| النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:05 | |
| ثمّ نبعت مدرسة جديدة من المدرسة السابقة وانسلخت عنها، وأخذت على عاتقها سنة 7419 م بعد الحرب العالميّة الثانية ـ التغيير فى الأشكال مع التطوير فى المضامين إبتداءً فى شعر بدر شاكر السيّاب ثمّ نازكالملائكة وآخرين فكان الشعر الحديث (المسمّى بالشعر الحرّ) مرحلة جديدة، ومدرسة سرعان ماانتشرت فى جميع الأقطار العربيّة باعثة شعلة النهوض فى الفكر العربى المعاصر حاملة أشكالها ومضامينها هذا المفهوم العام لرسالة المواطن انطلق منه مضمون الشعر الحديث، وقامت الدعوة فيه على أساس من تسخير الشعر لخدمة الأغراض الإجتماعيّة والسياسية، والحضارية، وشجب دعوة الفن للفن، لأنّه ارتبط بالواقع، وجَنَّدَنفسه لهذا الواقع وخدمته وتطويره وطرح النقاد فى ظلّه شعار الأدب الهادف، لتحديد مضمون هذا الشعر الجديد، فلم يعد الشاعر فى حركة هذا الشعر يعيش بعيدا عن الشعب والأمّة بل اندفع بكلّ قواه يشارك فى المعركة المصيّرية، ويلهب أَتّونهابشعره المنبعث من تجربة حيّة، تمرّس الشاعر معها بأوضاع الكفاح، وحَمَلَ منها شَرَرَ القضيّة التى يؤمن بها. إذن يتميّزهذا الشعر الجديد بعودة الشاعر إلى الإرتباط بالحياة الإجتماعيّة والإقتصاديّة والسياسيّة. وقد أضاف، سبيلاً جديدة ـ إلى ما كان مألوفا ـ للتعبير عن هذه الرسالة الوطنيّة أو القوميّة، وهذا السبيل هو الغزل والحب الممزوج بالحرمان فهذا بدرشاكرالسياب فى أَغلب قصائده مثل (مطر... مطر) و(الأسلحة والأطفال) و غيرهما، يمزج هذا الحب والغزل بالقضايا الأساسية فى رومانسية حالمة ، فيلوّن صوره وينوعها ويبرزها فى طرحٍ يصوّرفيه المجتمع العراقى، والظلم، و رفض أشكال الإستعمار |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:08 | |
| 2- مدرسة المهجر ومفهوم الأدب...القّت مدرسة المهجر فى حركة التجديد مع مدرسة الديوان، ثم تخطّتها أشواطا فى تجديد الشعر، وتحريره من الجمهود، وتطوير مضمونه، والخروج به عمّا عرف قديما من موضوعات .
وأضحى أثرها فى توجيه الشعر قويّا وفاصلاً وكانت النماذج التى نسجها الشعر المهجرى للوجدان قوّية التأثير فى بعث روح الشعر بعد جموده حيثَ وجَّهت أفكارها إلى جوهره النَّقى، وشَقّت للشعر سبلاً لم يَعْهَدْها من قبل، على أَنّها أخذت من التُّراث بحذر. ومدرسة الديوان مقارنةً بمدرسة المهجر، محافظة، لأنّها أكثر إرتباطا بالتّراث، ولم تقطع الصّلة به، بل اعتمدت فى معركتها مع التقليديين على اطّلاع واسع من الشعر القديم، وتفاعل قوي مع الثقافة العربيّة بصفة عامّة ومع الثقافة الغربيّة بصفة خاصّة، فى حين كانت مدرسة المهجر تعتمد أساسا على الإلقاح الغربى ، متعاملة فى تفاعلها مع التراث العربى بقلّة وحذر. التجديد فىالشعر المهجرى تناول (الصياغة) و(المضمون) فسعى في (الصياغة) إلى التحرّر من الأشكال القديمة، وقصد البساطة فى التعبير وتجنّب الزخرفة اللفظيّة، وجعل القيمة الإنسانية فى الشعرأَعلى من القيمة اللسانية، وتخلّص من القوالب القديمة، وهدف إلى الأوزان الخفيفة، مع ميل إلى التنويع فى الأوزان ـ كما استغلّ أَساليب الموشّحات الأندلسيّة، وأَعطى اللفظة كلّ ما تحتاج إليه من الشاعرية فى المعانى، والإشعاع الروحى مع لذّة السحر، وحلاوة الموسيقى، وعذوبة النطق، وجمال التصوير، وعبق التعبير، حيث جعل اللفظة حالمة ندية مفعمة بالجمال والأسى والحسرات |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:11 | |
