علاء وشحاتة ـ قصة قصيرة ـ بقلمي

علاء وشحاتة

في أحد المدارس الحكومية بأحد الأحياء الشعبية بمدينة القاهرة ، جلس الطفل علاء في فصله سارحا بخياله وذكرياته السيئة تجاه زميله بالفصل شحاتة .. ذلك الطفل المشاغب الذي صال وجال في الفصل معه ومع زملائه بكافة طرق الإيزاء المعروفة بين الأطفال .. من الإستيلاء على أدواتهم المدرسية ، والسخرية منهم ..... مستغلا في ذلك طول قامته وقوة جسمانه مقارنة بباقي أقرانه .

وكان علاء الطفل ذو العشر سنوات قصيرا وسيما تبدوا عليه علامات البراءة .. ولكنه كان عنيدا عنيفا .. ويكمن هذا العناد والعنف داخل شخصيته التي يغلب عليها ظاهريا الهدوء .

وفي هذا اليوم كان علاء قد إتخذ قراره بالإنتقام من شحاته .. ولكن كيف ؟ .. مرت الدقائق والساعات والحصة تلو الحصة عليه كأنها ثوان معدوده .. وأخيرا هداه تفكيره إلى خطه قد تكون من وجهة نظره كفيلة بعودته إلى هدوئه المعهود .....

فقد كان يعلم بأن عم علي الفراش وحارس المدرسة .. يقوم يوميا بجوله داخل المدرسة ليتفقدها ليقوم بإغلاق الفصول والأنوار ولخشية أن يجد طفلا نائما في فصله ... وعادة ما تكون جولته هذه بعد إنتهاء مواعيد الدراسة بحوالي نصف ساعة ... وهذا سوف يساعده في تنفيذ خطته .

علاء : شحاتة معاية عسلية بالسمسم جميلة عايز أديها لك .
شحاتة : ( وكان معروف بحبه الشديد للعسلية ) صحيح .. طب ما تجيب .
علاء : ما ينفعش دلوقتي علشان العيال ها يطمعوا فيها .
شحاتة : أمال إمتى .
علاء : خلليك قاعد في التختة لحد الحصة الأخيرة ما تخلص والمدرسين والعيال كلهم يمشوا ..
وأديلك العسلية .
شحاتة : ماشي .

وفي خلال الحصة الأخيرة جلس علاء خلف شحاتة وأخذ يربط في حزام مريول المدرسة في التختة من الخلف حوالي ثلاثة وثلاثون عقدة بكل قوته .. حتى لا يستطيع فكها .

وبعد ذهاب الجميع .....

شحاتة : فين العسلية
علاء : إستنى شوية أروح أجيب لك عسلية ثاني من عم علي واديلك الإثنين .... أوعى تتحرك !!
شحاتة : ( بكل سذاجة ) ماشي .

وخرج علاء وترك شحاتة وحيدا وأغلق باب الفصل خلفه وذهب إلى بيته قرير العين .. فقد حقق حلمه الصغير في الإنتقام من الفتى الشرير كما كان يسميه في نفسه .

فوجيء شحاتة المسكين بأنه مكبلا من الخلف .. ولم يسعفه ذكاءه المحدود في إيجاد طريقة لتخليص نفسه .. فأخذ في البكاء والعويل .. دون جدوى .

ولسوء حظه في ذلك اليوم تأخر عم علي في القيام بجولته المعهوده .. وجاءت أمه لتسأل عنه فأجابها عم علي بأن جميع الأولاد قد غادروا المدرسة .. فأخذت تبحث عنه المسكينة في كل مكان حول المدرسة ......

وأخيرا وبعد حوالي ساعتين بدأ عم علي في القيام بجولته .. وعندما إقترب من الدور الثاني الموجود به الفصل .. سمع أنينا وبكاءا خافتا ..... فأصابه الذعر ودخل الفصل وإذا بالمفاجأة التي أزهلته .. فأخذ يسب ويلعن ويلقي باللوم على شحاتة وكيف فعل به هذا .. وكيف أنه لم يستطع تخليص نفسه ..... وقام بإخلاء سبيله .

وفي اليوم التالي .. جاء البريء علاء وكأنه لم يفعل شيئا وبالطبع جاء شحاتة ومعه أمه المكلومة ولديهما رغبة عارمة في الإنتقام من ذلك الولد الذي أصابهما بالرعب مدة تجاوزت الساعتين .

وأشار شحاتة على علاء فهرعت الأم مسرعة تجاهه تحاول الإمساك به لتذيقه بعضا من العقاب الذي يستحقه ...... ولكن الطفل الذكي علاء أسرع بالفرار والدخول لمكتب مديرة المدرسة التي فوجئت بالطفل يهرع إليها وعليه علامات الرعب والفزع .

