يواصل الطوارق الذين واجهوا صعوبة التأقلم مع قطاعات اقتصادية عديدة في العصر الحديث، استخدام مهارات متخصصة في الزراعة وتربية المواشي والفنون والحرف اليدوية.
تعيش هذه الطائفة من الناس في شمال مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب الجزائر قرب تمانغاست وجانات وإليزي. وهم شعب بدائي يحكم حياتهم نظام عتيق من التقاليد والعادات ورثوها عن اجدادهم
وسيطر على سكان شمال أفريقيا هؤلاء العرب في فترة الفتوحات الإسلامية في المنطقة قبل إن يلجؤو إلى الصحراء حيث استقروا في شكل نمط أناس رحل.
وخير تمثيل على تفوق الطوارق في السيطرة على حياة الصحراء القول المأثور الشهير "أنا طرقي وأنت طرقي نقطعوا الطريق والصحراء لينا"
وتوفر الخيام التي تصنع من أثواب خشنة تغزل من شعر الماعز وتشد إلى ركائز يتم تثبيتها بحبال تزرع في باطن الأرض في معاقف، مأوى آمن ضد حر الصحراء الصهيب والمناخ القاسي
الكرم والضيافة يزيد من شرفهم
ويبدو في وسط الخيمة دائما طاولة صغيرة لشرب القهوة وطاولة أطول وهي دليل على حسن الضيافة للزائرين. إنه تقليد لتقديم الكرم والضيافة لكافة الزوار والعابرين. الكرم والضيافة يزيد من شرفهم
وتحافظ النساء على شرف العائلة حتى في غياب الرجال من الخيام. فالمرأة تهرع إلى الخارج تحمل آنية مملوءة بحليب الناقة كعلامة على الترحيب.
وخلال قرون، حافظ الطوارق على تقاليدهم التاريخية في اللباس دائما يرتدون الحجاب عند تجولهم في الخارج. التقليد قد يكون نتيجة ظروف دافئة وقاسية
ومقياس الحكم على الطوارق من منظور العموم وما يهمهم والهيبية هو العمر. فالشيوخ يحكمون بإنصاف ولا يقبلون الرشاوي.
وعند نشوء منازعة أو تظلم بين شخصين فإن المسألة يتم حلها بسرعة في المجتمع المحلي بعد السماح لكل طرف بالإدلاء بآراءه والدفاع عنها أمام مجلس الشيوخ والمحكمة العامة. وتسند مهمة النطق بالحكم إلى ما يسمي بالشخص الثمين.
يتحلى الطوارق حقا بالفخر والاستقلالية عن الناس. فبحكم عيشهم في محيط قاس طورا مقاومتهم للطبيعة الصعبة والتنوع وأعادوا صياغة الأمور التي يصعب التنبؤ بها. ويجعل الأحساس بشرف الأسرة منهم أكثر ضيافة ويعنيهم الإنسان ككل