الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:27

رابعاً : الحذف
افتتح الإمام عبدالقاهر باب الحذف بقوله: "هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، فإنك ترى به ترك الذكر، أفصحَ من الذكر، والصمت عن الإفادة، أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن، وهذه جملة قد تنكرها حتى تخبر، وتدفعها حتى تنظر" (4

وقد سمى ابن جني الحذف شجاعة العربية، لأنه يشجع على الكلام.
يقول الدكتور أبو موسى "يرجع حسن العبارة في كثير من التراكيب إلى ما يعمد إليه المتكلم من حذف لا يغمض به المعنى، ولا يلتوي وراء القصد، وإنما هو تصرف تصفى به العبارة، ويشتد به أسرها، ويقوى حبكها، ويتكاثر إيحاؤها، ويمتلئ مبناها، وتصير أشبه بالكلام الجيد، وأقرب إلى كلام أهل الطبع وهو من جهة أخرى دليل على قوة النفس، وقدرة البيان، وصحة الذكاء، وصدق الفطرة.
وفي طبع اللغة أن تسقط من الألفاظ ما يدل عليه غيره، أو ما يرشد إليه سياق الكلام أو دلالة الحال، وأصل بلاغتها في هذه الوجازة التي تعتمد على ذكاء القارئ والسامع، وتعول على إثارة حسه، وبعث خياله وتنشيط نفسه، حتى يفهم بالقرينة ويدرك باللمحة ويفطن إلى معاني الألفاظ التي طواها التعبير.

والمتذوق للأدب لا يجد متاع نفسه في السياق الواضح جدا، والمكشوف إلى حد التعرية، والذي يسيء الظن بعقله وذكائه، وإنما يجد متعة نفسه حيث يتحرك حسه وينشط؛ ليستوضح ويتبين ويكشف الأسرار والمعاني وراء الإيحاءات والرموز، وحين يدرك مراده، ويقع على طلبته من المعنى يكون ذلك أمكن في نفسه وأملك لها من المعاني التي يجدها مبذولة في اللفظ(49).

والحذف من أدق موضوعات البلاغة مسلكا، وادعاها لإعمال الفكر، ولعل هذا السبب هو الذي جعل الشيخ عبدالقاهر- رحمه الله – حينما تحدث عنه، يكثر من الأمثلة والشواهد من الكلام البليغ، دون ذكر قواعد معينة يرجع إليها الدارس، كما هو الحال في موضوعات البلاغة الأخرى(50).

والحذف قد يكون لجملة أو لجزء منها، وقد درس البلاغيون حذف الجملة وأكثر منها في باب الإيجاز بالحذف، وسأقتصر بالتمثيل على شكل واحد من أشكال الحذف، لأقف على أسراره في أمثلة متنوعة، لأن المقام مقام تمثيل لا مقام استقصاء، وهذا الشكل من الحذف هو حذف المفعول به، وإنما اخترته لما تميز به حذف هذا الشكل من أسرار فهو كما قال الإمام عبدالقاهر- رحمه الله تعالى-" فإن الحاجة إليه أَمَسّ، وهو بما نحن بصدده أخص، واللطائف كأنها فيه أكثر، وما يظهر بسببه من الحسن والرونق أعجب وأظهر"(51).

وإليك هذه الأمثلة:
قال تعالى: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} (3) سورة الضحى، ونلحظ في الآية حذف كاف الخطاب من قوله تعالى: (وَمَا قَلَى) والقياس أن يقال وما قلاك، وذهب معظم المفسرين(52)إلى أن هذا الحذف جاء اكتفاءً بالكاف الأولى في (مَا وَدَّعَكَ )ولمشاكلة رؤوس الآي.

بيد أن مراعاة الفاصلة وعذوبة الجرس وجمال الإيقاع أغراض ثانوية للبيان القرآني، والغرض الرئيس يكون ذا صلة وثيقة بالمعنى، ولكن خاتمة المحققين الشيخ الآلوسي لم يفته أن يلمح اللفتة البيانية لذلك، إذ يقول (وَمَا قَلَى) ؛ أي وما أبغضك وحذف المفعول لئلا يواجه عليه الصلاة والسلام بنسبة القلي، وإن كانت في كلام منفي، لطفا به صلى الله عليه وسلم وشفقة عليه عليه الصلاة والسلام، أو لنفي صدوره عنه عز وجل بالنسبة إليه صلى الله عليه وسلم ولأحد من أصحابه ومن أحبه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، أو للاستغناء عنه بذكره من قبل مع أن فيه مراعاة للفواصل(53)

وتوضح بنت الشاطئ هذه اللفتة حيث تقول" ذهب الفراء إلى أن القرآن جرى فيها على طرح كاف الخطاب من :قلاك، اكتفاءً بالكاف الأولى في (مَا وَدَّعَكَ )، ولمشاكلة رؤوس الآيات.

