المانجو وطرق زراعتها والعناية بهاِِِِِِِِِِِِِِِِِِِِالمانجوِِِِِِِِِِِِِِِِ
المانجو من فواكه المنطقة الاستوائية وتعتبر الهند وسيلان والملايو موطنها الأصلي حيث عرفت في هذه المناطق منذ حوالي أربعة آلاف سنة والمانجو من أهم محاصيل الفاكهة الناجحة اقتصاديا في الأراضي الرميلة والمستصلحة طالما توفرت لها متطلباتها من التسميد والري ووسائل الحماية من الرياح وسفي الرمال .
الوصف النباتي
شجرة المانجو
المانجو من الأنواع الخضرة قوية النمو وتعمر أشجارها البذرية طويلا ويصعب تكوين الجذور العرضية على قاعدة الساق في المانجو ولذلك فإن المحافظة على الجذر وحمايته من التلف أو الإلتفاف ( تكوين الكعكة ) من الأمور الهامة في مراحل إكثار وتقليع وغرس شتلاتها .
ويتميز خشب جذع أشجار المانجو بخصائص تكسبه قيمة تجارية في الأغراض الصناعية وتفاوت أصناف المانجو في لون الأوراق الحديثة بين الأخضر الفاتح والدرجات المتفاوتة من اللون الأحمر أو الأرجواني أو المائل للزرقة .
وتستخدم هذه الخصائص في التمييز بين مجاميع الأصناف ويتحول لون الأوراق مع إكتمال نموها والذي يستغرق حوالي الشهر إلى اللون الأخضر بدرجاته تبعا لإختلاف الأصناف . ولأوراق المانجو إنتفاخ واضح عند قاعدة العنق ورائحة مميزة للأصناف تظهر واضحة عند فرك الأوراق .
وبراعم المانجو من النوع البسيط عند تفتحها إما نموا خضريا أو نورة عنقودية ( عنقود الأزهار ) . وتتركز معظم نشاطات النمو والأزهار في البراعم التي تعطي حوالي 90% من النموات الخضرية والعناقيد الزهرية وهو ما يجب مراعاته بدقة في عمليات التقليم . ويغلب على البراعم الزهرية وعناقيد الأزهار اللون المميز للأوراق الحديثة وتحتوي النورة (العنود الزهري ) على نسب مختلفة من الأزهار ( الخنثي ) والأزهار المذكرة، وفي الأصناف قليلة الإثمار لا تتجاوز نسبة الأزهار الكاملة ( الخنثي ) 2- 3% من مجموع أزهار النورة بينما تصل في الأصناف غزيرة الإثمار إلى 60 – 75% .
وثمرة المانجو حسلة وقد يبلغ وزنها 2 كجم في بعض الأصناف . وتختلف ثمار الأصناف في لون القشرة واللب وكذلك في الشكل والحجم . بالإَضافة إلى طعم ورائحة وقوام اللب ونسبته بالثمرة ودرجة إحتوائه على الألياف .
والنواة في ثمرة المانجو مبططة تتخذ شكل الثمرة وتتكون من بذرة تحيطها قشرة جلدية متصلبة هي الجدار الذي ينشأ من الطبقة الداخلية من جدار المبيض أثناء تكون الثمرة الحسلة . وتختلف الأصناف في كثافة وطول ما تحمله نواة الثمرة من ألياف .
وبذرة المانجو ذات فلقات كبيرة بيضاء تغطيها قشرة رقيقة منفصلة . وتختلف بذور الأصناف بين متعددة الأجنة وذات جنين ( وحيدة الجنين ) . ويمكن التمييز بين البذور متعددة الأجنة ووحيدة الجنين بالمظهر الخارجي للبذرة بعد استخراجها من غلاف النواة وإزالة القشرة .
الأهمية الإقتصادية
تحقق حدائق المانجو المعتنى بإدارتها وخدماتها إيرادا ممتازا
ويتميز لب ثمار المانجو في الأصناف الممتازة بطعم فاخر مما يجعلها الفاكهة المفضلة لدى المستهلكين على اختلاف أذواقهم وأطلق عليها لذلك اسم ملكة الفاكهة ...
