المشهد الخامس
( نفس المنظر في المشهد الأول .....)
الثور : الديك تأخر عن الموعد
أرنوب : أكد لي أنه سيأتي إلى هنا كما اتفقنا
الحمار : قد يكون مشغولا في كتابة قصيدة شعر
الثور : إنه شاعر ماهر لقد قرأت له قصائد جميلة
أرنوب : نعم عندك حق يا ثور
الثور : ( ينظر إلى الحمار بسخرية ) وأنت يا عبقري
ألا تكتب الشعر ؟
الحمار : هل تقصدني بحديثك ؟
الثور : (بلغة تهكم )وهل هناك عبقري غيرك ؟
الحمار : نهق نهق طبعا أكتب الشعر نهق نهق
أرنوب : حقا يا حمار لا أصدق الحمار يكتب شعرا
الحمار: منذ أن التحقت بالجامعة وأنا أكتب الشعر
أرنوب : وفى أي كلية كنت تدرس ؟
الثور : (بسخرية)كلية الحمير تعطى شهادة عليا في النهيق انظر إليه
إنه يجيد النهيق بكل اللغات نهيق بالفرنسية
ونهيق بالانجليزية ونهيق بالألمانية
الحمار : هل تسخر منى ؟
أرنوب : الثور يحبك لا تغضب منه
( الحمار يسير بعيدا وهو غضبان )
أرنوب : (للثور) أنت أخطأت في حق الحمار ويجب أن تعتذر له
الثور : أنا أعتذر له ... الحمار صديقي ..كنت فقط أمزح معه
لا أقصد أبدا إهانته
الحمار : ( بغضب ) لماذا لا تصدق أنني شاعر ؟
الثور : لأنه من غير المعقول أن يكون الحمار شاعرا
أرنوب : لماذا لا تسمعنا شعرك يا حمار حتى نصدق ما تقول؟
الحمار : حاضر اسمعوا شعرا من تأليف الحمار
أنا الحمار أنا الحمار عقلي يفكر باقتدار
لا أشكو من برد ولا حر ولا ماء ونار
وأقول أنطق حكمة في كل جد أو هزار
ذيلي قصير لا يراه الناس في عز النهار
(يدخل الديك واضعا نظارة على عينيه ويمسك بكتاب )
الديك : (يصفق بحرارة للحمار بعدما سمع شعره ) أحسنت يا حمار
الثور : ( بضيق ) هل ما قاله الحمار يا ديك شعرا حقا ؟!
الحمار: ( يزهو بنفسه ) ألم تسمعه وهو يصفق إعجابا بما قلت ؟
الثور : (باستنكار) كيف يستطيع الحمار أن يقول شعرا وأنا الثور
صاحب البدن القوى ولى قرنان حادان لا أستطيع أن
أقول الشعر ؟
الديك : لا تغضب يا ثور إن الشعر موهبة ولا علاقة له بقوة البدن
أو القرون الحادة ولكل كائن موهبة قد تكون
لك موهبة في الرسم أو الموسيقى أو القراءة
الثور : (بفرح ) وكيف أعرف موهبتي ؟
الديك : ابحث داخلك عما تحب أن تفعله وستكتشف موهبتك
الحمار : أنا أعرف موهبتك يا ثور
الثور : (باهتمام ) دلني عليها يا حمار بسرعة
الحمار : موهبتك في النطح أنت ثور نطاح ( يضحك الحمار
ويجرى بعيدا )
الثور : ( بغضب ) أنظر يا ديك إنه يسخر منى
أرنوب : تذكر أنك سخرت منه منذ قليل يا ثور
الديك : يجب أن نكف عن هذا العبث أمامنا أعمال كثيرة ؟
أرنوب : نحن جميعا عاطلون عن العمل
الحمار : نعم يا ديك أنا والحمار الآن بلا عمل
لقد طردنا صاحبنا من المزرعة
الديك : أما أنا فقد بحثت في كل الجرائد عن وظائف خالية ولم أجد
عملا يناسبني
الثور : وهل تركت العمل عند الطحان البخيل ؟
الديك : طردني منذ قليل
أرنوب : الطحان يطرد ديكا مثقفا مثلك... لماذا؟
الديك : اتهمني ظلما أنني أخذت بعض الحبوب من ورائه وأكلتها
الحمار : وماذا حدث منه؟
الديك : رأيته يحضر المقص ويريد أن يقص ذيلي وريشه الجميل
الثور : ( بفزع ) لو أراد صاحب المزرعة أن يقص ريش ذيلي
لحملته فوق هذين القرنيين وقذفته بعيدا
أرنوب : لكن أنت ليس لذيلك ريش يا ثور إن له شعر
