أصبح كتاب أندريه لوفيفر الترجمة وإعادة الكتابة والتحكم في السمعة الأدبية منذ صدوره عام 1992 أحد أبرز الدراسات التي تناولت الترجمة من منظور النقد الثقافي الذي تتنامى أهمّيته في يومنا هذا.
ينطلق الكتاب من ضرورة تحرير الدراسات الترجميّة من إطار البحث في مدى وفائها لغوياً للأصل، وتوجيه الاهتمام إلى الترجمة بوصفها عملية إعادة كتابة. وهو يبحث في السبب الذي يدعو المترجم إلى اختيار مفردة دون سواها، والاعتبارات الاجتماعية والأدبية والأيديولوجية التي تتحكم في عمله؛ فالترجمة التي صارت تلعب دوراً كبيراً في عالم اليوم، ما زالت تعاني الكثير من سوء الفهم الناجم عن مقاربتها بوصفها ممارسة تنحصر في المستوى اللغوي.
يرى لوفيفر مشكلة في ميل القراء إلى التعامل مع النص المترجم كما لو كان هو النص الأصلي، وإهمالهم حقيقة أنه يُعدّ نصّاً جديداً يحاول إعادة كتابة النص الأصلي ضمن سياق ثقافي مختلف. لذا يتوجه هذا الكتاب إلى فئة واسعة من القراء تشمل كل من يتعامل مع النصوص المترجمة قراءةً وإنتاجاً ونقداً. يحتوي الكتاب على تنوع فذ من آداب مختلف الأمم بينها العربية واليونانية واللاتينية والأفريقية والأوروبية. وهو يمهّد الطريق لإعادة نظر جذرية في معنى الترجمة وغاياتها ووسائل تقويمها.
تحميل الكتاب من هنا