ويوفر لب ثمار المانجو قيمة غذائية وحيوية عالية كمصدر للطاقة بما تحتويه من السكريات بالإضافة إلى فيتامينات أ، ج والعناصر المعدنية والمواد الحيوية ويتراوح نسبة اللب بالثمرة بين 60 – 80 % وتتنوع صور استهلاك ثمار المانجو سواء كفاكهة طازجة أو كعصير طازج ومحفوظ وغير ذلك من المصنعات والاستخدامات الغذائية وقد تستخدم الثمار غير الناضجة ( الفجة ) في صناعة المخللات
المناخ المناسب
( أ ) الظروف الحرارية :
المانجو من أنواع الفاكهة الاستوائية الحساسة للصقيع . ويجب الحذر من المخاطرة بزراعة حدائق المانجو بالمناطق التي يكثر فيها حدوث الصقيع في أواخر الشتاء وبداية موسم النمو . وعموما تتضرر أشجار المانجو إذا ما انخفضت درجة الحرارة إلى الصفر المئوي خلال الشتاء ( أقل من 1 – 2 م ) المانجو قبل أن تتجاوز درجة الحرارة 18 م ويتوقف النمو أثناء الصيف خلال موجات انخفاض درجة الحرارة إلى هذه الدرجة وما دونها . وتتوفر أفضل الظروف الحرارية لأنشطة النمو الخضري والثمري عندما تكون درجة الحرارة بين 30 – 32 م . وتتراوح درجات الحرارة القصوى التي تتحملها أشجار المانجو بين 42 م – 48 م إذا كانت مصحوبة بجو رطب أما إذا تعرضت الأشجار لهذا الارتفاع في درجة الحرارة مع جفاف الجو فإن النموات الحديثة والبراعم الطرفية تتعرض للجفاف والموت ما لم تكن في حماية ظل الأوراق المتكاثفة بالحدائق التي تتوفر بها وسائل لوقاية الأشجار من هذه الأضرار .
( ب ) الرطوبة الجوية والأمطار
يقتصر زراعة المانجو على المناطق الحارة وشبه الحارة التي ينعدم أو يندر فيها سقوط الأمطار خلال موسم التزهير وعقد الثمار .
وتتعرض زراعات المانجو في المناطق الشمالية من الوجه البحري إلى سقوط الأمطار في بعض السنين أثناء موسم التزهير مما يعيق التلقيح ويوفر الظروف المناسبة لإنتشار الأمراض الفطرية خاصة البياض الدقيقي ولفحة الأزهار مما يضر بالعناقيد الزهرية بالإضافة إلى أن الإرتفاع الشديد لرطوبة الجو يؤخر من تفتح البراعم ويجعل النمو بطيئا والأوراق رخوة باهتة . ومن ناحية أخرى فإن الجفاف وقت ارتفاع الحرارة صيفا من العوامل الضارة بإنتاج المانجو حيث تتلف النموات الحديثة والبراعم الطرفية بفعل الجفاف كما تتعرض الثمار الصغيرة للتساقط إذا ما صاحب جفاف الجو وارتفاع حرارته هبوب الرياح وتعرض الحديقة للعطش .
( ج ) الرياح
لا تتحمل المانجو التعرض المباشر للرياح الشديدة وخاصة عندما تكون محملة بالثمار حيث تكسر الأفرع وتتساقط الثمار وقد تتعرض الأشجار للإقتلاع في الحالات الشديدة والتي لا تتوفر لها وقاية كافية بمصدات الرياح وغيرها من وسائل الحماية .
وتضاعف الرياح من الأثر الضار للإرتفاع أو الإنخفاض الحاد لدرجات الحرارة ورطوبة الجو ومعاناة العطش .
( د ) الضوء
يشجع التعرض المباشر لأشعة الشمس على تبكير إزهار المانجو ويلاحظ ذلك في الشجرة الواحدة وداخل الحديقة الواحدة حيث تزهر أفرع الجهة القبلية قبل غيرها . ويعتبر التعرض لأشعة الشمس المباشرة مفيدا ومرغوبا إلا في الحالات والمناطق التي تشتد فيها الحرارة مع جفاف الجو وخصوصا في جنوب مصر كما يحدث خلال أشهر يونيو ويوليو ( لطعة الشمس وتشقق القلف ) .
ويزداد الضرر مع الأشجار الصغيرة مما يستلزم توفير الحماية لها أثناء فصل الصيف بوسائل الوقاية المناسبة .
( هـ ) الارتفاع عن مستوى سطح البحر
تتأثر إنتاجية أشجار المانجو وقدرتها على تحقيق محصول اقتصادي إذا ما تجاوز ارتفاع موقع زراعتها 600 متر فوق مستوى سطح البحر حيث تعاني في هذه الحالات من تأخر التزهير وعدم توفر الإحتياجات الحرارية لنمو ونضج ثمارها .
