أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 37125 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: حلمبوحة بتاع التت 10/5/2008, 16:06 | |
| في سفر من أسفاري استقليت القطار ... ففوق أنه ينهب الأرض نهبا إلا أنه .. كم يكون القطار ممتعا عندما يسير في بلادي ... نعم فهو يسير بك ألف كيلو ولا تنقطع الخضرة عن عينيك أبدا ... كم هي طيبة رائحة الحقول ... ورائحة المصانع ... ورائحة الآثار .. كل ذلك يمر عليه القطار ... أثار وسط الحقول .. مصانع وسط الحقول ... ولكني الآن أشم رائحة جديدة شممتها كثيرا .. ماهذه الرائحة ... نظرت بجواري لمصدر هذه الرائحة فوجدت جاري بالكرسي الملاصق قد أخرج عدة كتب ويقلب فيهم ...... هااااه .. إنها رائحة العلم ... رائحة الكتب ... كم أنت طيبة الروائح يا .....
مالك يابني ...... سرحان في إيه .... عبارة أطلقها صاحب الكتب أخترقت جدار الصمت بيننا
قلت له .... أبدا بسلي نفسي بهذه المناظر الخلابة
مد يده بكتاب وقال ... خد سلي نفسك بالكتاب ده .... ومد يده بدوسيه مملوء ورقا
قلت وأين الكتاب
قال ... هذا هو الكتاب ... أقصد ما سوف يكون .. فأنا ذاهب للمطبعة الآن لطبعه ... أقرا واعطني رأيك
قلت ... وفي أي شيء يتحدث هذا الكتاب
قال ... في علم النفس ... فهو يحكي قصة أحد المرضي النفسيين .... أصل انا طبيب نفسي
قلت ... يعني قصة مش كتاب
قال .. بل كتاب ففيه ذكرت الداء وذكرت تشخيصه وعلاجه وضربت مثلا بإحدي الحالات ... اقرأ وسوف تفهم
فتحت الدوسيه .. أقصد الكتاب ... فشدني عنوانه
كيف تعامل أقزام العقل والفكر قلبت في محتواه حتي أري كم ستستغرق قراءته ... فشدني عنوان داخلي آخر ... يقول ... فيه المؤلف الطبيب
" ومثل هؤلاء المرضي علاجهم عسير وفهمهم قليل وكلامهم كثير وفعلهم ضئيل ... مثل هذا المريض الذي أعياني في مداواته .. وما زلت أذكره .. واسمه "
حلمبوحة بتاع التت
حلمبوحة طحلب صغير نشأ في بيت متهالك في شارع كبير ذات يوم كان أبوه جامع القمامة يرمم البيت فوجد تحته كنز كبير انتعشت أسرة حلمبوحة وتناست فقرها وأكلها لبقايا القمامة التي كان يجمعها الأب تناست يوم أن كانت تجتمع علي مائدة الفضلات ... والفتات الذي يلقي لهم من الأسياد تناست الأسرة تقاسمها المعيشة مع الجرزان ... أخذ كل منهم يشق طريق التمرد .... فصحب حلمبوحة الراقصات تتلمذ وتعلم فنون الرقص حتي أصبح يتسائل ... كيف تكون الحياة بدون التت ... ؟ ولكن الأب في هذه الأثناء أراد أن يمتص طاقة حلمبوحة الشريرة فلم يجد سوي أن يشتري له جهاز كومبيوتر ليفرغ حلمبوحة طاقته في النت ... ففرح حلمبوحة ولكنه للأسف لم يجد فرقا ما بين التت والنت .. مارس هوايته اللعينة وهي الرقص .. ولكن في هذه المرة بالكلمات ... فلم يتمالك أبوه نفسه .. حيث ذهب لرجل حكيم يقطن نفس الشارع وحكي له عن معانته مع ابنه ...
فقال الحكيم للأب ... أرسله لي ... فذهب حلمبوحة للحكيم ...
