لا شك أن كل الآباء يتمنون أن يكون أطفالهم بلا مشاكل يتمتعون بعلاقات ودودة مع الآخرين، يريدونهم مدركين للسلوك المناسب وأن يكونوا متمكنين من التصرف بوعي في الظروف والمواقف الخاصة، إنهم يريدون أطفالاً يفتخرون بهم، والأطفال كذلك سوف يفتخرون بأنفسهم لما يمتلكونه من قدرة على الإصرار والمرونة والإبداع.
كل ذلك يحتاج منا كمربين إلى مراجعة أساليبنا مع أطفالنا لأن التصرفات السلبية وغير المقبولة التي يصدرها أطفالنا هي انعكاس لسلوكنا معهم وما يعايشونه من معاناة يشعرون بها دون أن ندري.
إن التصرفات العدوانية والتخاذلية التي يصدرها أطفالنا نتجت بلا شك عن الطرق التي نعامل بها أطفالنا سواء في الأسرة أم الروضة أم المدرسة والآن ونحن نعيش في عصر يتميز بالتغير والتبدل في كل لحظة، وتؤثر هذه التغيرات على سرعة إيقاعنا، وفي متابعة وتربية أطفالنا نجد أنه لا يكفي أن نعلم أطفالنا فقط الحب والاهتمام وكيفية التمييز عند النظر للأشياء، وإنما نحتاج للتأمل والتدقيق والمراجعة لتصرفاتنا معهم... نحتاج إلى إستراتيجيات تعامل جديدة تقلل من فرص تعرضهم للمشكلات منذ طفولتهم الباكرة حيث تؤثر تلك الاستراتيجيات على بناء العقول وتنمية مراكز الأعصاب المخية وإفراز الهرمونات المسؤولة عن حالة أطفالنا الفكرية والمزاجية الانفعالية وكذلك تكيفهم النفسي في المجتمع كأسس لأفراد منتجين في المستقبل.
وهذا الكتاب يقودنا إلى فهم طبيعة طفل الروضة النمائية وحاجاته المعرفية فهل يحتاج طفل الروضة للمعرفة الأكاديمية وكيفية التعرف على مظاهر المشكلات وتشخيصها ووصف المعايير التي نحكم من خلالها على السلوك المضطرب.
ويعرض الكتاب طرق علاجية مهمة استناداً إلى أسس سيكولوجية تربوية مناسبة لتخفيف وعلاج مشكلات طفل الروضة، كفنيات العلاج بالدراما والسيكودراما والعلاج باللعب والموسيقي والفن والعلاج الواقعي والعلاج المعرفي والعلاج بالترويح وأخيراً العلاج التربوي.
تحميل الكتاب من هنا