المديرة : مالك يا ابني .. فيه إيه .. ما تخافش .
علاء : إلحقيني .. إلحقيني .. ولد إسمه شحاتة وأمه عايزين يضربوني .
المديرة : إزاي
أم شحاتة : تعالى يا بن ........ إن ما وريتك
المديرة : إيه ده يا ست إنتى .. إنتي فاكرة نفسك فين .
أم شحاتة : ( متجاهلة المديرة ) مش ها سيبك يا بن ........

المديرة تنادي على الفراش والمدرسين ويطردون الأم خارج المدرسة وتجلس لتهديء من روع علاء ( البريء ) وتهدد شحاتة ( الشرير ) بألا يتعرض له مرة أخرى !!

ويعود علاء وشحاتة إلى فصلهما وبداخل كلاهما شعور مختلف ..........

ومنذ ذلك اليوم ظهرت أعراض فوبيا العسلية تنتاب شحاته من آن لآخر .. وباتت العسلية عدوه اللدود .

محمد رمضان
23-02-2014

هههههههههههههههه
زنبها ايه العسلية دا انا بحبها
تسلم الأيادي

أنا من عشاق الأدب والأعمال الهادفة
وهذا ما وجدته هنا
تقديري

همسة عتاب كتب:: هههههههههههههههه
زنبها ايه العسلية دا انا بحبها
تسلم الأيادي

سلمك الله أختي الفاضلة الأستاذة همسة عتاب
وانا كمان بحب العسلية .. هههههههه .. بس ها نعمل إيه شحاتة
شقي وطماع وكان يستاهل .. ومع هذا فلي بعض التحفظ على تصرف علاء
شكرا أختي لمرورك الكريم .. تحياتي .. وجزاك الله خيرا .

شكرا أستاذنا الفاضل محمد رمضان
استمتعت بالقراءة
غريبة انى ما شفتها قبل بالمنتدي وكل هالردود عليها انت اخفيتها عنى 😊
قصة مميزة يستحق الولد شحاته هذا عقاب مناسب له
انت الولد علاء بالقصه صح
تستحق التقيم بانتظار جديدك
صحيح شو هي العسلية
بارك الله فيك وسدد خطاك
دمت بحفظ الله ورعايته

بالتوفيق

قصة مميزة يستحق شحاته

هذا عقاب مناسب له

وانا ايضا اقيمك

D.saad كتب:: أنا من عشاق الأدب والأعمال الهادفة
وهذا ما وجدته هنا
تقديري

أستاذي الفاضل D.saad كلماتك الجميلة أثلجت صدري
خاصة وأن هذه هي أول تجاربي الفعلية في كتابة القصة
فلسيادتكم خالص الشكر والتقدير .. وتحياتي .. وجزاك الله خيرا .

smile every morning كتب:: شكرا أستاذنا الفاضل محمد رمضان
استمتعت بالقراءة
غريبة انى ما شفتها قبل بالمنتدي وكل هالردود عليها انت اخفيتها عنى 😊
قصة مميزة يستحق الولد شحاته هذا عقاب مناسب له
انت الولد علاء بالقصه صح
تستحق التقيم بانتظار جديدك
صحيح شو هي العسلية
بارك الله فيك وسدد خطاك
دمت بحفظ الله ورعايته

بالتوفيق

وشكرا لك أختي الفاضلة وبسمة المنتدى المتألقة دائما smile every morning
وأكيد طبعا أنا مش الولد علاء .. وصعب أوي أكون زيه .. وأنا لو مكان علاء كان ممكن
أعلم شحاتة الأدب بالإتفاق مع أحد زملاء الفصل مثلا بضربه أو ما شابه ذلك .. ولكن إنتقام علاء
بصراحة كان قاسي جدا وكان ممكن تكون نتيجته أسوأ لولا ستر الله ......
أما العسلية فهي نوع من الحلوى مصنوعة من العسل الأسود ومغطاه بالسمسم وكانت من ألذ الحلويات المصرية
في السنوات الماضية ... تحياتي .. وشكرا لمرورك وتقييمك للقصة .. وجزاك الله خيرا .

عبقري
خير الكلام هذه الكلمة

nasertoba كتب:: قصة مميزة يستحق شحاته

هذا عقاب مناسب له

وانا ايضا اقيمك

شكرا أخي العزيز الأستاذ ناصر توبه

على هذا المرور والكلام الجميل والتقييم

تحياتي .. وجزاك الله خيرا .

» أيام صدام ـ قصة قصيرة ـ بقلمي
» قصة قصيرة
» قصة قصيرة الى حد ما
» قصة قصيرة
» قصة قصيرة عن الام