الثور : ( بتعجب) حقا ! لم أكن أعرف.. فلم أر ذيلي طيلة حياتي
( يضحكون )
الحمار : وماذا فعلت مع الطحان يا ديك؟
الديك : تركته وهربت
أرنوب : كان أمامك حل أفضل يا صديقي كديك متحضر مثقف
الديك : وما هو يا أرنوب ؟
أرنوب : كنت تركته يقص ذيلك بينما تقرأ عليه كتاب حقوق الحيوان
( يضحكون )
الديك : وأنت يا أرنوب هل تركت عملك مثلنا ؟
أرنوب : طالما النمر الشرس يطاردني لن أستطيع العمل هنا
الحمار : كان أمامك حل سهل لمشكلتك مع النمر الشرس
أرنوب : ( بلهفة ) وما هو يا صديقي؟ دلني عليه
الحمار : كان بإمكانك أن تشكو النمر لأبيه كي يؤدب صغيره
ويمنعه من مطاردتك
الديك : حسنا أنه لم يفعل بنصيحتك
الحمار : لماذا يا ديك؟
الديك : لأن والد النمر الشرس هو الذي علم ابنه مطاردة الأرانب
الحمار : إذن يشكوه إلى جده النمر العجوز
أرنوب : عليك أن تقوم أنت بهذه المهمة نيابة عنى وسوف تسمع منى
جزيل الشكر لكن إن عدت من هناك سالما
( يضحكون )
الديك : الآن نحن جميعا أصبحنا عاطلين عن العمل
الثور : وماذا سنفعل أيها الديك المثقف؟
الديك : ليس أمامنا إلا البحث عن فرص العمل
الحمار : في الجرائد والمجلات ؟
الديك : يمكننا عمل إعلان بها عن حاجتنا للوظائف
الثور : وماذا سنكتب في الإعلان ؟
أرنوب : ثور بدين وحمار غبي وديك مثقف يرتدى نظارة
يبحثون عن عمل
الحمار : وأرنب برى يجيد تقشير الخضروات وأكلها بمهارة فائقة
الديك : ليس أمامنا وقت للضحك والهزار يجب أن نفكر
الحمار بسعادة ) حقا يجب أن نفكر الثور : إنه لا يقصدك أنت
الحمار : ماذا تقصد يا ثور؟
الثور : قصدي أنت تعرفه يا حمار وكفى ما حدث لنا
من تفكيرك السديد فقد أصبحنا عاطلين عن العمل
الديك : لا تقل هذا يا ثور نحن عاطلين عن العمل بسبب سوء معاملة
الإنسان لنا ولأنه يحملنا فوق طاقتنا ولا نأخذ حقوقنا
أرنوب : لا داعي للحديث عن الحقوق فهذه الكلمة تذكرني
ببعض المنظمات والجمعيات التي تتاجر بها ولا تفعل شيئا
ذا قيمة غير الكلام والظهور بالبذل الأنيقة في التليفزيون
الديك : عندك حق يا أرنوب وللعلم لقد ذهبت إلى كثير من
مقار هذه الجمعيات وعرضت قضيتنا ولم يتحرك أحد
الثور : كفى هذه المناقشات علينا أن نعمل جسدي بدأ يؤلمني
لم أعتد هذه الراحة وأنا لم أذهب إلى المدرسة وأنا صغير
لذا فكلامكم عن الحقوق صعب أن أفهمه
الحمار: أنا أفهم طبعا كل هذه المناقشات
الثور : أتحدى أن تكون فهمت شيئا مما قالوه لأنني ببساطة
شاهدتك تغمض عينيك كأنك نائم
الحمار : المرء لكي يفهم لا يحتاج إلى أن يفتح عينيه
بل يحتاج أن يفتح عقله
الثور : وهل تستطيع أن تفكر وأنت جائع ؟
الحمار : عندك حق يا ثور أنا جائع جدا
أرنوب : وما الحل ؟أين سنذهب ؟
( الديك يبدو عليه الاستغراق في التفكير )
أرنوب : مالك يا ديك ؟
الديك : ( ينتبه إلى أن أرنوب يحدثه ) هه أنا كنت أفكر في الحل
الثور : وهل وجدته ؟
الحمار : هيا أخبرنا
الديك : سلسبيل
أرنوب : سلسبيل ماذا تعنى ؟
الديك : سلسبيل
الثور : هل هو نوع من الطعام ؟أنا جائع هيا
الديك : ( الديك يضحك ) لا لا ليس طعاما
الحمار : إنه شراب جيد أعرفه
الديك : ألا تفكرون في شيء سوى الطعام والشراب ؟
أرنوب : ماذا تقصد ؟
الديك : أعنى أننا سنذهب حالا إلى سلسبيل هيا بنا
إظلام
المشهد السادس
( مغارة قطيع الذئاب ......)