قال الحكيم لحلمبوحة بهدوء .... يا ولدي . لأعطينك أداة إن أحسنت استخدامها فهي للخير جامعة وللشر مانعة ... وإن أسئت استخدامها فهي داهية جامحة ..... كل ذلك وحلمبوحة ينتظر بشغف شديد .. ماذا سيأخذ ... فإذا بالحكيم يخرج مقص من طيات ملابسه ... وإذا بحلمبوحة يطير صوابه ولم يصدق نفسه .. فالتقط المقص بحركة خاطفة وجري ... فإذا بالجار يصيح فيه .... يا ولدي إن لهذا المقص عليك حق فلا تستخدمه إلا في ....... !
لقد طار حلمبوحة بمقصه دون أن يستمع الي ما له وما عليه من حقوق ... طار حلمبوحة قبل أن يسمع متي يظهر مقصه ومتي يخفيه ... وما أن رأي وهو في طريقه أولاد أكابر الشارع فمر أمامه شريط الذكريات المؤلمة وقال في نفسه .... هذا الذي كان يعطيني ملابسه القديمة لأرتديها .. أنا اليوم أغني منه ... وهذا الآخر كان يحضر لنا فتات مائدته ... هههه أنا معي المقص !!!... وهكذا تظهر عفونته الفكرية .... فإذا به يشهر مقصه في وجوههم وبضربات متلاحقة بمقصه لو رآها عنترة لحسده عليها ... وإذا به يفقأ عين هذا ويجدع أنف هذا ويقطع أذن هذا ويبقر بطن هذا .... فتجمع الناس حوله يريدون البطش به .. فإذا به يشهر المقص في وجه الجميع قائلا لهم ... إياكم والإقتراب مني فهذا المقص أعطانيه الحكيم .... ولأن منزلة الحكيم رفيعة في نفوسهم تصابروا وانشغلوا بجراح أبنائهم .... ظن حلمبوحة أنهم صاغرون له لأن المقص بيده .. فوقف فيهم خاطبا ... لم الغضب أيها الجهلاء . أليس هذا المقص هو مقص الطبيب ... إذا فالأفعل ما يفعله الطبيب .. أليس الطبيب يثخن جراحكم بمقصه هذا ... هههه أنا طبيب هههه قال أحدهم وهو علي وشك فقدان ما تبقي له من مخزون صبره ... إنما الطبيب يفعل ذلك عن علم ... وأنت لا علم لك ... أنت جاهل وبضاعتك الغباء
ولي حلمبوحة بعيد عنهم يشق طريقه وهو يقول لهم ... المهم في المقص .. ومقص الطبيب معي وما أسهل البتر والبقر .... ثم إني أفعل هذا ليحيي أهل الشارع في سلام
ومضي حلمبوحة في طريقه ولا يدري أحد أين يقصد ولكنه شوهد وقد عرج علي مكتبة الحي
دخل حلمبوحة المكتبة .. قابله أمين المكتبة بترحاب فهو لا يدري ما أحدث هذا القزم الفكري
أمين المكتبة ... أول مرة تدخل المكتبة في حياتك يا حلمبوحة ... إيه يابني أنت اتصالحت مع العلم
حلمبوحة بعجالة .. نعم .. نعم
أمين المكتبة ... أي قسم تري
حلمبوحة .. كل الأقسام ... ثم عمد حلمبوحة الي كل الأقسا م قام أمين المكتبة ليصلي حيث افترش سجادته .. ولما فرغ من صلاته طار صوابه من هول ما رأي لقد التهم مقص حلمبوحة كل الكتب بالتقطيع .. قطع حلمبوحة الكتب بمقصه الشريف وهو يهذي بكلمات .... أنا الرقيب ... أنا الرقيب .... وهذا مقص الرقيب ... أقص به ما أشاء ...ههههه أنا الرقيب ههههه ... هههه أنا الرقيب ههههه
صرخ أمين المكتبة .. ماذا فعلت أيها الغبي الجاهل
حلمبوحة بحدة وثقة ... هذه الكتب كانت تحوي علي نفاق فقطعتها .. وهذه الأخري كانت تحوي تدليس وأخري تحوي تلبيس وهناك ما يحوي علي الفسوق فقطعت الكل إلا هذه الكتاب ... ثم أمسك بكتاب في يده وقال فعلا كتاب قيم ... كان عنوان الكتاب كيف تكون معلاية أو دينا دون أن يكتشفك أحد فصرخ أمين المكتبة وقال ... الكتاب ده بالذات مش من كتب المكتبة دا حمار زيك نسيه هنا ولولا إنه إمانة كنت قطعته ولا حرقته ... يابني الكتاب ده يستاهل الحرق زيك بالضبط .. ثم قام أمين المكتبة بحركة سريعة بغلق باب المكتبة علي حلمبوحة وحبسه فيها وذهب إلي أبيه ليريه ماذا فعل ابنه من خراب
