب بالألف نحو رأيت أباه وتجر بالياء نحو مررت بأبيه
والمشهور أنها معربة بالحروف فالواو نائبة عن الضمة والألف نائبة عن الفتحة والياء نائبة عن الكسرة والصحيح أنها معربة بحركات مقدرة على الواو والألف والياء فالرفع بضمة مقدرة على الواو والنصب بفتحة مقدرة على الألف والجر بكسرة مقدرة على الياء فعلى هذا المذهب الصحيح لم ينب شيء عن شيء مما سبق ذكره:
شروط إعراب كل من (ذو ـ الفم ) بالحروف :
1 ـ يشترط في ذو أن تكون بمعنى صاحب نحو جاءني ذو مال أي صاحب مال واحترز بذلك عن ذو الطائية فهي بمعنى الذي فلا تكون مثل ذي بمعنى صاحب بل تكون مبنية وآخرها الواو رفعا ونصبا وجرا نحو جاءني ذو قام ورأيت ذو قام ومررت بذو قام ومنه قوله:
- فإما كرام موسرون لقيتهم ... فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
2 ـ كذلك يشترط في إعراب الفم بهذه الأحرف زوال الميم منه نحو هذا فوه ورأيت فاه ونظرت إلى فيه فإن لم تزل منه أعرب بالحركات نحو هذا فم ورأيت فما ونظرت إلى فم .
اللغات في أب ـ أخ ـ حم ـ هن :
1أ ـ إن أبا وأخا وحما فيها لغات ثلاث وهي
أ ـ أن ترفع بالواو وتنصب بالألف وتجر بالياء نحو هذا أبوه وأخوه وحموها ورأيت أباه وأخاه وحماها ومررت بأبيه وأخيه وحميها وهذه هي اللغة المشهورة في هذه الثلاثة
ب ـ النقص وهو حذف الواو والألف والياء والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء والخاء والميم نحو هذا أبه وأخه وحمها ورأيت أبه وأخه وحمها ومررت بأبه وأخه وحمها وعليه قوله:
بأبه اقتدى عدي في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم
وهذه اللغة نادرة في الاسماء الثلاثة
ج ـ أن تلزم الألف رفعا ونصبا وجرا وتعرب بحركة مقدرة على الألف وهذه اللغة أشهر من النقص نحو هذا أباه وأخاه وحماها ورأيت أباه وأخاه وحماها ومررت بأباه وأخاه وحماها وعليه قول الشاعر:
إنّ أباها وأبا أباها ... قد بلغا في المجد غايتاها
2 ـ وأما هن ففيه لغتان
أ ـ أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون ولا يكون في آخره حرف علة نحو هذا هن زيد ورأيت هن زيد ومررت بهن زيد
ب ـ الإتمام وهو جائز لكنه قليل جدا نحو هذا هنوه ورأيت هناه ونظرت إلى هنيه
ويشترط لإعراب هذه الأسماء بالحروف شروطا أربعة:
أحدها: أن تكون مضافة واحترز بذلك من ألا تضاف فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة نحو هذا أب ورأيت أبا ومررت بأب.
الثاني: أن تضاف إلى غير ياء المتكلم نحو هذا أبو زيد وأخوه وحموه فإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة نحو هذا أبي ورأيت أبي ومررت بأبي
الثالث: أن تكون مكبرة واحترز بذلك من أن تكون مصغرة فإنها حينئذ تعرب بالحركات الظاهرة نحو هذا أبي زيد وذوي مال ورأيت أبي زيد وذوي مال ومررت بأبي زيد وذوي مال.
الرابع: أن تكون مفردة واحترز بذلك من أن تكون مجموعة أو مثناة فإن كانت مجموعة أعربت بالحركات الظاهرة نحو هؤلاء آباء الزيدين ورأيت آباءهم ومررت بآبائهم
وإن كانت مثناة أعربت إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء جرا ونصبا نحو هذان أبوا زيد ورأيت أبويه ومررت بأبويه.
ملا حظة : واعلم أن ذو لا تستعمل إلا مضافة ولا تضاف إلى مضمر بل إلى اسم جنس ظاهر غير صفة نحو جاءني ذو مال فلا يجوز جاءني ذو قائم.