( ملك قطيع الذئاب يقطع المغارة ذهابا وإيابا وهو قلق )
ملك القطيع : ( محدثا نفسه ) الجوع يفتك بى ...أين ذهبا ؟
إنها السينما التي نشاهدها وتخدعنا حين تصورنا نحن
الملوك نعيش في نعيم !أين هو النعيم ؟ وها أنا ملك
قطيع الذئاب أموت جوعا في قصري أين ذهبا السافلان
لم يعد واحد منهما لقد تأخرا أرسلتهما إلى سلسبيل
وهى قريبة من هنا لماذا تأخرا ؟ ربما وجدا صيدا ثمينا ؟
ربما وجدا بقرة ما ألذ لحم البقر ! لن أدع أي فرد من
أفراد القطيع يقترب منها حتى أشبع.. أنا جائع جدا
( ينظر ناحية الباب) لا أرى أحدا قادما من بعيد لا لا
( بفرح ) أحدهما قادم يبدو عليه التعب لكن أين الصيد؟
ليس معه شيء
( يدخل ذئب1 إلى المغارة متعبا يحاول الكلام لا يستطيع )
ملك القطيع : ماذا حدث ؟ هل وجدت صيدا ؟ أين هو ؟ و أين زميلك ؟
هيا تكلم لا تصمت هكذا
ذئب1 : (ينهج من التعب ) لا أستطيع ...دعني ألتقط أنفاسي يا مولاي
المشوار كان طويلا
ملك القطيع: لا يليق بذئب قوى أن تنهار قواه هكذا
ذئب1: لكنه الجوع
ملك القطيع : لابد أنك تحمل أخبارا سارة لمليكك
ذئب1 : كان بودي أن أسعدك يا مولاي
ملك القطيع : ماذا يعنى حديثك الشؤم هذا ؟
ذئب1 : لم أجد شيئا في سلسبيل ..الحيوانات كلها اختفت من
هناك بعد أن شعرت بعدم الأمان في سلسبيل
ملك القطيع : مستحيل! الحيوانات كلها تهجر سلسبيل إنها جنة وارفة
بها كل شيء من الخيرات كان هذا آخر أمل لنا مستحيل
أنت تكذب علىّ أيها السافل ربما آثرت أن تحتفظ بالصيد
لنفسك لكنني لن أسامحك سأريك انتقام ملك القطيع
ذئب1 : (بتوسل ) صدقني يا مولاي ملك القطيع أنا لا أكذب عليك
لا توجد حيوانات في سلسبيل
ملك القطيع : إذا كنت لا تكذب علىّ أين زميلك لماذا لم يحضر معك ؟
أنتما دبرتما أمرا ولكن لن تفلتا من قبضتي وانتقامي
ذئب 1 : صدقني يا مولاي أنا لا أكذب أما زميلي فقد افترقنا هناك
في سلسبيل وتهنا عن بعضنا ولم أره.. حتى عدت أمامك
ملك القطيع : يبدو أنها تمثيلية أعدتها أنت وزميلك لكنى لن أدعك
ثانية واحدة على قيد الحياة ( يهم ملك القطيع أن ينقض
بكل قوته عليه ليقتله والذئب يصرخ ويستغيث ..حينها يدخل
ذئب 2 وهو يصرخ بأعلى صوته )
ذئب2 : ( يدخل وهو يصيح ) البشرى يا مولاي ملك القطيع البشرى
البشرى البشرى
( يتراجع ملك القطيع في هجومه على الذئب الذئب1 يجرى فرحا )
ملك القطيع : ما ورائك أيها الذئب ؟
ذئب2 : الحيوانات هناك في سلسبيل
ملك القطيع : ماذا تقول ؟ هذا زميلك يزعم أنه لم يجد شيئا هناك
ذئب1: صدقني يا مولاي أنا صادق لم أجد شيئا هناك
( يتعجب ملك القطيع )
ذئب2 : صدقه يا مولاي الحيوانات لم تدخل سلسبيل إلا منذ دقائق فقط
ولولا أنى تأخرت عنه في المجيء ما رأيتهم
ملك القطيع : وهل رأيت الحيوانات بنفسك ؟
ذئب2 : نعم يا مولاي
ملك القطيع : وكم عددهم وأنواعهم بالضبط
ذئب2 : إنهم أربعة ثور بدين وجسمه ممتلئ باللحم والشحم
ملك القطيع : ( بفرح ) تمام
ذئب2 : وحمار سمعتهم ينادونه بالحمار الشاعر
ملك القطيع : أول مرة في حياتي أرى حمارا يصبح شاعرا
