هذه الرسالة من مخطوطات الأزهر الشريف التي يبلغ عددها 34 ألف مخطوط يرجع تاريخها إلى القرن الثالث الهجري، وقد نشرت في كتاب للمرة الأولى في عام 2003، تحقيق الدكتورة مها خضر والأستاذ حامد خضر ويقول المحققان أن هذه الرسالة تقع في نحو ست وأربعين صفحة مكتوبة بخط النسخ وسُجِّل عليها تاريخ وفاة البجيرمي على غلاف الرسالة 1269 هـ، وقد تأكدنا من نسبة المخطوط إلى مؤلفه.
وتعد رسالة "ذكر أوصاف الخيل الممدوحة وغيرها" لمؤلفها الشيخ فتوح البجيرمي إضافة جديدة في التعريف بأوصاف الخيل، وقد استعرضت الرسالة أصول الخيل العربية، ونحن في حاجة لمثل هذه الرسالة التي تفرد لأوصاف الخيل من حيث المدح والذم.
وقد كتبت هذه الرسالة بخط نسخ واضح، وهي نسخة وحيدة منقولة عن النسخة الأصل المحفوظة برواق الأتراك بالأزهر الشريف - نمرة (903 طب). وتشتمل هذه الرسالة على كلمات تتعلق بأصل خلق الخيل، وصفاتها، وأنسابها، وشياتها، وهي مرتبة على مقدمة وثمانية مقاصد وتتمة.
في المقدمة يقدم لنا المؤلف "سليمان بن محمد بن عمر البجيرمي فكرة عن كيف خلق الخيل منذ خلق آدم عليه السلام، وكيف تم اختيارها في عدة الحرب، وكيف أن آدم هو الذي اختارها من بين عدة مخلوقات يوم أن خلق الله سبحانه وتعالى "آدم" ولو اختار غيرها لنفدت، ولكنه اختار الخيل التي تطورت منذ زمنه من حرية الطيران والسبح حتى أصبحت على هيئة الخيل الذي نراه اليوم، ويوضح المؤلف في رسالته أن هذه الخيل تسبح الله وتكبره مع من يعتلي صهوتها.
فالخيل خلقت لتكون مطية للفرسان المجاهدين في سبيل الله تعالى، المدافعين عن دينه والعاملين على نصرته ولإرعاب المشركين والأعداء.
والممدوح منها ثمانية أنواع هي: الأدهم، والأشقر، والأحمر، والأشهب، والأصفر، والأخضر، والأبلق، والأبرش، وخيرها الأدهم وهو كما فضله رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الأدهم الأقرح، الأرثل محجل ثلاث.
ثم ذكر المذموم منها وأوصافه التي يجب تجنبها عند شراء الخيل أو اقتنائها، أو اختيارها للحروب.
واستعرض المؤلف في التتمة أوصاف الآدمي ليعلم بأن أوصاف الفراسة في الاعتماد على الصفات الظاهرية ليستدل بها على الصفات الباطنية تتعلق بالإنسان كما تتعلق بالخيل، كما أن هناك علاقة اشتقاق بين الفرس والفراسة؛ فإن الخيل الأصيلة تعرف بإحساسها القوي وإدراكها الشديد حال راكبها وتعرف صاحبها مهما غاب عنها، ثم انتقل لما يستحب وما يكره في الفرس والممدوح فيها ثم أجمل عيوب الخيل وما يلم بها من أضرار، وأخيرًا ذكر بعض معالم التكوين في خلقٍ الخيل لتكتمل الصورة أمام القارئ.
ولم يترك المؤلف صغيرة ولا كبيرة في أجزاء الخيل إلا وصفها وصفا دقيقا يجعل القارئ عندما يرى خيلاً يميزه تمييزًا كاملا. ففائدة هذه الرسالة: جمة وعظيمة فهي رسالة بليغة في الأسلوب رفيعة في درجة كتابتها، وشمول أدواتها من: الاستشهاد بالحديث النبوي، وذكر كل ما جاء في التراث عن أوصاف الخيل العربية الأصيلة. وجاء في مقدمة الرسالة.
الحمد الله حق حمده، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه وجنده. وبعد فيقول أسير ذنبه المفتقر إلى رحمة ربه فتوح البجيرمي الشافعي الأزهري العفيفي الشاذلي الأشعري قد سألني بعض أعزتي من فضلاء أحبتي أن أجمع كلمات تتعلق بأصل خلق الخيل، وصفاتها، وأنسابها، وسياتها فأجبته لمطلوبه تحقيقا لمرغوبه، وجمعت كلمات قليلة عسى يشفي غليله، وجعلتهاخدمه لحضرة سعادة الصدر المفخم والدستور المعظم، والليث المقدم والمفرد العلم صاحب السيف والقلم* والبند والعلم والرأي السديد والعزم الشديد، كافل الديار المصرية وحافظ الأقطار السودانية والهمة العلية والطلعة البهية أفندينا الوزير عباس باشا بلغه الله ما شاء ولازال راقيا درج الكمال ساميا أوج الأفضال، ممتعا بحياة ونجابة نجله، قائما بإنصافه وعدله.
ورتبتها على مقدمة، وثمانية مقاصد، وتتمة، سائلا من الله القبول فإنه أعظم مسئول، وهو حسبي ونعم الرب ربي فأقول وبه التوفيق إلى أقوم طريق:
- المقدمة: في أصل خلق الفرس
- المقصد الأول: في أنسابها
- المقصد الثالث: في التحاجيل.
- المقصد الرابع: في الغرر
- المقصد الخامس: في الدوائر
- المقصد السادس: في الأوصاف التي يعرف بها الفرس العتيق الصبور الذريع وما يعرف به السبق الجيد، وصفا ت الحصان الجيد الذي يختار للطلوقه وضد ذلك كله.
- لمقصد السابع: فيما يختار من هذا كله للقنية وما لا يختار
- الخاتمة: في سياسة الآدمي وصفاته وما يدل منها على المدح وما يدل* على الذم.
منقووووووووووول