وعدّ "الفخر الرازي" من وجوه حذف الكاف رعاية الفاصلة. ومثله "النيسابوري" في تفسيره لآيات الضحى، ونظائرها. ولو كان البيان القرآني يتعلق بهذا الملحظ اللفظي فحسب، لما عدل عن رعاية الفاصلة في الآيات بعدها: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ } {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (الضحى:9-11)، وليس في السورة كلها "ثاء" فاصلة. بل ليس فيها حرف ثاء، على الإطلاق.

وعلى مذهبهم، كانت الفواصل ترعى بمثل لفظ: فخِّبر، لمشاكلة رؤوس الآيات بالعدول إلى هذا اللفظ، عن: "فحدث".

ونرى ـ والله أعلم ـ أن حذف الكاف من :"وما قلى" مع دلالة السياق عليها تقتضيه حساسية مرهفة بالغة الدقة واللطف، هي تحاشى خطابه تعالى رسوله المصطفى، في موقف الإيناس، بصريح القول: وما قلاك. لما في القلي من حس الطرد والإبعاد وشدة البغض. وأما التوديع فلا شيء فيه من ذلك، بل لعل الحس اللغوي فيه يؤذن بأنه لا يكون وداع إلا بين الأحباب، كما لا يكون توديع إلا مع رجاء العودة وأمل اللقاء.

وحذفت كاف الخطاب في الفواصل بعدها، لأن السياق بعد ذلك السياق أغنى عنها. ومتى أعطي السياق الدلالة المرادة مستغنيا عن الكاف، فإن ذكرها يكون من الفضول والحشو المنزه عنهما أعلى بيان "(54).

ومن لطائف بلاغة حذف المفعول؛ أن تتوفر العناية على إثبات الفعل، والدلالة على أن القصد من ذكر الفعل أن تثبته لفاعله لا أن تعلن التباسه بمفعوله.

يبين الإمام عبدالقاهر ذلك ممثلا بقوله تعالى: {وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} {فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} (القصص: 23-24)
يقول: " ففيها حذف مفعول في أربعة مواضع إذ المعنى وجد عليه أمة من الناس يسقون أغنامهم أو مواشيهم وامرأتين تذودان غنمهما وقالتا: لا نسقي غنمنا، فسقى لهما غنمهما ثم إنه لا يخفى على ذي بصر أنه ليس في ذلك كله إلا أن يترك ذكره، ويؤتى بالفعل مطلقا وما ذاك إلا أن الغرض في أن يعلم أنه كان من الناس في تلك الحال سقى ومن المرأتين ذود وأنهما قالتا: لا يكون منا سقي حتى يصدر الرعاة، وأنه كان من موسى عليه السلام من بعد ذلك سقي. فأما ما كان المسقي أغنما أم إبلا أم غير ذلك فخارج عن الغرض وموهم خلافه، وذاك أنه لو قيل: وجد من دونهم امرأتين تذودان غنمهما: جاز أن يكون لم ينكر الذود من حيث هو ذود، بل من حيث هو ذود غنم، حتى لو كان مكان الغنم إبل لم ينكر الذود... فاعرفه تعلم أنك لم تجد لحذف المفعول في هذا النحو من الروعة والحسن ما وجدت، إلا لأن في حذفه وترك ذكره فائدة جليلة وأن الغرض لا يصح إلا على تركه" (55).

ومن جمال وإرهاف الإحساس بحسن الحذف أن يتجلى من بين ثنايا الحذف أدب رفيع، وذوق خالص، وحياء متأدب، يستهجن معه التصريح بألفاظ ينخدش لها حياء السمع، نرى ذلك في قول العفيفة الطاهرة، التي لم يسلك سبيل التلفظ بالفحش إليها سبيلا، فضلا على أي سبيل آخر، أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، في وصف شأنها الخاص مع رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما رأيت منه ولا رأى مني"(56) تعنى العورة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:29