جاء الأب ومعه جمع غفير من الناس وما إن فتح أمين المكتبة الباب للجميع لينظروا المأساة حتي خرج عليهم حلمبوحة شاهر مقصه في وجوه الجميع وقد انتابته حالة عصبية وهياج شديدين وعلي طريقة المسلسلات التاربخية رفع حلمبوحة المقص الي أعلي وقال
هاااااااااااه .. أنا حلمبوحه الطبيب والرقيب ... انظر يا أبي كيف أصبحت ودون مؤهلات ... ثم هز حلمبوحه المقص في الهواء وصرخ يهذي
أنا الطبيب أنا الرقيب ..... أنا بكل فن أريب
فخطا أبوه خطوات وئيدة يثقلها عار الأبن الأبله وقل له بأبوة صادقة ... يا ولدي عندما رأيت من حالك وانفلاتك ذهبت للحكيم لأستشيره في أمرك وقلت له ان ابني أشعث العقل أغبر الفكر فماذا أفعل ... فقال لي لن يصلح من حال ابنك سوي المقص لما علمت عن ابنك من برووود الطبع فهو بارد .بارد . بارد .ثم توجه الأب الي حلمبوحه وقال يا ولدي فهذا المقص ليس بمقص الطبيب ولا الرقيب بل مقص الحلاق
***********************
وهنا أستأذن جاري بالقطار في كتابه وقال ... معلهش يابني بعد إذنك الكتاب عشان أنا نازل المحطة دي
للأسف أعطيته الكتاب قبل أن أقرأ سبل العلاج |
|
يسرى محمد جاد مراقب عام
العمر : 63 عدد الرسائل : 5625 بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10707 ترشيحات : 62 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 17/5/2008, 04:30 | |
| ياريتك نزلت معاه وقرأت الباقى
كنا نود معرفة نهاية حلمبوحة
والله قصة مشوقه لكن للأسف نهايتها نضعها نحن
شكرا لك رائعنا الفرعون الفصيح |
|
غير متصل عضو متألق
عدد الرسائل : 744 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 7108 ترشيحات : 6 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 17/5/2008, 13:17 | |
| كما فال الأستاذ يسري بافعل قصة مشوقة ياريت يكون لها جزء آخر شكرا لك |
|
اقتباس مرشح
العمر : 35 عدد الرسائل : 676 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 6729 ترشيحات : 2
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 26/5/2008, 11:09 | |
| قصة موحيه فعلا بأحداث من وراء سطورك |
|
أم البنات مشرفة
عدد الرسائل : 9513 احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 19674 ترشيحات : 44 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 27/5/2008, 00:36 | |
| |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 65 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13233 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 30/11/2008, 20:57 | |
| |
|
هويدا رأفت الجندى مراقب عام
عدد الرسائل : 4821 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 10158 ترشيحات : 11 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: حلمبوحة بتاع التت 6/12/2008, 00:28 | |
| بارك الله فيك أستاذى الكريم وجزاك الله كل خير |
|