| أمّا المضامين؟ فقد كانت ثورة عارمة على الأغراض التقليديّة القديمة داعية إلى استيماء النفس الإنسانيّة، متنعّمة على الحياة منتظمة مايدور فيها من مشاكل الإنسان الإجتماعية والسياسية والإقتصاديّة. اتسم شعرالمهجر، بومضات الغربة الرومانسية، والذاتية الفردية لأنّ الشاعر فى الشعر المهجرى حبيسٌ لوجدانه وذاته حتّى فى حال اتصّاله بالشعور البشرى العام. فالشاعر هنا بصير بالأعماق الوجدانية مع تعدد نظراته للحياة،(28) وقد اختلفت هذه النظرة بإختلاف الشعراء إلّا أنّها كانت مشتركة فى الذاتية الفردية عند الجميع. إذن يتميّز أدب المهجر بالتجديد الطامح إلى الكمال، بخصائص قوية فى أشكاله ومضامينه، تحرّر من سيطرة القديم فى الأشكال بعد أن استوفى مالابدّمنه للصياغة الحديثة ونزعة التجديد والإنتقال من الإتباع إلى الإبداع والإعتداد بالشخصيّة الأدبيّة، لاجمود فى القوالب الجاهزة، ولا ميوعة فى المنابع المستحدثة نثرا أو شعرا. قد انعتق النثر من المدلولات الثابتة، والرواسب القديمة، وانطلق الشعر بأصوات كثيرة متنوّعة، وأوزان قصيرة ـ كما أسلفنا ـ وموشّحات تتبارى بالفن مع ما خَلَّفَتْهُ الأندلسُ. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:15 | |
| مدرسة الديوان كان نقد هذه المدرسة ينصب معظمه على فنّ الشعر، لعراقته من جهة، ولعدم بروز الفنون الأخرى من جهة ثانية، ونقدها أَغلبه نظرى، وأقلّه تطبيقى و أعضاؤها كلّ منهم متأثّر بنظريّة غربيّة اتّخذها مَثَلاً لهوأشهر مؤسّيسها: احمد شوقى (1932 م) والمازنى (ابراهيم عبدالقادر9419 م) وعبدالرحمن شكرى (1958 م)، والعقّاد (عبّاس محمود 6419 م) وغيرهم كثيرون وأهمّ مقاييسها: 1- الصدق: وهو التوافق بين شخصيّة الشاعر وشعره، ويقصدبه الصدق الفنّى الذّى يتضمّن صدق الشعور الذّى يعبّر عنه الشاعر ويصدر هذاالشعور منه عن مزاج أصيل لا تكلّف فيه وقد أوجب العّقاد على الأديب التزام الحقيقة النفسية وليست الحقيقة المتجرّدة كما وضع كلّ من العقّاد والمزاني مقياسا لشعرالطبع يتلخّص ى (صدقه وتأثيره) فإذا كان صادقا مؤثّرا، فهو مطبوع لا تكلّف فيه. 2- قوّة التعبير عن وجدان الأديب، فشعرالشخصيّة (الذاتية) الذّى أنتجه العقّاد والمازنى هو من جوهر نظريتيمها القائل: (إنّ شعرالشخصيّة: تعبير عن وجدان الشاعر) وهو لفى قمّة الذاتية حيث يعبّرعن (أغوار) الوجدان للإنسان العربى، وتكون به (حياة الشاعر وفنه) متطابقين، (أى شيئا واحدا) لاينفصل أحدهما عن الآخر، بمعنى لا ينفصل فيه الإنسان الحىّ عن الإنسان الناسج للنصّ. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:17 | |
| 3- الإعتراف بالتذوق الخاص (الشخصى): أعترف أَعضاء مدرسة الديوان بالذوق وسيلة أساسيّة فى النقد، ولكنّهم اختلفوا فى تفسير هذا الذوق، فعبد الرحمن شكرى ـ مثلاً ـ لايُسَلّمُ للذّوق الخاص وحده بل يرى أنَّ هناك ذوقا عاما يضاف للذوق الخاص يمكن أن يلتزم الجميع حدوده، فيقول عن الذّوق: «اجتمع أعظم المصوّرين فصنع كلٌّ صورةً أَملاها عليه ذوقه، وزعم أَنّها بلغت غاية الجمال، إذا رأيتها، وَجَدْت إختلافا عظيما يَنَبِّىءُ عن مثلِهِ فى أذواق هؤلاء