عم عبد الظاهر بتاع البطاطا

جلس عم عبد الظاهر بتاع البطاط ليلة الجمعة مع الحاجة أم سعيد زوجته التى كانت تحاول اقناعه بضرورة الذهاب الى الأستفتاء
فقد قالت له وهى جالسة تعد له كوب من القهوة المحوجة التى فاحت رائحتها فى ارجاء منزلهما المتواضع
فى حى بركة الفيل بالسيدة زينب بعد ان تناول عشاؤه الشهى الملوخية مع ارجل الدجاج المسلوقة
ورغيفين العيش والخيار المخلل حيث قالت له لازم تروح بكرة عشان تفتى فرد عليها أفتى ايه يا ولية
هو انا الشيخ على جمعة ولا الشيخ طه الفشنى ده انتى ولية مخك طاقق خلصى القهوة عشان عايز انام
عشان بكرة رايح ميدان التحرير خلينا نشوف رزقنا ورزق العيال فردت عليه انا هاروح الواد ابراهيم العجلاتى
قال لى ان اللجنة فى مدرسة احمد ابنه هنا جنب البيت فنظر اليها وهو يحتسى كوب القهوة المعتبر
وينفث دخان الشيشة التى ورثها عن المرحوم ابوه وهز رأسه ونادى على ثريا ابنته ذات العشرون عاما
التى لم تتزوج وتنتظر ابن الحلال وهى المتعلمة الوحيدة فى عائلته وحاصلة على الاعدادية وردت عليه ثريا
عايز ايه يابا فقال لها شوفى امك يا بت احسن جالها لطف فى عقلها آل عايزة تروح الانتخبات
عشان ترجع واخدة بشلة ولا طلقة خرطوش ثم تمتم فى سره قائلا خرطوش ياخدك ونخلص منك
فردت عليه زوجته قائلة بتقول ايه يا عبظاهر فرد لا ولا حاجة روحى يمكن تطلعيلك بكيس سكر
ولا ازازة زيت اهو احنا اولى فردت عليه يا عبظاهر هو الحداية بتحدف كتاكيت
انا رايحة عشان الشيخ فاروق فى الجامع يوم الجمعة كان بيقول لازم كل الناس رجالة وستات
يروحوا يفتو عشان مايبقاش حرام وانا يا خويا مش عايزة ارتكب حرمانية أه .
عند هذا الحد وقف عم عبد الظاهر متمطعا ورفس شيشته برجله وقلب كوباية القهوة على صينية ام سعيد
وقال لها تصدقى يا ولية ان انتى عكننتى مزاجى بعد شقى طول اليوم انا نازل اقعد على القهوة ومش نايم
يخرب بيت النسوان اللى عقلهم باظ من التلفزيون اللى جابنا ورا انا غاير من وشك عشان تستريحى
وقام عبد الظاهر وارتدى جلبابه فوق السروال والسديرى ولف الكوفية على رقبته ولبس الطاقية ام زر
وخرج للشارع وتنفس الصعداء وكأنه كان يحمل ثقلا على صدره وهو جالس مع ام سعيد
ومشى عم عبد الظاهر الى ان خرج من الحارة التى يسكن بها فوجد ابو سامية بائع الترمس
يركن عربة الترمس بجوار منزله تحت ضوء مصباح خافت هو الوحيد الموجود بالحارة
بعد يوم شاق فرمى عليه السلام قائلا سلامو عليكو ياابو سامية فرد عليه وعليكو ياابو سعيد
فسأله عبد الظاهر كنت فين النهاردة فقال له كنت عند الاتحادية بقالى تلات تيام مع الجماعة المعصومين
والله يا اخى الجماعة دول مش هايجيبوها لبر أل ايه عايزين الريس يمشى شفت يا اخى الفجر بتاع البشرية
وعايزين الريس يشيل الدستور او يلغيه حاجة كده يعنى هو الريس ده شغال عندهم الا هو ايه الدستور ده ياعم عبده
فرفع عبد الظاهر طاقيته ام زر لاعلى وادخل انامله تحتها برفق واخذ يهرش فى رأسه ثم قال له انا ناقصك يأبو سامية
هاتبقى انت والمره فى البيت ادينى سجارة فأخرج ابو سامية من جيب السديرى تحت الجلباب علبة السجاير السوبر
واعطاه سيجارة واشعلها بالكبريت فأخذ عم عبد الظاهر نفسا عميقا وقال له شوف بقى ياسيدى الدستور ده