ثانيا : المثنــى
و مما تنوب فيه الحروف عن الحركات المثنى وهو مما يعرب بالحروف تعريفه : هو لفظ دال على اثنين بزيادة في آخره صالح للتجريد وعطف مثله عليه
شرح التعريف : يدخل في قولنا لفظ دال على اثنين المثنى نحو الزيدان والألفاظ الموضوعة لاثنين نحو شفع ويخرج بقولنا بزيادة نحو شفع ويخرج بقولنا صالح للتجريد نحو اثنان فإنه لا يصلح لإسقاط الزيادة منه فلا تقول اثن وخرج بقولنا وعطف مثله عليه ما صلح للتجريد وعطف غيره عليه كالقمرين فإنه صالح للتجريد فتقول قمر ولكن يعطف عليه مغايره نحو قمر وشمس
إعرابه : المثنى وما ألحق به يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء وهذا هو المشهور لا يكون إلا مفتوحا نحو رأيت الزيدين كليهما ومررت بالزيدين كليهما واحترز بذلك عن ياء الجمع فإن ما قبلها لا يكون إلا مكسورا نحو مررت بالزيدين
الملحق بالمثنى : كلا ـ كلتا ـ اثنان ـ ثنتان
شرط اعراب كلا وكلتا اعراب المثني :
لا يلحق كلا وكلتا بالمثنى إلا إذا أضيفا إلى مضمر نحو جاءني كلاهما ورأيت كليهما ومررت بكليهما وجاءتني كلتاهما ورأيت كلتيهما ومررت بكلتيهما فإن أضيفا إلى ظاهر كانا بالألف رفعا ونصبا وجرا نحو جاءني كلا الرجلين وكلتا المرأتين ورأيت كلا الرجلين وكلتا المرأتين ومررت بكلا الرجلين وكلتا المرأتين .
وأما اثنان ـ ثنتان فهي ألفاظ محلقة بالمثنى وتعرب نفس اعرابه نحو جاء اثنان ـ اثنتان ورأيت اثنتين ـ اثنين ومررت باثنتين ـ باثنين
ثالثا ـ جمع المذكر السالم
وإعرابه: يرفع وينصب ويجر بالياء
ما يجمع هذا الجمع قسمان 1 ـ الجامد 2 ـ صفة.
1 ـ الجامد ويشترط فيه ما يلي :
أن يكون علما لمذكر عاقل خاليا من تاء التأنيث ومن التركيب نحو
جاء المحمدون ورأيت المحمدين ومررت بالمحمدين
فإن فقد شرطا من هذه الشروط لم يجمع جمع المذكر ويتضح ذالك فيما يلي :
أ ـ فان لم يكن علما لم يجمع بالواو والنون فلا يقال في رجل رجلون إلا إذا صغر جاز ذلك نحو رجيل ورجيلون لأنه ينتقل بالتصغير الى وصف ب ـ وإن كان علما لغير مذكر لم يجمع بهما فلا يقال في زينب زينبون
ج ـ وكذالك إن كان علما لمذكر غير عاقل فلا يقال في لاحق (اسم فرس) لاحقون
د ـ وإن كان فيه تاء التأنيث فكذلك لا يجمع بهما فلا يقال في طلحة طلحون وأجاز ذلك الكوفيون
هـ ـ وكذلك إذا كان مركبا فلا يقال في سيبويه سيبويهون وأجازه بعضهم.
2 ـ الصفة ويشترط فيها أن تكون صفة لمذكر عاقل خالية من تاء التأنيث ليست من باب أفعل فعلاء ولا من بان فعلان فعلى ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث نحو عامر ومذنب
فخرج بذالك مايلي :
أ ـ ما كان صفة لمؤنث فلا يقال في حائض حائضون
ب ـ ما كان صفة لمذكر غير عاقل فلا يقال في سابق (صفة فرس) سابقون
ج ـ ما كان صفة لمذكر عاقل ولكن فيه تاء التأنيث نحو علامة فلا يقال فيه علامون
د ـ ما كان من باب أفعل فعلاء نحو أحمر فإن مؤنثه حمراء فلا يقال فيه أحمرون
هـ ـ ما كان من باب فعلان فعلى نحو سكران وسكرى فلا يقال سكرانون و ـ وكذلك إذا استوى في الوصف المذكر والمؤنث نحو صبور وجريح فإنه يقال رجل صبور وامرأة صبور ورجل جريح وامرأة جريح فلا يقال في جمع المذكر السالم صبورون ولا جريحون
ما ألحق بجمع المذكر السالم في إعرابه :
سبق أن علمنا أن جمع المذكر السالم هو ما سلم فيه بناء الواحد ووجد فيه الشروط التي سبق ذكرها فمالا واحد له من لفظه أوله واحد غير مستكمل للشروط فليس بجمع مذكرسالم بل هو ملحق به ويمكن توضيحه فيما يلي :
1 ـ عشرون وبابه وهو ثلاثون إلى تسعين فهي ألفاظ ملحقة بجمع المذكر السالم لأنها لا واحد له من لفظه إذ لا يقال عشر
2 ـ وكذلك أهلون ملحق به لأن مفرده وهو أهل ليس فيه الشروط المذكورة لأنه اسم جنس جامد كرجل
3 ـ وكذلك أولو لأنه لا واحد له من لفظه
4 ـ وأيضا لفظ عالمون جمع عالم وعالم فهو اسم جنس جامد
5 ـ ونحو عليون فهو اسم لأعلى الجنة وليس فيه الشروط المذكورة لكونه لما لا يعقل
6 ـ وأيضا لفظ أرضون جمع أرض وأرض اسم جنس جامد مؤنث
7 ـ وأيضا لفظ السنون جمع سنة والسنة اسم جنس مؤنث فهذه كلها ملحقة بالجمع المذكر لما سبق من أنها غير مستكملة للشروط.