ومن دقائق نكت حذف المفعول التي وقف معها الشيخ عبدالقاهر –رحمه الله- تنزيل الفعل المتعدي منزلة الفعل اللازم حين يكون حمله على التعدي ينقض الغرض ويغير المعنى، أو حين يكون في حمل التعدي على اللزوم مبالغة في إبراز المعنى المراد، وتفخيم لشأنه:
يقول الشيخ عبدالقاهر: " وإذ قد عرفت هذه الجملة فاعلم أن أغراض الناس تختلف في ذكر الأفعال المتعدية فهم يذكرونها تارة ومرادهم أن يقتصروا على إثبات المعاني التي اشتقت منها للفاعلين من غير أن يتعرضوا لذكر المفعولين، فإذا كان الأمر كذلك كان الفعل المتعدي كغير المتعدي مثلا في أنك لا ترى له مفعولا لا لفظاً ولا تقريراً، ومثال ذلك قول الناس: فلان يحل ويعقد ويأمر وينهى، ويضر وينفع، وكقولهم: هو يعطي ويجزل، ويقري ويضيف، المعنى في جميع ذلك على إثبات المعنى في نفسه للشيء على الإطلاق وعلى الجملة من غير أن يتعرض لحديث المفعول حتى كأنك قلت صار إليه الحل والعقد، وصار بحيث يكون منه حل وعقد وأمر ونهي وضر ونفع، وعلى هذا القياس، وعلى ذلك قوله تعالى: { قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر، المعنى: هل يستوي من له علم ومن لا علم له من غير أن يقصد النص على معلوم، وكذلك قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} (النجم:43-44)، {وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى} (48) سورة النجم المعنى هو الذي منه الإحياء والإماتة والإغناء والإقناء، وهكذا كل موضع كان القصد فيه أن يثبت المعنى في نفسه فعلا للشيء،… فإن الفعل لا يُعَدّى هناك لأن تعديته تنقض الغرض وتغير المعنى(57).

وإذا كان حمل الفعل المتعدي على اللزوم في قوله تعالى قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر، لا خفاء فيه إذ معنى اللزوم هو المتبادر، حيث يفهم السامع لأول وهلة أن المقصود أن العالمين لا يستوون مع الجاهلين، فإن آيات أخرى تحتاج إلى إعمال فكر ونظر، مثال ذلك:
1- {وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (102) سورة البقرة سياق الآيات الكريمة قبل هذه الآية وبعدها، يتحدث عن اليهود الذين كانوا زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- فقبلها {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (40) سورة البقرة إلى ما قبل هذه الآية مباشرة {وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ((البقرة: 101 -102)، وبعدها {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } (103) سورة البقرة، إذن هؤلاء اليهود علموا أن الذي يتعاطى السحر ويتعامل به، لا خلاق له في الآخرة، وهذا إثبات علم لهم من هذه الناحية، ولكنهم مع هذا العلم تعاملوا بالسحر واتبعوا أهله، وفضلوا ذلك على الهدى ودعوة الحق، فهم بهذا التصرف جهلة، لا فهم لهم ولا عقل، إذ لم ينتفعوا بما علموا، فما مثلهم في ذلك، إلا كمثل الحمار يحمل أسفارا، كما وصفهم الله تعالى، لذا نفى عنهم صفة العلم بقوله: (لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 102)، فما الذي هو أبلغ في إبراز غبائهم وجهلهم، أن نجعل ] يَعْلَمُونَ [ فعلا متعدياً ونحصره في السياق فيكون المعنى: ولبئس ما باعوا به أنفسهم من تعلم السحر، لو كانوا يعلمون سوء عاقبة هذا البيع. فيكون جاهلا فقط بهذه الجزئية دون أن يُنفى عنه الجهل بغيرها، أم أن ننزل الفعل منزلة اللازم، فنحكم على من هذا شأنه أنه فاقد لكل فهم متجاف عن كل إدراك. لا شك أن الثاني واضح الأبلغية، لأن من هذا شأنه حري به أن لا يوصف بعلم البتة، ولذا تكرر التعريض بجهلهم في الآية السابقة لهذه الآية (كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُون) والتصريح به في الآية اللاحقة وبنفس الفاصلة (لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (البقرة: 103)

3- ومثله قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (9) سورة الجمعة فحمل الفعل على التعدي يفيد (إن كنتم تعلمون ما في هذا السعي وترك البيع من خير) وهذا إثبات علم جزئي لهم، لكن حمله على اللزوم معناه (إن كنتم من أهل العلم والفهم والعقل وحسن التقدير فإنكم تفعلون ذلك من السعي والترك). فالنتيجة هي: الحكم على من يفعل ذلك بأنه من أهل العلم والمعرفة والحكمة الواسعة، الذي يحسن التقدير لهذا الفعل ولغيره من الأفعال الطيبة الخيرة إن عرضت له، بينما الحمل على اللزوم يبنى عليه تضييق المعرفة وحصرها في جزئية واحدة وهي ما في هذا الفعل من الخير دون غيره.