هل تظن أن لحمه سيكون ألذ وأطعم بالشعر
ذئب1 : بالتأكيد يا مولاي
ملك القطيع : ومن غير الحمار الشاعر ؟
ذئب2 : معهم أرنب برى
ملك القطيع : ما ألذ طعمه بالفلفل والكمون وبجواره طبق أرز محمر
وماذا بعد أيها الذئب الهمام ؟
ذئب2: وأخيرا ديك مثقف له ذبل رائع الألوان
ملك القطيع : لا يهم ألوان الريش أيها الأحمق المهم حجم أجنحته
وضخامة أوراكه أنا لم أذق طعم لحم الديك منذ سنوات
ذئب2 : من هذه الناحية اطمئن إنه ممتلئ باللحم عن آخره
ملك القطيع : ( بسعادة وفرح وهمة ) أيها القطيع أشعلوا النيران للشواء
وأعدوا أواني الطبخ
ذئب1 : هل نذهب للصيد الآن يا مولاي ؟
ملك القطيع : يجب أن نعد خطتنا أولا قبل الهجوم لن أسمح أن
يفلت أحدهم من بين أيدينا ومخالبنا أنا جائع والقطيع
كله جائع وإذا فآتتنا هذه الفرصة ربما لن تعود أبدا
ويقضى على قطيع الذئاب
ذئب2 : نحن طوع أمرك ؟
ملك القطيع : دعوني من فضلكم أفكر وأخطط سيكون لدينا
هذا المساء مائدة عامرة بالشواء والطعام اللذيذ
ذئب 1: لن ترى كوابيس في منامك بعد الآن يا مولاي
ملك القطيع : لا وقت عندي للنوم سوف نبدأ الهجوم على سلسبيل
ويجب أن أعد خطة محكمة
ذئب2 : القطيع كله مستعد الجوع يفتك بنا جميعا ومخالبنا جاهزة للصيد
ملك القطيع : لماذا لم أر نيران الشواء تشتعل في المغارة؟
ذئب1 : حالا يا مولاي إنهم فقط يجمعون الخشب من الجبل
ملك القطيع : أحلم الآن بواحد من الأربعة فوق نار الشواء
والدخان يتصاعد منه ( يضحك بصوت مخيف)
هيا اذهبا وأشعلا النيران حالا الوقت قد حان
للصيد والشواء
إظلام
المشهد السابع
( الحيوانات الأربعة في سلسبيل غير مصدقين ما يرونه أمامهم من شجر وماء
وحبوب )
أرنوب : (يتطلع إلى المكان بسعادة) كان عندك حق يا ديك المكان هنا جميل
الثور : كل شيء موجود والطعام متوافر بكثرة البرسيم والحبوب و
الحمار : (مقاطعا الثور) نهق نهق نهق أنت لا تفكر سوى في الطعام
أيه الثور انظر إلى جمال الطبيعة وروعة الألوان والسماء الصافية
إنه مكان شاعري
الثور : اسمعوا لقد صدّق الحمار أنه شاعر
الديك : تلك هي فوائد القراءة والاطلاع فقد قرأت عن هذا المكان
وطالما حلمت أن نقيم فيه ويصبح وطننا
أرنوب : من الآن فصاعد سوف نعيش هنا يا ديك أليس كذلك؟
الديك : بلى ونربى أولادنا على حب هذا الوطن
الثور : لن يضايقنا أحد هنا في سلسبيل سنعيش بحرية
الديك : المهم أننا سنعيش بكامل حقوقنا
الحمار : نريد أن نتعاون سويا لكي نجعله أجمل وطن
وسأكتب لكم نشيد الوطن لنغنيه جميعا هيا
( يغنى الجميع)
وطني حبيبي سلسبيل نستنشق العطر الجميل
فيه الشموس الساطعات هوائه الحلــو العليل
شجـر جميـل مثمر والأرض تضحك والنخيل
هي قطعة من جنة الرحمن تدعى سلسبيل
الصبح يشرق باسما والنور يسطع في الحقــول
بالعلم والأفكار نمـــضى نتحــدى المستحيل
وطن إلى الأمجاد يعلو حين تتحد العقول
هي قطعة من جنة الرحمن تدعى سلسبيل
( يتحرك الجميع كأنهم يعملون بجد وهمة عاليتين أثناء الغناء)
( فجأة يشعر الجميع بالتعب )
الثور : تعبت جدا يا أصدقائي ليس لدى قدرة على العمل