تنبيهات على ماسبق :
أ ـ مما يلحق الجمع أيضا باب سنة وهو كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث ولم يكسر كمائة ومئتين وثبة وثبين وهذا الاستعمال شائع في هذا ونحوه فإن كسر كشفة وشفاه لم يستعمل كذلك إلا شذوذوا كظبة فإنهم كسروه على ظباة وجمعوه أيضا بالواو رفعا وبالياء نصبا وجرا فقالوا ظبون وظبين.
ب ـ أن لفظ سنين ونحوه قد تلزمه الياء ويجعل الإعراب على النون فتقول هذه سنين ورأيت سنينا ومررت بسنين وإن شئت حذفت التنوين وهو أقل من إثباته
ومنه قول الشاعر:
دعاني من نجد فإن سنينه ... لعبن بنا شيبا وشيبننا مردا
الشاهد فيه: إجراء السنين مجرى الحين في الإعراب بالحركات وإلزام النون مع الإضافة .
حركة نون الجمع والمثنى وما ألحق بهما :
1 ـ فحق نون الجمع وما ألحق به الفتح وقد تكسر شذوذا ومنه قوله:
- أكل الدهر حل وارتحال ... أما يبقي علي ولا يقيني؟!
وماذا تبتغي الشعراء مني ... وقد جاوزت حد الأربعين؟
وليس كسرها لغة خلافا لمن زعم ذلك.
2 ـ وحق نون المثنى والملحق به الكسر وفتحها لغة ومنه قوله:
0على أحوذيين استقلت عشية ... فما هي إلا لمحة وتغيب
وعلى ذالك فكسر النون في الجمع شاذ وفتحها في التثنية لغة كما قدمناه
و أجاز البعض فتح النون مع الألف في المثنى ومنه قول الشاعر:
- أعرف منها الجيد والعينانا ... ومنخرين أشبها ظبيانا
وقد قيل إنه مصنوع فلا يحتج به.
ما تنوب فيه الحركة عن الحركة
بعد أن فرغنا من الكلام عما تنوب فيه الحروف عن الحركات سنشرع في ذكر ما نابت فيه حركة عن حركة وهو قسمان:
القسمالأول : جمع المؤنث السالم المختوم بالف وتاء مزيدتين نحو مسلمات
و احترازا بقولنا السالم عن جمع التكسير وهو ما لم يسلم فيه بناء واحده نحو هنود
واحترزنا بقولنا المختوم بالف وتاء مزيدتين نحو قضاة فإن ألفه غير زائدة بل هي منقلبة عن أصلوهو الياء لأن أصله قضية
وعن نحو أبيات فإن تاءه أصلية .
حكم جمع المؤنث السالم :
وحكم هذا الجمع أن يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة نحو جاءني هندات ورأيت هندات ومررت بهندات فنابت فيه الكسرة عن الفتحة وزعم بعضهم أنه مبني في حالة النصب وهو فاسد إذ لا موجب لبنائه.
ما يلحق جمع المؤنث:
ومما يلحق جمع المؤنث في الاعراب أولات فإنها تجرى مجرى جمع المؤنث السالم في أنها تنصب بالكسرة وليست بجمع مؤنث سالم بل هي ملحقة به وذلك لأنها لا مفرد لها من لفظها.
تنبيه : و ما سمي به من هذا الجمع والملحق به فيه مذاهب ثلاثة :
1 ـ ينصب بالكسرة كما كان قبل التسمية به ولا يحذف منه التنوين نحو هذه أذرعات ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات هذا هو المذهب الصحيح
2 ـ أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالكسرة ويزال منه التنوين نحو هذه أذرعات ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات
3 ـ أنه يرفع بالضمة وينصب ويجر بالفتحة ويحذف منه التنوين نحو: "هذه أذرعات ورأيت أذرعات ومررت بأذرعات"، ويروى قوله:
- تنورتها من أذرعات وأهلها ... بيثرب أدنى دارها نظر عالي
بكسر التاء منونة كالمذهب الأول وبكسرها بلا تنوين كالمذهب الثاني وبفتحها بلا تنوين كالمذهب الثالث .