4- قال تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور لقد حذف المفعول – والذي هو مقول القول – من هذه الآية الكريمة، فمقول القول محذوف مقدر، دل عليه (يغضوا) أي: (قل للمؤمنين: غضوا من أبصاركم، إن تقل لهم غضوا: يغضوا)، وفيه إيذان بأنهم لفرط مطاوعتهم الرسول وغاية مسارعتهم إلى الامتثال، لا ينفك فعلهم عن أمره ، وأنه كالسبب الموجب له(5
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:30

خامساً: التعريف والتنكير
الحديث فيه يطول، ولكنني سأجتزئ بمثال واحد يبدو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يعلق على سورة الشرح (لن يغلب عسر يُسْرَيْن)(59) كاللغز الذي يطلب حلا، لمن لم يقف على مبحث التعريف والتنكير، فإن لفظ العسر في السورة تكرر مرتين وكذا لفظ اليسر، فكيف عدّه الرسول صلى الله عليه وسلم العسر عسرا واحدا بخلاف اليسر الذي عَدَّ يُسْرَينْ؟

إذا علمنا أن (لام التعريف) في كلمة العسر من الآية الكريمة هي لام العهد أي تشير إلى عسر معروف معهود لنا والحديث يدور حوله، فإن (العسر الأول والعسر الثاني) ما هما إلا شيء واحد.على أن اللام في لفظ العسر الأول، هي من نوع العهد العِلْمي الحضوري الذي يكون حاضرا في الذهن وإن لم يسبق له ذكر صريح، وهي في لفظ العسر الثاني من نوع العهد الذكري الصريح الذي سبق وروده في الكلام وهو لفظ العسر الأول فهما شيء واحد، وهذا مثل لفظ الرسول في قوله تعالى:
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا} {يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا} {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} (الفرقان: 27- 30)

بينما يدل السياق على أن تنكير لفظ (يسرا) مع ما تحمله هذه الكلمة من معاني الارتياح والسهولة والفرج على الإطلاق يفيد غرضين هما التكثير والتعظيم(فهذا
اليسر الذي يأتي بعد العسر، أي نوع من أنواع العسر، لا يختص بيسر معين)(60) بل هو يسر كثير واسع من جهة وهو لا يضيق عن معالجة أي عسر عظيم القدر من جهة أخرى يدل على تلك العظمة التوكيد المتكرر لفعالية هذا اليسر الذي هو من تيسير الله تعالى والذي سيذهب بالعسر ويزيل آثاره.

يقول الإمام محمد عبده: " ولما كانت القضية – قضية إذهاب اليسر للعسر- موضعا للريب، خصوصا عند من أخذ الضيق بخناقه، أكدت (بإنَّ) ولما كان الشك يزداد بل قد ينتهي إلى الإنكار في بعض أنواع العسر، استأنف القضية نفسها أو أعادها بلفظها فقال (إن مع العسر يسرا) ولكن على أن يكون معناها أعم من معنى سابقتها " (61).

ويدل على أن اليسر الثاني يسر جديد يختلف عن الأول، أنه جاء منكرا، ولو كان هو الأول لجيء به معرفا بلام العهد، وهذا يوصلنا إلى الغرض الذي أشار إليه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أن يسرين لا يغلبهما العسر الواحد.
ولقد تعددت كلمة المفسرين في بيان العسر المقصود في الآية الكريمة، وبناءً عليه فسروا اليسر بما يكون مضادا لذلك العسر، والذي أراه في ذلك هو ما ذهبت إليه بنت الشاطئ حيث تقول: "والراجح أن (ال) في العسر، للعهد لا للاستغراق، والمراد - والله أعلم- ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشعر به من ضيق الصدر وثقل العبء في مواجهة الوثنية العاتية الراسخة، أما تنكير يسر، فلكي ينفسح فيه مجال التصور والإطلاق فيحتمل ما قاله المفسرون وما لم يقولوه، إذ التحديد هنا بكذا أو كيت من مفهوم اليسر، ينافي البيان القرآني الذي آثر إطلاق (يسرا) بغير قيد ولا حد" (62).