الارض المناسبه للزراعهبعد التأكد من ملائمة الظروف المناخية بالمنطقة لزراعة المانجو خاصة بالنسبة لخلوها من تكرار حدوث موجات الصقيع في أواخر الشتاء وبداية موسم النمو ثم تحديد مدى صلاحية الأرض المراد إقامة الحديقة عليها اختيار الأصناف الملائمة ورسم نظام توزيعها بالحديقة ويراعي في ذلك ما يأتي :
■اختيار عدد من الأصناف التجارية تبعا للمساحة المراد زراعتها على ألا تقل عن صنفين لتوفير متطلبات التلقيح الخلطي ولا تزيد على أربعة أصناف للمساحة التي تتراوح بين 25 – 50 فدان.
■يستحسن زراعة معظم المساحة بأصناف ذات ثمار صغيرة أو متوسطة الحجم لسهولة التسويق.
■يفضل أن تغرس 80 % من المساحة المخصصة مناصفة بين أصناف مبكرة ومتأخرة مما يحقق ربحا أفضل وألا تزيد الأصناف المتوسطة عن 20% من جملة الحديقة .
■يرتب توزيع الأصناف بالحديقة تبعا لميعاد نضج الثمار ( المبكرة ثم المتوسطة فالمتأخرة ) وذلك لسهولة الخدمة وإتاحة الفرصة للتلقيح . وتنظيم قطف الثمار .
■مع مراعاة ما سبق يجب أن تكون الأصناف ملائمة للظروف البيئية بمنطقة الحديقة .
التربة المثالية لزراعة المانجو هي التربة الصفراء الغنية في المواد العضوية والكالسيوم جيدة الصرف والتهوية الخالية من الطبقات الصماء والتي لا يقل بعد مستوى الماء الجوفي عن 150 – 200 سم من مستوى سطح التربة على ألا تصل ملوحة محلول التربة أكثر من 1000 جزء في المليون .
ويجب تجنب زراعة المانجو بالأراضي الرملية الخشنة والطينية الثقيلة سيئة الصرف والتهوية وكذلك الأراضي القلوية والتي يصل فيها الكالسيوم المتبادل بالتربة عن 40% من مجموع القواعد الأرضية .
ولا يشكل انخفاض مستوى العناصر الغذائية بالتربة حائلا دون نجاح زراعة المانجو طالما أمكن توفير احتياجاتها من التسميد والري .
والمانجو من محاصيل الفاكهة متوسطة القدرة في تحمل ملوحة ماء الري ( 2000 جزء في المليون ) الأمر الذي يجب مراعاته في المناطق التي يعتمد الري فيها على المياه الجوفية بصفة أساسية وذلك من حيث محتواها من الملوحة والعناصر الضارة والسامة .
عنوان إضافى
■في مناطق ذات حراره ورطوبه اقل تحقق زراعة الأصناف المبكرة كالهندي بسنارة ربحا وفيرا حيث تصل الثمار إلى الأسواق قبل بداية الموسم بنحو ثلاثة أسابيع .
■يكون توزيع الأصناف بالحديقة بحيث تغرس الأصناف ذات الأشجار الكبيرة الحجم بالجهة التي تهب منها الرياح بشكل اكبر واكثر الاوقات حيث انها أكثر احتمالا وقدرة على مقاومة الرياح ثم تليها الأصناف متوسطة النمو والأقل ارتفاعا .
■تغرس الأشجار التي تتحمل البرودة لحد ما مثل المانجو التيمور والكبانية في المناطق التي تتعرض للبرد . أما الأصناف الحساسة للبرد والصقيع كالهندي بسنارة ومبروكة فيتجنب زراعتها بهذه المناطق وتقتصر على المناطق دافئة الشتاء .
تجهيز الارض للزراعهتجهز الأرض بالحرث والتخلص من الحشائش ثم تسوي وتشق الطرق الرئيسية والفرعية بحيث يقسم البستان إلى قطع مساحة كل منها من 4 – 5 فدان تغرس مصدات الرياح مثل الكازورينا حول كل قطعة بأبعاد من 1.5 – 2 م . ثم تحدد أماكن الجور والتي تختلف حسب نوع الأرض وطريقة التكاثر المستخدمة فتكون الأشجار المطعومة على بعد 7 م في الأراضي الصفراء - 5 م للأراضي الرملية أما الأشجار البذرية فتكون أبعاد الغرس 10 م – 7 م للأراضي الصفراء والرملية على التوالي .