القسم الثاني : والقسم الثاني مما ناب فيه حركة عن حركة هو الاسم الذي لا ينصرف أي الممنوع من الصرف أو التنوين
حكمه: أنه يرفع بالضمة نحو جاء أحمد وينصب بالفتحة نحو رأيت أحمد ويجر بالفتحة أيضا نحو مررت بأحمد فنابت الفتحة عن الكسرة هذا إذا لم يضف أو يقع بعد الألف واللام فإن أضيف جر بالكسرة نحو مررت بأحمدكم وكذا إذا دخله الألف واللام مررت بالأحمد
ما يعرب من الأفعال بالنيابة
بعد أن فرغنا من الكلام على ما يعرب من الأسماء بالنيابة سنشرع في ذكر ما يعرب من الأفعال بالنيابة وهي الأفعال الخمسة وهي :
1 ـ يفعلان 2 ـ تفعلان 3 ـ يفعلون 4 ـ تفعلون 5 ـ تفعلين
حكمها : ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها فنابت النون فيها عن الحركة التي هي الضمة نحو الزيدان يفعلان فيفعلان فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها نحو: الزيدان لن يقوما ولم يخرجا فعلامة النصب والجزم سقوط النون من يقوما ويخرجا ومنه قوله تعالى {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ } .
المعتل من الأسماء والأفعال
المعتل من الاسماء
ينقسم الاسم المعتل الى قسمين :
القسم الأول : المقصور هو: الاسم المعرب الذي في آخره ألف لازمة متفوح ماقبلها نحو : عصا وهدى والمصطفى
وحكمه : أنه تقدر فيه جميع حركات الإعراب الرفع والنصب والجر
فاحترز بالاسم من الفعل نحو يرضى وبالمعرب من المبني نحو إذا وبالألف من المنقوص نحو القاضي وبلازمة من المثنى في حالة الرفع نحو الزيدان فإن ألفه لا تلزمه إذ تقلب ياء في الجر والنصب نحو رأيت الزيدين.
القسم الثاني : المنقوص هو: الاسم المعرب الذي آخره ياء لازمة قبلها كسرة نحو المرتقي والقاضي والساعي
فاحترز بالاسم عن الفعل نحو يرمي وبالمعرب عن المبني نحو الذي وبقولنا "قبلها كسرة" عن التي قبلها سكون نحو ظبي ورمي فهذا معتل جار مجرى الصحيح في رفعه بالضمة ونصبه بالفتحة وجره بالكسرة حكمه : وحكم هذا المنقوص أنه يظهر فيه النصب نحو رأيت القاضي وقال الله تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللهِ} ويقدر فيه الرفع والجر لثقلهما على الياء نحو جاء القاضي ومررت بالقاضي فعلامة الرفع ضمة مقدرة على الياء وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء.
ملاحظة : إن الاسم لا يكون في آخره واو قبلها ضمة إلا إن كان مبنيا وجد ذلك فيه نحو هو ولم يوجد ذلك في المعرب إلا في الأسماء الستة في حالة الرفع نحو جاء أبوه وأجاز ذلك الكوفيون في موضعين آخرين
أحدهما: ما سمي به من الفعل نحو يدعو ويغزو
والثاني: ما كان أعجميا نحو سمندو وقمندو .
المعتل من الأفعال :
التعريف : المعتل من الأفعال هو ما كان في آخره واو قبلها ضمة نحو يغزو أو ياء قبلها كسرة نحو يرمى أو ألف قبلها فتحة نحو يخشى .
اعراب الفعل المعتل:
1 ـ المعتل بالألف تقدر فيه الحركات في حالتي الرفع والنصب نحو زيد يخشى فيخشى مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف
ونحو : زيد لن يخشى فيخشى منصوب وعلامة النصب فتحة مقدرة على الألف
وأما في حالة الجزم يحذف الألف نحو زيد لم يخش.
2 ـ المعتل بالياء أوالواو : ففي حالةالنصب تظهر فيهما علامة الاعراب نحو لن يدعو ولن يرمي.
أما في حالة الرفع تقدر الحركة فيهما نحو يدعو ويرمي فعلامة الرفع ضمة مقدرة على الواو والياء.
وأما في حالة الجزم فيعامل المعتل بالياء والواو معاملة المعتل بالألف حيث تحذف الألف والواو والياء في الجزم نحو لم يخش ولم يغز ولم يرم فعلامة الجزم حذف الألف والواو والياء.
وخلاصة ما ذكرناه : أن الرفع يقدر في الألف والواو والياء وأن الجزم يظهر في الثلاثة بحذفها وأن النصب يظهر في الياء والواو ويقدر في الألف.
منقوووووووووووووووووووول