هذا مثل سريع على أهمية مبحث التعريف والتنكير، وهو كغيره من مباحث علم المعاني- لا يخفى قدره ولا ينكر خطره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:32

سادساً: الجملة الاسمية والجملة الفعلية


إن التدقيق في هذه المباحث وتذوق بلاغتها هو الذي يفتح للفهم آفاقا جديدة، يطل من خلالها على النصوص، فيرى من لطائفها ما لا يراه كثير من الناس، ومن ذلك ما يستشف من لطائف البلاغة التي تؤديها كل من الجملة الاسمية والجملة الفعلية في موضعها؛ يقول الإمام السيوطي في الإتقان تحت عنوان (قاعدة في الخطاب بالاسم والخطاب بالفعل): (الاسم يدل على الثبوت والاستمرار، والفعل يدل على التجدد والحدوث، ولا يحسن وضع أحدهما موضع الآخر، فمن ذلك قوله تعالى: { وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } (1سورة الكهف لو قيل يبسط لم يفد الغرض لأنه يؤذن بمزاولة الكلب البسط وأنه يتجدد له شيئاً بعد شيء، فباسط أشعر بثبوت الصفة. وقوله: { هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ } (3) سورة فاطر لو قيل رازقكم لفات ما أفاده الفعل من تجدد الرزق شيئا بعد شيء، ولهذا جاءت الحال في صورة المضارع مع أن العامل الذي يفيده ماض، نحو {وَجَاؤُواْ أَبَاهُمْ عِشَاء يَبْكُونَ} (16) سورة يوسف إذ المراد أن يفيد صورة ما هم عليه وقت المجيء، وأنهم آخذون في البكاء يجددونه شيئا بعد شيء، وهو المسمى حكاية الحال الماضية وهذا هو سر الإعراض عن اسم الفاعل والمفعول)(63).

ومن هذه النكات الخفية، ما تحدث به المفسرون، من أن سلام أبينا إبراهيم عليه السلام، أبي الأنبياء وشيخ الحنفاء، كان أبلغ وأحسن من سلام الملائكة في قوله تعالى:
{إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ} (25) سورة الذاريات
يعلق الدكتور سمير استيتيه على هذه الآية وهو يتحدث عن بلاغة الإعراب، يقول: "تحدثنا الآية الكريمة عن الملائكة الذين دخلوا على سيدنا إبراهيم عليه السلام. وهم في طريقهم إلى قوم لوط عليه السلام، فقالوا: (سلاما). وهذا السلام جملة فعلية، دل على ذلك حركة النصب. ويكون تقدير تحيتهم: نسلم سلاما. أما تحية إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فقد أداها القرآن بنظير عربي (سلام). وهذه التحية جملة اسمية، دل على ذلك حركة الرفع. ويكون تقدير التحية هذه؛ (سلام عليكم) أو (عليكم سلام) أو (تحيتي سلام) أو غير ذلك مما تشاء من تقدير.

وعلى ذلك تكون تحية إبراهيم عليه السلام أحسن من تحية الملائكة، لأن الجملة الاسمية أبلغ في الدلالة على الثبوت والاستمرار من الجملة الفعلية. ولكن تحية الملائكة بالجملة الفعلية، تحمل بين طيّاتها، إشارة إلى التجدد؛ لأن الجملة الفعلية تشير إلى التجدد والتغيير .

وإذا نظرنا إلى المسألة من زاوية أخرى، انتهينا إلى أن الملائكة سلمت على إبراهيم عليه السلام، بما يناسب طبيعة الإنسان من التجدد والتغير، فهو سلام متجدد، وأن إبراهيم عليه السلام، رد عليهم التحية بما يناسب خلق الملائكة من الثبوت والاستمرار وعدم التغير. وهكذا تكون الحركتان الإعرابيتان في هذه الآية الكريمة قد أديتا هذه المعاني كلها، وربما غيرها مما لم نقف عليه. وهذا لا يعني أن إبراهيم-عليه السلام- قد رفع, وأن الملائكة قد نصبت، بل يعني حوارا فيه كل المعاني التي ذكرتها، ولخَّصتها الآية الكريمة بحركة نصب وحركة رفع. أليست هذه هي قمة البلاغة، وأسمى درجاتها، وأرقى منازلها)(64).

