من هم الطوارق أو "الشعب الأزرق"؟
الطوارق من أبرز مستخدمي قوافل الإبل واستخدموها في تجارة الذهب والملحالكثير من الأنباء الواردة من مالي والنيجر تتحدث عن التوتر الذي يسود مناطق الطوارق والذي وصل إلى حد سيطرتهم على شمال مالي عام 2012 وما أعقب ذلك من اتفاق سلام بين الحكومة والمتمردين، وهو الاتفاق الذي يفضح فشله استمرار التوتر هناك.
فمن هم الطوارق؟
الطوارق من الأمازيغ (البربر) وهم شعب من الرحل يقطنون في مساحة شاسعة من الصحراء الأفريقية تمتد من موريتانيا في الغرب الى تشاد شرقا وتشمل الجزائر وليبيا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي التي يطلق عليها الطوارق اسم "أزواد".
ويطلق على الطوارق احيانا اسم "الشعب الأزرق"، نظرا لاصطباغ جلودهم بالصبغة الزرقاء للباس التقليدي الذي درجوا على ارتدائه.
وقد تعود الطوارق، كما البدو، على الترحال بقوافلهم المكونة من قطعان الإبل في سائر مناطق الصحراء الافريقية الكبرى ودول الساحل الافريقي دون الاكتراث بالحدود بين هذه الدول.
وكان الطوارق من اهم مستخدمي قوافل الإبل في التجارة عبر الصحراء الكبرى ، إذ كانوا ينقلون البضائع وأهمها الذهب والملح. وتأثرت حياتهم سلبا بشكل كبير بعد تحول طريق التجارة للمحيط الأطلنطي.
وعرف الطوارق تاريخيا بأنهم شعب مقاتل، جيد التسليح. فهم يحملون معهم في ترحالهم السكاكين والسيوف والخناجر والرماح.
وسبق للطوارق أن انتفضوا على حكومات مالي وتشاد والنيجر وغيرها مطالبين بإنهاء التهميش الذي يمارس بحقهم وبحصة أكبر من عوائد بيع المعادن الثمينة التي تزخر بها دول المنطقة كاليورانيوم وغيره.
مالي
وقد اختلف عصيانهم في مالي عن الحركات التي وقعت في السابق نظرا لمستوى التسليح الذي يتمتع به المتمردون هناك، فالعديد منهم كانوا عائدين من ليبيا حيث شاركوا في القتال في صفوف العقيد القذافي وصفوف الثوار الليبيين.
الطوارق حاربوا في مالي لإقامة دولة أزوادوقد جلب هؤلاء معهم إلى مالي كميات من الأسلحة المتطورة مما أضفى خطورة على العصيان المستعر أصلا في تلك البلاد.
ويحارب الطوارق من أجل تأسيس دولة خاصة بهم يطلقون عليها اسم ازاواد.
وقد رفع المتمردون الطوارق علم هذه الدولة على مدن تمبكتو التاريخية وغاو وكيدال.
تمبكتو
وتمبكتو، أبرز مدن الطوارق، مدينة قديمة يتجاوز عمرها الألف سنة تقع على حافة الصحراء الافريقية الكبرى إلى الشمال من نهر النيجر، وتشتهر بجوامعها المشيدة من الطين.
تشتهر تمبكتو بجوامعها المشيدة من الطينوقد أضفى عليها المؤرخون والكتاب القدامى هالة من السحر، حيث وصف المؤرخ المغاربي حسن ابن محمد الوزان الفاسي الثراء الذي كانت هذه المدينة تتمتع به بقوله إن بعض الأشياء الذهبية التي كان ملكها يحتفظ بها كانت تزن المئات من الكيلوغرامات.
وكتب المؤرخ المغاربي ان نساء تمبكتو كن من الجمال بحيث كان لابد للزائر أن يقع بحب إحداهن فور وصوله ويتزوجها.
وتمبكتو كانت مركزا تجاريا مهما، إذ كانت تقصدها قوافل الملح الثمين من الصحراء، كما ازدهرت فيها تجارة الرقيق والعاج.
كما تشتهر تمبكتو بكونها مركزا ثقافيا، وقبلة للعلوم الاسلامية إذ تحتفظ مكتباتها الـ 60 بسبع مائة مخطوطة تاريخية على الاقل.
ولكن تمبكتو المعاصرة تختلف عما كانت عليه في عصرها الذهبي، حيث يغلب عليها طابع الفقر وهي مهددة بالتصحر.
بي بي سي