11) اتجاهات الشعر الأندلسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري / الدكتور نافع محمود ص 118
12) الأدب الأندلسي / للدكتور منجد مصطـفى بـهجت ص 87
استعان الشاعر في هذه الأبيات بالآيات القرآنية بصورة
مباشرة( وقد ظهر تأثره الواضح بالقرآن الكريم ) في نقل ورسم
هذه الصور في قوله تعالى ( {تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ }الملك
*
وقوله تعالى ( {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } )**
وقوله تعالى ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ( )
3) م
عارضة المشارقة للأندلسيين (نونية ابن زيدون عارضها كثير من المشارقة منهم احمد شوقي ،
وكذلك قصيدة يا ليل الصبّ التي عارضها الكثيرون
قال احمد شوقي معارضاً ابن زيدون في نونيته المشهورة :( يا نائِحَ الطَلحِ أَشباهٌ عَوادينا نَشجى لِواديكَ أَم نَأسى لِوادينا ) ( 14)
الخاتمة
بعد هذه اللمحة السريعة للمعارضات تتضح عدة أمور منها إنَّ المعارضات تكاد تكون
سمة لذلك العصر سواء كانت ( في الشعر أم في النثر أم في الحياة الاجتماعية ) والمعارضة
الشعرية ظاهرة إبداعية خارجة عن التقليد لأنَّ الشاعر قد يصوغ الفكرة صياغة جديدة
وهذا ليس تقليداً ويضيف الدكتور محمد شهاب العاني (إنَّ الشاعر صاحب الموهبة يستطيع أن
ينظم قصائد ليس فيها معارضات ويتجه للمعارضات لإثبات الذات ) بالإضافة إلى أنَّ
المعارضة لم تقتصر على الشعر في العصر العبّاسي فقط كي تكون تقليداً
إنما كانت لمختلف العصور.ويرى الدكتور محمد شهاب
العاني ( إنَّ نظرة أهل الأندلس للمشرق أنَّها القمة الراقية التي لابُدَّ من الوصول إليها بما أنَّها عاصمة
الدنيا فينظرون لها نظرة انبهار وديدنـهم هل يستطيعون الوصول إليها ) فهو إن دلَّ على
إنما يدل على الإبداع كما لا اُنكر انه كانت معارضات سائرة على التقليد والتي قال فيها الدكتور
محمد شهاب العاني (بعض العلماء يقولون : إنَّ الشاعر لا يبدع وإنما يتكيء على قصيدة ويحاول أن يسير على منوالها
ولكن اشهر ما قيل في المعارضات أنَّها إبداع ، والله اعلم .
________________________________________