قلت: وما أدق وأرق النظم القرآني وهو يجاور بين الجملة الاسمية والفعلية في قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ} (19) سورة الملك، وعن سر التعبير بالجملة الاسمية في(صافات) وبالفعلية في (يقبضن) فإن أقدم من تناول ذلك الإمام الزمخشري، كعادته في الغوص على الدقائق، والوقوف على الحقائق، وأخذ عنه القوم دون الإشارة إلى قوله أو الزيادة على رأيه، يقول: (فإن قلت: لم قيل ويقبضن ولم يقل: وقابضات. قلت: لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة، لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء، والأصل في السباحة مد الأطراف وبسطها، وأما القبض فطارئ على البسط للاستظهار به على التحرك، فجيء بما هو طارٍ غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات، ويكون منهن القبض تارة بعد تارة كما يكون من السابح)(65
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:36

سابعاً: التوكيد:
أختم هذه الدراسة التطبيقية بشيء من بلاغة التوكيد .
يقول الإمام عبد القاهر: " واعلم أن مما أغمض الطريق إلى معرفة ما نحن بصدده؛ أنّ هاهنا فروقا خفية تجهلها العامة، وكثير من الخاصة، ليس أنهم يجهلونها في موضع ويعرفونها في آخر، بل لا يدرون أنها هي، ولا يعلمونها في جملة ولا تفصيل. روي عن ابن الأنباري أنه قال: ركب الكندي المتفلسف إلى أبي العبّاس، وقال له: إني لأجد في كلام العرب حشوا، فقال له أبو العباس: في أي موضع وجدت ذلك؟ فقال: أجد العرب يقولون عبد الله قائم، ثم يقولون: إن عبد الله قائم، ثم يقولون: إن عبد الله لقائم، فالألفاظ متكررة والمعنى واحد . فقال أبو العباس: بل المعاني مختلفة لاختلاف الألفاظ، فقولهم: عبد الله قائم؛ إخبار عن قيامه . وقولهم: إنّ عبد الله قائم؛ جواب عن سؤال سائل. وقولهم: إنّ عبد الله لقائم؛ جواب عن إنكار منكر قيامه، فقد تكررت الألفاظ لتكرر المعاني. قال فما أحار المتفلسف جواباً. وإذا كان الكندي يذهب هذا عليه حتى يركب فيه ركوب مستفهم أو معترض فما ظنك بالعامة ومن هو في عداد العامة ممن لا يخطر شبه هذا بباله .

واعلم أن هاهنا دقائق، لو أنّ الكندي استقرأ وتصفح وتتبع مواقع (إنّ)، ثم ألطف النظر وأكثر التدبر، لعلم علم ضرورة أن ليس سواء دخولها وأن لا تدخل ..." (66).
ويقول:
"... وما قولك في شيء، قد بلغ من أمره أن يدعى على كبار العلماء بأنهم لم يعلموه ولم يفطنوا له، فقد ترى أن البحتري قال حين سئل عن مسلم وأبي نواس أيهما أشعر؟ فقال: أبو نواس. فقيل فإن أبا العباس ثعلبا لا يوافقك على هذا. فقال: ليس هذا من شأن ثعلب وذويه من المتعاطين لعلم الشعر دون عمله، إنما يعلم ذلك من دفع في مسلك طريق الشعر إلى مضايقه وانتهى إلى ضروراته .
ثم لم ينفك العالمون به والذين هم من أهله، من دخول الشبهة فيه عليهم، ومن اعتراض السهو والغلط لهم، روي عن الأصمعي أنه قال: كنت أسير مع أبي عمرو بن العلاء وخلف الأحمر، وكانا يأتيان بشارا فيسلمان عليه بغاية الإعظام، ثم يقولان: يا أبا معاذ، ما أحدثت ؟ فيخبرهما وينشدهما ويسألانه ويكتبان عنه، متواضعين له حتى يأتي وقت الزوال ثم ينصرفان، وأتياه يوما فقالا: ما هذه القصيدة التي أحدثتها في سلم بن قتيبة ؟ قال: هي التي بلغتكم. قالوا بلغنا أنك أكثرت فيها من الغريب . قال: نعم، بلغني أن سلم بن قتيبة يتباصر بالغريب، فأحببت أن أورد عليه ما لا يعرف، قالوا: فأنشدناها يا أبا معاذ، فأنشدهما (من الخفيف):
بكرا صاحبي قبل الهجير
إنّ ذاك النجاح في التبكير

