د.عبدالله التطاوي...أشكال الصراع في القصيدة العربي

د.عبدالله التطاوي

أشكال الصراع في القصيدة العربية

المصدر : أ. مصطفي القاضي ...الجمهورية

أشكال الصراع في القصيدة العربية أحد الكتب التي أهداها الدكتور عبدالله التطاوي للمكتبة العربية لتكون

مرجعاً هاماً للباحثين في تتبع القصيدة العربية وما تموج به من تيارات صاخبة متلاطمة عبر العصور المختلفة.

وفي الجزء الثالث الخاص بعصر بني أمية والصادر عن مكتبة الانجلو المصرية يحاول الباحث أن يقوم

من خلال تحليل النصوص باستكشاف أشكال الصراع في عصر بني أمية من خلال شعرائه فحولهم

ومغموريهم علي السواء واضعاً في الاعتبار الجوانب التي يمكن أن تؤثر في فنية القصيدة علي مستوي

الصياغة الجمالية والمحتوي معاً. ومسلحاً بمبدأ أن الفن اختيار ايجابي لاحدي الشرائح الاجتماعية التي

تتسق معها رؤية المبدع.

ورصد الباحث ما أبدعه فحول الشعراء في قصائدهم والموضوعات المتنوعة التي شغلوا بها. واستطاع

من خلال ذلك الوقوف علي مواقفهم السياسية وفلسفاتهم الخاصة وموقفهم من خصومهم في خضم

التيارات الهجائية.

ويشير الباحث إلي أن الصراعات بدأت تتخلق في هذا العصر في صورة شديدة التميز. وبدأ قديمها يعرف

طريقه إلي التطور. ويعي سبيله لكي يطفو علي سطح الحياة من منطلق جديد ومفهوم مختلف بعد أن

تغيرت المقاييس والمعايير. وظهرت آفاق جديدة فرضت نفسها علي الحياة والفكر معاً.

يضيف د.التطاوي.. ومع هذا التخلق وذلك التجدد برزت صور من الصراعات الإقليمية وعكست اصداء

تحول الخلافة من عاصمتها المقدسة في المدينة المنورة إلي دمشق.

يضيف الباحث أن الصراع الإقليمي قد عكس صوراً كثيرة من نزاعات العصر وتناقضات الحياة فيه حتي

بدت في معظمها قبلية بل تحولت في معظم الأحوال إلي نزاع قبلي صريح وشرس لا يعرف هوادة. قياساً

علي ذلك النحو الذي أثاره شعراء العصر في انتصارهم لنظرية الخلافة من خلال ذلك المنظور القبلي

دون سواه. وهو ما راح يعكسه علي سبيل المثال لا الحصر مادار من حوار بين شاعر الخلافة وشاعر

العلويين حول اقليمية النزعة بين الشام والعراق.. فيقول شاعر الشام:

أري الشام تكره ملك العراق

وأهل العراق كارهونا

ويرد عليه شاعر العراق أو "الشيعة":

عن معاوي مالن يكونا

فقد حقق الله ما تحذرونا

أتاكم علي بأهل العراق

وأهل الحجاز فما تصنعونا؟