ويفضل إتباع الغرس الخماسي وتزرع أشجار المانجو في أركان المربع الأربعة بينما تزرع شجرة يوسفي مطعوم مثلا كمحصول مؤقت وسط المربع . وتجهز الجور قبل موعد زراعة الأشجار بوقت كاف لتسهيل تهويتها وتشميسها وتفضل أن تكون الجور كبيرة الحجم بقطر وعمق مناسبين ويخلط جزء من الناتج من الحفر بنحو 3 – 4 مقاطف من الطمي الناعم و 3 – 4 مقاطف بلدي خاصة في الأراضي الرملية وذلك من أجل زيادة المادة العضوية بالتربة في مجال انتشار الجذور . ويجري الغرس في الجور المعدة بالإستعانة بلوحة الغرس بحيث يكون سطح البصلية في محاذاة سطح الأرض وأن يكون اتجاه الطعم إلى الجهة البحرية الغربية وتروي الأشجار عقب الزراعة مباشرة يكرر الري يوميا في الأراضي الرملية وكل 2- 3 يوم في التربة الصفراء ويستمر ذلك حتى تبدأ الأشجار دورة نمو جديدة .
الري :
تروي الأشجار عقب السدة الشتوية ري ة غزيرة حوالي منتصف فبراير ثم تعطي الأرض رية أخرى في أوائل مارس بعد التسميد الأزوتي ثم يكون الري بعد ذلك حسب الحاجة ومع الحرص خلال اكتمال التزهير وأثناء عقد الثمار مع العناية بإعطاء ريه خفيفة في هذه الفترة بالأراضي الرملية وحيث يكون الجو حارا جافا وبصفة عامة وعدد الريات يختلف بإختلاف عمر الأشجار وطبيعة التربة . ويراعي تعطيش الأشجار خلال شهري ديسمبر ويناير حيث يقلل ذلك من نسبة التكتلات الزهرية . بالنسبة لبرنامج ري الأشجار المثمرة تراعي القواعد العامة لبرامج ري البساتين مستديمة الخضرة من الأشجار الكبيرة مثل الموالح .
التسميد
من المعروف أن أشجار المانجو تستجيب للتسميد الأزوتي بإعطاء نموات خضرية متزايدة لكن لا يمكن دفع الأشجار الغير مثمرة إلى الإثمار عن طريق زيادة التسميد الأزوتي . ولقد أصبح من الضروري فهم العلاقة بين النمو الخضري والإزهار حتى يتمكن المزارع من تنظيم برنامج التسميد لتنشيط النمو الخضري الملائم للإثمار المنظم .
ويجب عند تحديد البرنامج التسميدي للمانجو مراعاة ظروف الحديقة من حيث عوامل التربة – نظام الخدمة والري، عمر الأشجار ومستوى الإثمار في سنوات الحمل الخفيف والغزير . وبصفة عامة ينصح بعدم الإفراط في مستويات التسميد لحدائق المانجو ما لم تظهر أعراض معاناة نقص لبعض أو كل العناصر السمادية .
ويلاحظ أن المبالغة في التسميد الأزوتي للأشجار في بداية حياتها يؤخر بلوغها مرحلة الإثمار الاقتصادي أما الإسراف في التسميد الأزوتي للأشجار المثمرة فيشجع النمو الخضري على حساب المحصول ويمكن الاستدلال بتقدير مستوى الأز وت في الأوراق عمر خمسة شهور لضبط كمية التسميد الأزوتي بحيث لا يقل مستواه في الأوراق عن 1% ولا يزيد عن 1.8% من الوزن الجاف للورقة وتضاعف كمية الأزوت في سنوات الحمل الغزير وبصفة عامة تتزايد المقننات السمادية السنوية من العناصر السمادية للأزوت والفوسفور والبوتاسيوم خلال السنوات الأولى بعد الغرس حتى تستقر مع بلوغ الأشجار سن الثامنة من عمرها بالمكان المستديم .
ويمكن الاسترشاد بالنموذجين التاليين عند رسم السياسة السمادية لحديقة المانجو على أساس الكميات التي تضاف كتسميد أرضي للشجرة الواحدة مقدرة بالجرام من النتروجين ( ن ) الفوسفور ( فو أ ) البوتاسيوم ( بو أ ) في التربة الطمية الخصبة والرملية الفقيرة .