حتى فرغ منها، فقال له خلف: لو قلت يا أبا معاذ مكان (إنّ ذاك النجاح في التبكير)، (بكرا فالنجاح في التبكير)، كان أحسن. فقال بشار: إنما بنيتها أعرابية وحشية فقلت: (إنّ ذاك النجاح في التبكير)، كما يقول الأعراب البدويون، ولو قلت: (بكرا فالنجاح...)، كان هذا من كلام المُوَلَّدِين، ولا يشبه ذاك الكلام، ولا يدخل في معنى القصيدة . قال: فقام خلف فقبل بشارا بين عينيه .
فهل كان هذا القول من خلف، والنقد على بشار، إلا للطف المعنى في ذلك وخفائه؟
واعلم أن من شأن (إنّ) إذا جاءت على هذا الوجه، أن تغني غناء الفاء العاطفة مثلا، وأن تفيد من ربط الجملة بما قبلها أمرا عجيبا، فأنت ترى الكلام بها مستأنفا غير مستأنف، مقطوعا موصولا معا، أفلا ترى أنك لو أسقطت (إنّ) من قوله: إن ذاك النجاح في التبكير، لم تر الكلام يلتئم؟ ولرأيت الجملة الثانية لا تتصل بالأولى ولا تكون منها بسبيل حتى تجيء بالفاء فتقول:
بكرا صاحبي قبل الهجير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:39

فذاك النجاح في التبكير


ومثله قول بعض العرب (من الرجز):
فغنها وهي لك الفداء
إن غناء الإبل الحـداء

فانظر إلى قوله: إنّ غناء الإبل الحداء، وإلى ملاءمته الكلام قبله، وحسن تشبثه به، وإلى حسن تعطف الكلام الأول عليه، ثم انظر إذا تركت (إنّ) فقلت:
فغنها وهي لك الفداء
غناء الإبل الحداء


كيف تكون الصورة ؟ وكيف ينبو أحد الكلامين عن الآخر؟ وكيف يشئم هذا ويعرق(67) ذاك؟ حتى لا تجد حيلة في ائتلافهما، حتى تجتلب لهما الفاء، فتقول:
فغنها وهي لك الفداء
فغناء الإبل الحداء

ثم تعلم أن ليست الألفة بينهما من جنس ما كان، وأن قد ذهبت الأنسة التي كنت تجد، والحسن الذي كنت ترى "(6

"...وليس شيء أبين في الفائدة، وأدل على أن ليس سواء دخول (إنّ) وأن لا تدخل، من أنك ترى الجملة إذا هي دخلت ترتبط بما قبلها وتأتلف معه وتتحد به، حتى كأن الكلامين قد أفرغا إفراغا واحدا، وكأن أحدهما قد سُبك في الآخر، هذه هي الصورة، حتى إذا جئت إلى (إنّ) فأسقطتها، رأيت الثاني منهما قد نبا عن الأول وتجافى معناه عن معناه، ورأيته لا يتصل به ولا يكون منه بسبيل، حتى تجيء بالفاء، ثم لا ترى الفاء تعيد الجملتين إلى ما كانتا عليه من الألفة، ولا ترد عليك الذي كنت تجد ب (إنّ) من المعنى .

وهذا الضرب كثير في التنزيل جدا؛ من ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} (1) سورة الحـج، وقوله عز اسمه: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (17) سورة لقمان، وقوله سبحانه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة، ومن أبين ذلك قوله تعالى: { وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ} (37) سورة هودوقد يتكرر في الآية الواحدة كقوله عز اسمه: {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (53) سورة يوسف، وهي على الجملة من الكثرة بحيث لا يدركها الإحصاء " (69).

وفي ختام هذا المبحث الذي اكتفيت فيه بالتمثيل على بعض مباحث علم المعاني، دون مباحث علمي البيان والبديع على أهميتهما، لأن علم المعاني، به أكثر من غيره يظهر فضل الكلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Yragb11
نقاط : 32782
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 112

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime17/4/2009, 03:50

الوتر الحزين كتب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذاوهو بعنوان :
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها*
قال تعالى: [قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ] (9) سورة الزمر.
ليس من له حظ من البلاغة كمن لم يحظ منها بنصيب، في فهم بليغ القول وتذوق فصيح الكلام، ومن حباه الله تعالى نعمة التذوق البلاغي ليس كمن كان ذوقه كزا ً(1) جاسيا(2) وطبعه البلاغي غليظا جافيا(3)، فالبلاغة لا بد لها من أساسين؛ العلم والذوق.
يقول صاحب (الإيضاح):
البلاغة في الكلام "مطابقته لمقتضى الحال مع فصاحته... فالبلاغة صفة راجعة إلى اللفظ باعتبار إفادته المعنى عند التركيب"(4)
ويوضح أستاذنا الدكتور فضل عباس ذلك فيقول:
" البلاغة" إذن تقوم على دعائم :
أولها: اختيار اللفظة.
وثانيها: حسن التركيب وصحته.
وثالثها:اختيار الأسلوب الذي يصلح للمخاطبين، مع حسن ابتداء، وحسن انتهاء.
وبقدر ما يتهيأ من هذه الدعائم، يكون الكلام مؤثراً في النفوس، والتأثير هو الدعامة الرابعة من دعائم البلاغة.
البلاغة إذن لابد فيها من ذوق وذكاء، بحيث يدرك المتكلم متى يتكلم، ومتى ينتهي، وما هي القوالب التي تصبُّ فيها المعاني التي رتبها في نفسه، فربَّ كلام يكون جميلاً في نفسه، لكنه لم تُراع فيه هذه الظروف، فتكون نتائجه عكسية غير متوقعة.
يقول ابن عباس رضي الله عنهما(5):
(خمس لهن أحب إليّ من الدّهم الموقفة -أي: الخيل العربية الأصيلة- لا تتكلم فيما لا يعنيك، فإنه فضل، ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما يعنيك حتى تجد له موضعاً، فربّ متكلم تكلم فيما يعنيه، فوضعه في غير موضعه، فعيب).(6)