حاجة كدة زى ماتقول ........ يا عم انت هاتقرفنا ليه ماتيجى نقعد على قهوة حنكش نخبط لنا حجرين وكوباية شاى
فى الخمسينة نعدل الطاسة ونكلم فى السليم أه ماهو لازم نظبط الجمجمة عشان الكلام فى الدستور ده مش سهل
أه اشواخد بالك انت .... يله بينا ياعم عبظاهر بس الشاى على حسابك ماشى . خلاص ياعم على حسابى .
جلس عم عبظاهر فى ركن من القهوة بعيدا عن برد الشارع ومعه صديقه ثم نادى على حنكش
هات لنا يابنى اتنين شاى فى الخمسينة سكر بره وعمر لنا شيشتين على مزاجك ...فرد ماشى يا معلم
وهنا سأل ابو سامية عبظاهر وقال له ها ياسيدى قول بقى ايه هو البتاع ده اللى قرفينا بيه اللى اسمه الدستور
فوضع عبظاهر رجل على رجل وقاله يا سيدى الدستور ده هو ان فيه ناس عايزة حاجات وفيه ناس عايزة حاجات تانية
وعشان كده عاملين قلق مع بعض بس برضه احنا كسبانين أه ماهو لو ماختلفوش مع بعض كان زماننا مش شغالين دلوقت
لاانا بعت البطاطا ولا انت بعت ترمس احنا عايزينها تهيص أه مهو رزق الهبل ع المجانين واحنا ياعم هبل بس نكسب ونعيش أه .....
ففتح ابو ساميه فاهه وكادت الريالة تتساقط من فمه وقال هو ده الدستور يا عم عبظاهر ...... فرد لا لسه انت عارف ان الدستور
( بفتح الدال) ده اتعمل ازاى ده جماعة كدة اللى هما الكبرات يعنى بتوع البلد والاخوان هما اللى قعدوا قاعدة عنب كده
وجابو واحد خطه كويس وقعد يكتب اللى هما بيقلوه يعنى زى المحضر كده .
بس بيقولو ان هما سلقوه يعنى ولا مؤاخذة كتبوه على ورق كرنب وسلقوه فى الميه وقالوا هو ده الدستور
واللى مش عاجبه يشرب مية الكرنب مفيدة برضه ها ها ها وظهر عدم الاقتناع على صديق عم عبظاهر
فقال له انا حاسس انك مش فاهم حاجه يا عم عبظاهر فرد عليه تصدق واللى خلقك ان ما حادش فاهم حاجة
فى السيدة زينب كلها أقولك فى البلد دى كلها وناس شاغلة دماغها بالفاضى وعمالين يقطعوا فى بعض وابقى قابلنى
لو حد نجح فى الانتخبات دى فرد ابو سامية بس محدش مترشح على ما سمعت فى انتخبات الدستور ياعم عبظاهر
فرد ازاى بقى ماعندك البيه عمرو موسى وسيد العدوى ده بتاع الوفد والراجل ابو شعر ابيض ده محمدين ...
فرد ابو سامية محمدين مين ياعم الحاج اسمه حمدين ......الله ينور عليييك . ايوه ىا سيدى والبرادعى
ووائل الابراشى ومحمود سعد بتاع التلفزيون والناحية التانية مترشح الشيخ ابو سماعين والبلتاجى والشيخ صفوت
والراجل ده اللى اسمه خيرى الشاطر وطبعا المرشد الا هما سموه مرشد ليه هو كان شغال مع البوليس ايام حسنى مبارك ..
عرفت بقى ليه الحرب دى لانهم كلهم عايزين يمسكوا البلد يا معلم ماهما ربنا مديهم انما احنا غلابة يا ولداه لكن برضه يا عم
احنا بنعرف ننام بعد الشقى طول النهار واهى مستورة والحمد لله .
عم عبظاهر محدثا صديقه ياه الساعة بقت واحدة قوم يا عم خلينا نروح عشان نصحى نشوف اكل عيشنا بلا دستور بلا هم ...........تعالى يابنى حاسبنى ..ولا اقولك خليها ع النوتة ماهو كل حاجة بقت ع النوتة الا بقولك يابو سامية هى اللحمة بكام دلوقت .؟ فضحك ابو سامية وضرب كفه
على كف عم عبظاهر وغادرا المكان والزمان .
مصطفى عبد العاطى .

