قال المحلل السياسي في صحيفة “هآرتس” العبرية “يسرائيل هريئيل”: “إن هرب سكان مستوطنات الجنوب والذي شاهدناه أمس عبر شارات التلفاز لهو أكبر مؤشر على “صورة الانتصار” لحماس والمقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن حماس كانت بحاجة إلى هذه الصورة فجاءت الحكومة الإسرائيلية وحققت لها ذلك”.
وأضاف “هرئيل”، في مقالة له: “بعد اغتيال قادة حماس، كانت الحركة بحاجة لصورة انتصار، فكثفت من قذائفها وصواريخها على مستوطنات الجنوب، فبادر السكان للهروب، وجاءت حكومة نتنياهو وأكملت الصورة بالإشراف بنفسها على عمليات الهروب الجماعي”.
ونقلت الصحيفة عن أحد قيادات جيش الاحتلال قوله: “كأنه لم يكن كافيا عدم قدرة الحكومة على وقف الإطلاق، فأعلنت أنها ستمول إقامة من يغادرون الجنوب”.
وأعرب القيادي عن أسفه لـ “سماع أصوات البكاء والنحيب التي تصدر عن بعض “سكان الجنوب” التي عززت العدو وأضعفت الحكومة”، معتبرا أن هذا السلوك هو “النقيض للصهيونية” ومبادئها.
وقال: “إن لنجاح حماس في حمل اليهود على الهرب من النقب، هناك شركاء وهم عدد من رؤساء المجالس الذين شجعوا “تعابير الانكسار”، كالمظاهرات وخاصة تلك التي نظمت قبالة منزل نتنياهو، فقد أظهرت لحماس مواطن الضعف، ومنذ ذلك الوقت ازداد القصف على البلدات التي أعلن سكانها أنهم يعتزمون المغادرة”.
في السياق ذاته، ذكرت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الاثنين، أن المستوطنات الواقعة ضمن ما يسمى “غلاف غزة”، المحيطة بقطاع غزة، أخذت تفرغ من سكانها في أعقاب سقوط قذائف هاون وصواريخ تطلق من القطاع في مناطقها.
وكانت تقارير إسرائيلية قد تحدثت في الأسابيع الماضية عن أن أكثر من نصف سكان تلك المستوطنات قد غادروها، فيما تحدثت التقارير اليوم عن أن نحو 400 عائلة طلبت مغادرة هذه البلاد وأن تجد الدولة لهم مكانا ينتقلون إليه.
وأعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه، موشيه يعلون، أن أي عائلة تريد مغادرة بلدات “غلاف القدس” ستجد الدولة لها مكانا للانتقال إليه وبعيدا عن منطقة جنوب البلاد.