"خلال عشر سنوات في الحكم انتهت بوفاته، ابحر عبد الله بالسياسه الداخليه والخارجيه للسعوديه في منظومه معقده من الضغوط الداخليه والدوليه وحول السعوديه لدوله مبادره ورائده وازاح دول مثل العراق وسوريا ومصر علي وجه اخص من قياده الشرق الاوسط".
بهذه الكلمات لخص "تسفي برئيل" محلل الشؤون العربيه لصحيفه" هارتس" ما اعتبره اهم انجازات الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، وقال انه نجح في تحويل المملكه الي عنصر اقليمي مؤثر، وحارب الارهاب وتجاوز الربيع العربي دون اذي، مشيرا الي ان ولي العهد الحالي مقرن بن عبد العزيز هو الملك الحقيقي للبلاد في ظل تقارير تفيد باصابه الملك الجديد سلمان بالخرف وشلل الرعاش.
واضاف "برئيل": في عهده تحولت السعوديه من دوله تعمل من خلف الكواليس، وتسير مع تيار الاجماع العربي الي راس حربه في الحرب علي التنظيمات الارهابيه بعد ان نفذ مواطنوها هجمات 11 سبتمبر 2001. وقادت الصراع ضد بشار الاسد، واقامت حائط صد ضد التاثير الايراني بالشرق الاوسط".
وتابع:"نجح الملك عبد الله في تفادي الاثار الثوريه بالدول العربية من خلال تخصيص مبالغ ضخمه لتحسين الرواتب وبناء عشرات الاف الشقق لمحدودي الدخل، وارسل الاف الطلبه السعوديين للدراسه خارج البلاد، وحسن مستوي المساعدات للفقراء ووجه الخطباء بكبح زمام التطرف الديني".
لكن وعود عبد الله بمنح النساء الحق في القياده لم تتحقق، كذلك فلا يمكن للنساء تولي العديد من المناصب، وحريه الراي مرهونه بتوجيهات القصر الملكي. وهنا تكمن الفجوه الواسعه بين صوره السعوديه كدوله مواليه للغرب وبين الشكل الحقيقي للنظام الذي هو بعيد كل البعد عما هو متعارف عليه كقيم اوروبيه، علي حد قول "برئيل".
ومضي محلل "هارتس" قائلاً: "في مقابل مصر التي يوجه لها اللوم بشكل متواصل من قبل الولايات المتحده بسبب الممارسات غير الديمقراطيه التي ينتهجها نظامها، فان السعوديه التي تشتري اسلحه امريكيه بمليارات الدولارات معفاه بالطبع من النقد".
الملك الحالي سلمان سيواجه- بحسب "برئيل"- الكثير من التحديات ابرزها تهدئه جيل الشباب من الامراء الذين يطمحون منذ وقت طويل في تعزيز وضعهم وضمان انتقال سلس للسطله.
واعتبر التقرير الاسرائيلي انَّ الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز الذي اصيب في السابق بسكته دماغيه، يؤدي مهام منصبه بشكل جزئي، وان هناك تقارير غربيه تم انكارها في السعوديه تقول انه يعاني من داء الخرف او شلل الرعاش، وان هذا هو السبب في انه وبينما كان يشغل منصب ولي العهد تم تعيين الامير مقرن بن عبد العزيز وليا لولي العهد، رغم الكثير من المعارضين لتلك الخطوه.
مقرن 69 عامًا الذي شغل في السابق منصب رئيس الاستخبارات ثم المستشار الخاص للملك عبد الله وكان مسؤولا عن ملف سوريا وافغانستان، هو الابن الاصغر لمؤسس المملكه الملك عبد العزيز بن سعود. ومن الان فصاعدا ستضطر "هيئه البيعه" -التي انشئت عام 2007 والتي تنحصر مهمتها في التصديق علي تعيين اولياء العهد- الي اتخاذ القرار من سيخلف مقرن وكيف سيكون نظام التوريث. ويتوقع ان تنشب وقتها حرب ضروس علي التوريث، لكن رغم ذلك يتوقع ان تحظي المملكه بفتره من الهدوء السياسي.
وذهب "برئيل" الي ان التقديرات الان تظهر ان مقرن سيكون الشخصيه المهينمه في اداره السياسات السعوديه، وان سيسعي مثل الملك عبد الله للحفاظ علي التوازنات والضوابط التي حفظت استقرار المملكه.
ولفت الي ان هذه المهمه معقده وتتطلب ضمان مستقبل اقتصادي واماكن عمل مناسبه لشباب المملكه الذين يمثلون تقريبا نصف تعداد السكان، بالاضافه الي تقليص العماله الاجنبيه بشكل حقيقي، والتحرك بين مطالب الليبراليين السعوديين بالسماح بالمزيد من حريه الراي والسماح للنساء بالقياده وتوسيع نطاق المهن والوظائف التي يمكن لهن العمل بها وبين النهج "المحافظ والمتصلب" للمدرسه الوهابيه.