تسجيل حضور وعودة بعد ذلك

أستاذ مصطفي
مضمون في منتهي الأهمية وحضرتك عملت زي الجراح الي بيستخدم المشرط لكن عشان يداوي المريض
اعجابي الشديد بطريقك في تناول القضية بشكل بسيط ومش معقد

أستاذي القدير

لقد جعلتني أحسد عم عبد الظاهر وأبو سامية

فهما بعيدين عن ( هرشة الدماغ ) التي يحياها أهل مصر

فلهما دولة خاصة

دولة الرزق والحياة البسيطة

امتعني وصفك الدقيق لكل شاردة وواردة

وأقول بصدق


هنا تعلمت


.

استاذ مصطفي انت بجد اخدتني لجو الحواري اللي واحشني اوي ونفسي اعيشه تاني

تايتنك كتب:

أستاذ مصطفي
مضمون في منتهي الأهمية وحضرتك عملت زي الجراح الي بيستخدم المشرط لكن عشان يداوي المريض
اعجابي الشديد بطريقك في تناول القضية بشكل بسيط ومش معقد

اختى الفاضلة تيتانيك
اشكرك على تواجدك فى صفحتى واشكرك لوصفك الجميل لموضوعى واشكرك على اعجابك بمضمون تناولى للقضية
حفظ الله مصر من كل سوء .
تقديرى لحضرتك

كابتن أحمد منصور كتب:

تسجيل حضور وعودة بعد ذلك

كابتن احمد حضورك على الراس والعين وفى انتظار عودتك ان شاء الله .
لك احترامى .

أكرم عبد القوي كتب:

أستاذي القدير

لقد جعلتني أحسد عم عبد الظاهر وأبو سامية

فهما بعيدين عن ( هرشة الدماغ ) التي يحياها أهل مصر

فلهما دولة خاصة

دولة الرزق والحياة البسيطة

امتعني وصفك الدقيق لكل شاردة وواردة

وأقول بصدق


هنا تعلمت


.

استاذنا الحبيب
هذا جزء كبير من شعب مصر الغلابة الطيبين لا يهمهم الا الحصول على قوت يومهم فقط وأكلة حرشة اخر النهار مع حجرين شيشة وكوباية شاي او قهوة وينام قرير العين .وخلصت الليلة .
استاذنا المحترم
العفو فنحن من يتعلم منكم .
لك كل احترام وتقدير .

نيفين عادل كتب:

استاذ مصطفي انت بجد اخدتني لجو الحواري اللي واحشني اوي ونفسي اعيشه تاني

الأخت المحترمة نيفين اسعد كثيرا بتواجدك فى مواضيعى وبجد جو الحوارى هو جو كل مصرى اصيل لان الحارة مجتمع لوحده تحكمه عادات وتقاليد جميلة ما بين ابناء الحارة كلهم اخوة مسيحيين ومسلمين متعلمين اوغير متعلمين فيخرج من الحارة العلماء والاساتذة وغيرهم فى كل المجالات .
تمنياتى لك بزيارة الى احدى حوارى مصر كى تعيشى هذا الجو الجميل .
أختى الفاضلة لك كل تقدير واحترام .

رهيبه بسانا لاحظت انه بيشرب سجاير وشيشه يعني من كله
لكنو بصراحة انسان بسيط زيه زي كل الناس اللي عايزة تعيش ونفسها تعيش في سلام
كنت هنا
واعجبتني القصه