فالبليغ لا غنى له عن خصلتين؛ خصلة موهوبة وخصلة مكتسبة؛ أما الخصلة الموهوبة فهي؛ رقة في الطبع، ورهافة في الحس، وسمو في الذوق، وسعة في الخيال، وذكاء في العقل، وحضور في القلب، مع امتلاك العين المبصرة النافذة الناقدة، والأذن الواعية، مرهفة السمع، العاشقة جمال اللفظ وعذوبة الجرس وروعة الإيقاع. كما قال بشار:

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة
والأذن تعشق قبل العين أحيانا(7) "

هذه الخصلة من شأنها تمكين صاحبها من مراعاة أحوال الخطاب، وتخيّر المقال المناسب لكل مقام،من حيث ما ينسجم مع الحال من ظروف نفسية واجتماعية وبيئية وغيرها، هذا من ناحية، ومن حيث اختيار ما يناسب هذه الظروف من معان منظومة في عبارات،واختيار ما تبنى منه العبارات من ألفاظ،تتناغم مع المقام وتصوره على خير ما يرام من ناحية أخرى .

" والإحساس اللغوي عند الأديب هو الذي يختار اللفظ اختياراً دقيقاً، بحيث يؤدي المعنى، على وجه لا لبس فيه ولا اضطراب، وهو لذلك يلحظ الفروق الدقيقة بين الكلمات ويأخذ من بينها أمسها بمعناه، حتى تقوم بواجبها من التوصيل الصادق.
سمع ابن هَرْمَة(150هـ) أديباً ينشد قوله:

بالله ربك إن دخلت فقل لها
هذا ابن هَرْمَة قائماً بالباب(Cool

فقال له: لم أقل قائماً،أكنتُ أتصدق؟ فقال: قاعداً فقال: أكنتُ أبول؟ قال: فماذا؟ قال: واقفاً وليتك علمت ما بين هذين، من قدر اللفظ والمعنى.

بل إن الإحساس اللغوي، يرهف ويدق، فيختار من الكلمات ما يكون بين أصواتها وبين الموضوع ملاءمة، بحيث يكون فيها تقليد للشيء الموصوف، حتى كأنه يوحَى به إلى الخاطر، كما تحس بذلك في كلمة " تفاوح" في قول المتنبي(354هـ):
إذا سارت الأحداج فوق نباته
تفاوح مســك الغانيات ورنده (9)

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Unknow10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Mzboot11
نقاط : 17865
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 13156210

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime27/10/2009, 03:05

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703


أخى الكريم أسعدنى ما قدمته ياداكم

من افادة واثراء للعقول

دمت بكل الود

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 15


أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 22

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 22340


أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 0703
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
فاطمة ياقوت
عضو فعال
عضو فعال
فاطمة ياقوت

انثى
عدد الرسائل : 167
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر - أسوان
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Profes10
الحالة : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 1210
نقاط : 6193
ترشيحات : 0

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime12/6/2015, 11:20

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 811311
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محب شهاب الدين
عضو ماسي
عضو ماسي
محب شهاب الدين

ذكر
عدد الرسائل : 1764
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 111010
العمل : أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Collec10
نقاط : 9966
ترشيحات : 0

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها   أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 I_icon_minitime5/7/2016, 04:53

أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها - صفحة 2 811292
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية البلاغة في فهم النصوص والوقوف على أغراضها
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-
» دار الإفتاء «تجيز» تحية العلم والوقوف للسلام الوطني
» إسم نهر النيل في النصوص المصرية القديمة
» الذاكرة الوطنية وانعكاسها في النصوص السردية
» " تداخل النصوص في الكتابة للأطفال " بقلم أحمد سويلم
» علم البلاغة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: