قال الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية: إن وزارة الثقافة هي المسئولة بالدرجة الأولى عن الحفاظ على الثقافة المصرية حتي تصل إلى كل مواطن مصري، وأن الشعب المصري ثار للحفاظ على هويته واسترداد مكانته في العالم خلال 25 يناير وعندما أخفق في تحقيق هدفه ثار في 30 يونية.
جاء ذلك خلال محاضرة له ألقاها بمعهد الدراسات السياسية بالوفد، بحضور الدكتورة كاميليا شكري مساعد رئيس الحزب عميد المعهد.
وقال الصريطي: إن الهيئة العامة لقصور الثقافة كانت تصل إلى كل أقاليم مصر وأي موهبة في الأدب والشعر كانت تتبناها قصور الثقافة، التي قدمت لمصر الكثير من الفنانين والأدباء وأثرت الحياة الثقافية، وذلك لأن الفن منتج شعبي فهو لا يأتي من حكومة ولا من إعلام الذي هو منتج السلطة ولكن الفن إنتاج شعب يعبر عن أفكار ومعاناة وأحلام هذا الشعب، والفن هو ضمير الأمة ولما أهمل هذا الدور تحولت قصور الثقافة إلى مساكن غربان وخراب وأهمل دور المسرح الحقيقي، فالثقافة هي خط الدفاع الأول عن الأمة وعندما يريد العدو غزو بلد يكون هدفه الأول تغيير ثقافتها، والثقافة هي مجموعة من العادات والتقاليد التي تحكم المجتمع أي أنها السلوك الإنساني وأنها نمط حياة.
وأضاف «الصريطي» أن ثقافة الشعب المصري تمتد إلى آلاف السنين وهي شيء متأصل داخله وقد ثبت عبر التاريخ أن حدود مصر لم تتغير، فكثيراً ما تعرضت للغزو وتم طرده، ومصر ليس لديها أفكار توسعية وهذا بسبب ثقافتنا، ثم كان الهدف الأول للعدو هو غزو ثقافتنا وذلك من خلال ضرب الأسرة وهي بناء أي مجتمع فإذا كانت هذه الخلية قوية فالبناء يصبح قوياً وإذا كانت هشة فسوف ينهار وكان من ضمن ثقافتنا أن الأسرة تجتمع في اليوم ثلاث مرات على الطعام وينتظر بعضنا البعض ويؤدي ذلك إلى تبادل الأفكار والقيم والمواقف وتعليم الأبناء كيفية الحوار من خلال رؤية الحوار بين الأب والأم، وكان من ثقافتنا مراعاة شعور الجيران، ولذلك استطاع العدو أن يغزو ثقافتنا من خلال تفكيك الأسرة المصرية، فكانت مواعيد العمل موحدة من السابعة صباحاً إلى الرابعة عصراً, أما في وقتنا اختلفت مواعيد العمل وكل منا له موعد خاص به, ثم أصبحت الحياة صعبة علينا فمن يريد الزواج عليه أن يسافر إلى إحدى الدول فتتغير ثقافته فيصبح من أب ناقل للقيم إلى ممول للأسرة، وقاموا بضرب العلم أيضاً فبعد أن كانت جامعة القاهرة من أفضل 5 جامعات في العالم الآن أصبحنا خارج الترتيب، حيث وصلت جامعة القاهرة إلى المركز 500 بين الجامعات العالمية، وضربوا ثقافة العمل فجعلوا العامل يبحث عن الأجر ولا يتقن عمله وأن عمله يتوقف على قيمة الأجر بعد أن كانت ثقافتنا الإتقان قبل الأجر, واستطاع العدو هزيمتنا دون أن يطلق رصاصة واحدة وذلك من خلال ضرب الثقافة، وإذا نظرنا إلى مدارسنا اليوم فمعظمها لا يوجد به غرفة لتعليم الموسيقى أو الرسم أو مسرح.
وقال الصريطي: إنه في الفترة من 25 يناير إلى 11 فبراير 2011 تحولت ميادين مصر كلها إلى صفات حميدة وكان هناك حب وإيثار بين أبناء الشعب المصري وكان هدفنا واحداً، وقلنا: إن مصر عادت بقوة ورأينا شباب مصر يدهن الرصيف وينظف الشوارع, حتى تم التآمر علينا وتم تقسيمنا, ولكن في نفس الوقت الشعب أسقط فكرة أن تسعى للوصول إلى الحكم تحت ستار الدين وأسقط تلك الفكرة الموجودة منذ 80 سنة ورفض أن يحكمه فصيل هدفه تقسيم مصر ويتخفى وراء شعار الدين كي يصل إلى كرسي الحكم، ومصر تعيش على الثقافة الإسلامية سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين والحضارة المصرية القديمة هي التي علمت كل الحضارات في العالم، والمرحلة الزمنية القبطية هي الوحيدة التي لم تتحول إلى حضارة لأن المصريين في هذه الفترة كانوا مضطهدين من الرومان.
المصدر
الوفد