المصوّرين، ورُبّما كان بين الرسوم ما يستمجه بعضهم على أنّك لَو قُلتَ لهم ما يَسْتَحلّوُنَ من معانى الجمال، عَجبْتَ لإختلافهم فيما يعرضون عليك»(30) أمّا العقاد والمازنى، فمع إعرافهما بالذوق العام يميلان دائما إلى الذوق الخاصّ، ويعطيان له الأولوّية فى مسائل النقد والنتاج الأدبى. إنّ جماعة الديوان، النّقاد منهم ـ يُقَوِّمونَ الجانب الفّنى فى العمل الأدبىّ من خلال انطباعاتهم الشخصيّة فهم فى الحقيقة نُقّاد تأثريون. 4- الحرص على التقويم: حرص أعضاء جماعة الديوان فى نقدهم للنصوص الأدبيّة على التقويم والتوجيه أكثر من حرصهم على التفسير والتحليل وقديكون هذا الإتّجاه ممّا يتماشى مع طبيعة النقد الأدبى فى تراثنا الأدبى. إنّ الظروف التّى تولّى فيها أعضاء جماعة الديوان مهمّة النقد الأدبى، ساعدت دونما شكّ على دفعهم نحو هذا الإتّجاه فهم فى الواقع لم يكونوا نُقّادا فحسب وإنّما كانوا يخوضون معارك التجديد، وهم يثورون على الكلاسيكيّة القديمة فى النقد العربى القديم. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:20 | |
| كما أنّ هؤلاء النقاد، قيّموا الأدب من خلال النظريّات الغربيّة التّى تأثّروابها، ونظروا إلى الأعمال الفنيّة كلّها من خلال مواقف فكريّة عامّة واحدة على الرغم من خلافاتهم الفكريّة الأدبيّة فيما بينهم. علاوة على أنهم كما أسلفنا من قبل ـ يهتمون بالتقويم ويهملون ـ أحيانا التحليل والربط للنماذج بعضها مع بعض، ويحتفلون بإطلاق الأحكام العامّة، و الأحكام التّى تعكس أذوافهم الشخصيّة. 5- الإهتمام بالمضمون: إنّ الإهتمام بالنقد عندأعضاء جماعة الديوان يقوم أساسا على العناية بالمضمون والإهتمام به أكثر من الشكل وهذا الذى دفعهم الى القول بأنّ كلّ كلامٍ لم يكن مصدره صحّة الادراك، وصدق النظر فى استشفاف العلاقات، يكون هُراءً ولا محلّ له فى الأدب إذن تغيرالحياة الفكريّة، والإطلّاع على الأدب الغربى وفلسفته، وعوامل أخرى كثيرة؛ دفع أعضاء جماعة الديوان إلى الإهتمام بالمضامين أكثر من الأشكال، فقد شُغِلت أذهانهم بالثقافة العلميّة والفلسفية، من أجل ذلك نزعوا إلى مزج العلم بالفلسفة مع الكثيرمن المناذج الأدبيّة. 6- النقد العلمي الفلسفي: كان العقّادُ أسبقَ من المازنى وعبدالرحمن شكرى إلى النقد العلمى الفلسفى فهو يرى أَنَّ الشكرى والمازنى، (غَيَّرا) منهجيها فى القراءة حيث إلتفتا إلى النقد العلمّى والفلسفى بعد أنَ كانت القراءة عندهما شاخصةً إلى النقد الأدبّى المحض على أسلوب الغربيين من مثل (ماكولى) و(ماكس نوردو)و(المبروزو) و(السنج) و(ـ نيشته)وغيرهم. وقد كان أدباء الديوان هؤلاء يعتزون بأصولهم، وتراثهم التاريخى، فهذا خليل مطران يصف قلعة بعلبكَّ ويفخربها متذكّرا أيّام صباه فى مدينته الّتى عاش فيها أيّام الصّبا بأحلامه وآماله وطموحه فيقول: (خفيف) همّ فجر الحياة بالإدبار | فإذامَرَّ فهى فى الآثار | والصّبا كالكرى نعيمٌ ولكن | ينقضى والفتى به غيرُ دارٍ |
|
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:27 | |
| 4- مدرسة أبولو:(32)كان مؤسّس هذه المدرسة الشاعر المصرى الدكتور أَحمدزكى أَبوشادى (1892 مـ 1955 م) وهى إمتداد لمدرسة الديوان، فقد تأثّرت بها، وانبعثت من خلال الصراع العنيف الذى داربين شعراء التقليد وشعراء هذه المدرسة ونقّادها، كانت مدرسة الديوان من قبل تهتم بصياغة النظريات التجديدّية أكثر من أهتمامها بصياغة النّص الشعرى، وحينما جاءت مدرسة أبوللو عكست الأمر فاهتمت بصياغة النصّ الشعرى أكثر من إهتمامها يصياغة النظريّات.(33) مدرسة أبوللّو تيار نشأمنذوفاة سعدزغلول (1927 م) أو قبيل ذلك، وقد تميّز هذا التيار بشيئين مهمين: هما الوجدان الذاتى، والتعبير الرمزى. بدأت هذه المدرسة ترسل شعرها غناء ذاتيا متفجّرا عن عواطف جياشة، ووجدان منفصل حزين وقد تطوّرت هذه المدرسة عندما صدر العدد الأوّل من مجلّة أَبوللّوفى (سبتمبر) سنة 1932 م حيث أُعلنت جميّعة تتألّف مَن أحمد شوقى (1932 م)رئيسا وخليل مطران وأحمد مُحَرَّم نائبين للرّئيس، والدكتور أحمد زكى أبوشادى (1955 م) سكرتيرا، وأعضاؤها: الدكتور إبراهيم ناجى (1935 م)، والدكتور على العنانى، وأحمد الشايب، وسيدابراهيم وعلى محمود طه (9419 م) ومحمود أبوالوفا، وحسن القايانى و حسن كامل الصيرفى(34) ثمّ جُدّد الإنتخاب سنة 1933 م، فأصبح خليل مطران رئيسا، وابراهيم ناجى وأحمد محرّم نابئين، للرّئيس، وأحمد زكى سكرتيرا، والبقيّة من الأدباء أعضاء ثمّ ضمّت هذه المدرسة الكثيرين من الشباب فيما بعد. |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:29 | |
| إنّ التجديد فى نظر هؤلاء الشبّان فى البداية، لم يكن معنىً كامنا فى نفوسهم قاصدين إليه قصدا، بل كان خواطرومضات فنيّة، وفورات يعبرون عنها من خلال نتاجهم الشعرى المتنوّع النزعات ومن خلال نظراتهم النقديّة فهم يدعون إلى الوحدة العضويّة للقصيدة؛ ويؤكّدون على التحرّر البيانى و الطلاقة الفنيّة ويستحثون الشخصيّة الأدبيّة على الإبداع والإبتكار، وينهونها عن اجترار الماضي، ويريدون منها الإبتعاد عن الأغراض التقليدية، و الوفا وللعصر الذّى تعيش فيه بأن تعكس الحياة والطبيعة. كانت الفكرة فى نتاج هؤلاء الشعراء منسجمةً مع الخيال والشعور (العاطفة) حيث مزج أفراد هذه المدرسة بين الوجدان والعقل، فخرجت تجارُبُهُمْ مشرقةً متّسمة بطبع دقيق تتوهج فيه الرؤيا الشعريّة والإنفعال الحارّ، فانطلقت مضامينهم، واتّسعت للشعر الوجدانى، وشعر الطبيعة الّتى إمتزج بها بصورته الصوفية الفلسفيّة، عن طريق الإيحاء الرمزى. حاولت قوالب هذه المدرسة الإنفلات من أسراالتقليد والجمود، فنتوعت فى القوا فى والبحور، أحيانا، وتحررت من القوا فى أحيانا أخرى. وجدّدت فى الأشكال حيث ظهر فى نتاجها أنواع من القصص والمسرحيّات الشعريّة إلى جانب الفيض الشعرى وهى لم تكن مدفوعة بفطرتها إلى التجديد بل بادراكها الحاجة إلى التجديد بعد تناولها النتاج الشعريالسابق بالدرس والتحليل الناقد. وكان أبوالقاسم الشابي يرى:«أنّ المدرسة الجديدة تدعو إلى أن يحدّد الشاعر ماشاء من أسلوبه وطريقته فى التفكير، والعاطفة، والخيال، وإلى أن يستلهم ما يشاء من كلّ هذا التراث المعنوي الّذى يشمل ما ادّخرته الإنسانيّة من فَنّ، وفلسفة ورأي، ودين، لافرق فى ذلك بين ما كان منه عربيّا أو أجنبيا، وبالجملة، فانّها تدعوإلى حرّية الفّن من كلّ قيديمنعه الحركة والحياة». |
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:34 | |
| ويمكن أن نلخّص عمليّة التجديد عند أصحاب هذه المدرسة فى ثلاث نقاطٍ هى: 1- التجديد فى البناء الفنّى
2- التجديد في البناء الدّاخلى.
3- الغاية الشعريّة (هدف الشعر)(35)
أوّلاً التجديد فى البناء الفنّى الخارجىّ:
ويشمل أنواع اكثيرة منها:
1- التجديد فى الألفاظ: فقد ابتكر شعراء أبوللّوفى الألفاظ، وَحَمَّلُوها دلالات تختلف عن دلالاتها القديمة،
وقد أعانهم على ذلك استخدام التعبير الرمزى لمثل هذه الألفاظ فى كثيرمن المواقف
فقد رأينا ألفاظ أصحاب هذه المدرسة شيقة فى قصائدهم السحرية، مليئة بالأطياف والظلال،
والسكون الشمسي، والعطر المفضض، والشفق السحرى، والليل الأبيض، والنور الهادئ
والخواطر المذعورة وكان أبوشادى من أوائل الذين أدخلوا هذه الألفاظ فى شعرنا الحديث،
وله قصائد كثيرة تحمل ألفاظ من مثل (بلوتو) و(برسفون) و(إيليا وصموئيل) و(ديوس) و(پودوبا).(36)
- التجديد فى العروض، ويمكن أن نلخصه فى:
أ: ألشعر الحرّ (الحديث): وهو مالم يتقيّد بقافية، ولا بتوازن بين الشطرين
ب: الشعر المرسل: وهوما يلتزم فيه البحر الواحد مع تحرر من القافية
ج: الشعر المنثور: وهو ما لا يتقيّد بوزن ولا قافية
د: الشعر القصصى: وهو قصص تعتمد على نقش شاعريّة، تتجاوب إيقاعاتها مع أعماق الإنسانية الداخليّة....
نستطيع أن نجمل التجديد الذي نادى به شعراء(أبوللّو) بمايأتى:
أ: ألألفاظ
ب: الشعر الحرّ
ج: الشعر المرسل
د: الشعر المنثور
ه: الشعر المترجم والمطولّات التأملّية
و: الشعر القصصى
ز: الشعر التمثيلى
ح: الشعر العلمى
غير أن هذه المحاولات التجديديّة فى شعر أصحاب هذه المدرسة
لم تكن بمستوىً واحدٍ كما هى الحال عندمعاصريهم من شعراء القصيدة العموديّة.(37)
|
|
| |
عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: النقد الأدبّى الحديث...الدكتورعلي أوسط ابراهيمى 25/3/2009, 11:44 | |
| ه مقاييس النقد الأدبىإذا كان النقد ضرورة من ضروريات الحياة لانستغنى عنها مادامت تتطلّب التقدم ومحاولة البراءة من النقص والتخلّف فمن الطبيعى أن يتناول النقد جميع مقوّماتها العلميّة والفنيّة والإجتماعيّة والسياسيّة لعلّه يصلح ما فسد، ويعين على الترّقى، ويهدى الباحثين والعاملين إلى أهدى السبل و أسمى الغايات لهذا اختلف النقد أو تعدّد بتعدّد نواحى الحياة فمنه 1- النقد السياسي الذّي يتّخذمقاييسه من أصول الحكم، والقوانين الدولية، والبراعة التّى تفيد الدّولة وتدعم سلطاتها داخليّا وبين الدّول جميعا. 2- ومنه النقد الإجتماعى الّذي يعتمد في كيانه على تقاليد الأمّة، ومايسيرعليها حياتها،ويحمى أفرادها وأسرها وأخلاقها من الفساد والتدهور، وعلى جميع ما يرضى الكافّة، ويجعل الأفراد مهذّبين صالحين لمسايرة التقدّم والنّجاح 3- وهناك النقد العلمى المتّصل بالطبيعة والكيمياء والريّاضيّات ونحوها ،(38)وهو خاضع لهذه المناهج النظريّة والتطبيقية (التّكنولوجيّة) التّى وضعت لكلّ علم، وإن كانت كلّها مشتركة فى صحّة المقدّمات وسلامة التجارب ودقّة الإستنباط والتجرّد من الأشياء الذاتيّة، إذ كانت المسائل العلّمية ظاهرة عقليّة موضوعيّة تتناول الحياة، كما هى فى الواقع دون أن يكون الذّوق أو المزاج فيها نصيبٌ. 4- وهناك النقد الفنّى، وهو كذلك خاضع لأصول عامّة تصلح للفنون الرفيعة كلّها من رسم وتصوير وادب وموسيقى ونحت من ذلك صدق التعبير، وقوّة التأثير وجمال الخيال ومراعاة التناسب، ومع ذلك فلكلّ فن منها مقاييسه النقديّة الخاصّة تبعا لطبيعته، و وسيلته فى الأداء، وهى متأثرة حتما بالذاتية اى بهذا الذّوق الفنّى لكلّ ناقدولسنانريد هنا التوّرط فى اصول النقد العلمىّ ولا الفنىّ العام وإنّما أشرنا لنفرغ منها إلى النقد الأدبى وخاصّة إذ كان نوعا من أنواع النقد يكون فنيّا أو مزيجا من العلم والفنّ كما يمرّتحقيق القول فى ذلك. الثانى: والنقد الأدبى خاصّ بالأدب، وإذا كنّا نفهمه بالمعنى العام أى تفسير الأدب وايضاحه فنستطيع أن نعدّ من أنواعه مايلى: اوّلاً: النقد التاريخى الذّى يشرح الصّلة بين الأدب والتاريخ فيتّخذ من حوادث التاريخ السياسى والإجتماعى وسيلة تفسير الأديب وتعليل ظواهره وخواصّه. ثانيا: النقد الشخصى وهو الذّى يتّخذمن حياة الأدب وسيرته وسيلة لفهم آثاره وفنونه وخواصّه الغالبة عليه فإن الأدب صادر عنه مباشرة ليسهل بذلك شرحه وتعليل أوصافه. ثالثا: النقد الفنّى وقد قلنا من قبل انّه أخّص الأنواع وأولاها بمن يريد فهم طبيعيّة الأدب وبيان عناصره، وأسباب جماله وقوته ورسم السبيل الصالحة للقراءة والإنشاء، وهو عندى أحقّ الأسماء بهذه التسمية، فهو النقد حقّا وماسواه من الطريقة التاريخيّة أو الشخصيّة تفسير، وإن كان بلاشكّ يعين عَلى صحّة النقد الفنى وعلى سلامة أحكامه من الغموض والضلال وهو المنهج النقدىّ 3- وإذا استتقصينا مظاهر النقد الأدبى فى تاريخ الأدب العربى والفارسى وجدناها كثيرة منوّعة فنقد لفظي ، واخر معنوي، وثالث موضوعي، ومن اللّفظى ما هو لغوى أو نحوىّ أو عروضى أو بلاغى، ومن المعنوى ما يتصّل بابتكار المعانى أو تعميقها أو توليدها أو أخذها ثمّ ما يتصّل بالأخيلة وطرق تأليفها لتصوير العاطفة، ثمّ العاطفة الصّادقة والمصطنعة ومن الموضوعى ما يليق بكلّ مقام من المقال أو الفنّ الأدبىّ الخاص حتىّ غلواو حاولوا أن يقصروا الشعر على فنون دون النثر و يمكنك الرجوع إلى ذلك كلّه فى الموشّح للمرزبانى، والصناعتين للعسكرى والبيان والتبيين للجاحظ، والموازنة للآمدى، والوساطة للجرجانى، ودلائل الإعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجاني وحدائق السّحر للرشيد الوطواط ولن تتّسع هذه الصفحات لايراد الأمثله لذلك فارجع إليها فى مظانها المذكورة. |
|
| |
|