الحمار: عندك حق يا صديقي يجب أن نأخذ قسطا من الراحة
أرنوب : معكم حق ( يستلقى على الأرض )
الديك : هيا نستريح هناك تحت هذه الشجرة
( يأتي صوت ضعيف)
الصوت : لا لا تفعلوا
الثور : ( يتوقف عن السير فجأة )هل سمعتم ما سمعته الآن ؟
الحمار : وماذا سمعت يا ثور ؟
الثور : سمعت صوتا الآن يتحدث إلينا
أرنوب : إنه صوت الجوع أمعاؤك تشكو وتصرخ
( الجميع يضحكون )
الديك : لا يا أصدقائي الثور عنده حق أنا أيضا سمعت هذا الصوت
الحمار : ( بتعجب ) لا يوجد أحد غيرنا فمن أين يأتي الصوت؟
الثور : علينا أن نبحث عن مصدر الصوت
( يتحرك الجميع في ترقب لمعرفة مصدر الصوت )
أرنوب : (يتوقف أرنوب فجأة ويصيح) اسمعوا (يلتفت الجميع إليه)
وجدت مصدر الصوت... انظروا
( يشير أرنوب إلى أعلى شجرة يرى الجميع الحمامة )
الديك : هل أنت التي تحدثت إلينا منذ قليل أيتها الحمامة ؟
( تهبط الحمامة سريعا )
الحمامة : نعم أيها الديك المثقف
الحمار : وكيف دخلت إلى هنا دون أن نشعر ؟
الحمامة : أنا أعيش هنا منذ سنوات
الثور : ( في دهشة )بمفردك
الحمامة : لا طبعا وهل يستطيع المرء أن يحيا وحيدا دون ناس وأصدقاء
كان هنا قطيع كبير من الحيوانات
الديك : وأين ذهبوا؟
الحمامة : هاجمتهم الذئاب الشرسة
( الجميع في نفس واحد بخوف )
: الذئاب الشرسة
الحمار : ( بتعجب ) وأين هي الذئاب الشرسة تلك التي تتحدثين
عنها أيتها الحمامة الطيبة ؟ والأرض أمامنا مستوية فأين
ستختفي تلك الذئاب في باطن الجبل !
الثور : تفكيرك صحيح يا حمار أين تعيش هذه الذئاب؟ نحن لا
نراها ولم نشعر بها
الحمامة : الذئاب تعيش في قطيع هناك في أعلى الجبل مع ملكهم
الشرير وسوف يخطط كعادته أن ينقض عليكم فجأة
أرنوب : (يرتعد ) يا خسارة فرحت لأنني تخلصت من مطاردة نمر واحد
(بحسرة ) والآن تبدأ رحلة مع مطاردة قطيع من الذئاب
الحمار : شكرا لك يا حمامة ...يجب أن نسرع بالرحيل حالا
الديك : ونترك سلسبيل الوطن الذي أحببناه وغنينا من أجله
الثور : نرحل أفضل من أن نبقى ونموت ألم تسمع ما قالته الحمامة
عن قطيع الذئاب الذي يتربص بنا؟
الديك : يجب أن يكون هناك حل
أرنوب : الحل أن نرحل عن سلسبيل سريعا نحن حيوانات مسالمة
ولن نستطيع أن نقف في وجه قطيع الذئاب هيا نستعد للرحيل
الديك : ألا نستطيع أن نقاومهم وندافع عن سلسبيل ؟
أرنوب : ومن الذي سيقاومهم يا صديقي ديك مثلك لا يمتلك سوي
ذيل جميل وريش ناعم وحمار يظن نفسه شاعرا وثور ضخم
لا يفكر طول الوقت إلا في الطعام أم تظن أن أرنبا بريا مثلى
يستطيع أن يفعل شيئا وهولا يملك سوى أقدام سريعة تساعده
على الهرب عندما يهاجمه نمر أو ذئب
الديك : وسلسبيل نتركها؟! لقد وجدنا حلمنا هنا بالوطن
الحمار : نعتبرها حلما جميلا وصحونا منه مثل كل الأحلام الجميلة
التي حلمنا بها وضاعت
الحمامة : مالكم تتحدثون هكذا عن الرحيل بكل بساطة
الثور : ماذا تقصدين يا حمامة ؟
الحمامة : إن طريق العودة ليس آمنا كما تظنون
أرنوب : هل معنى هذا أننا لن نستطيع الهرب ؟
الحمامة : كل الحيوانات التي كانت قبلكم فكرت بنفس الطريقة
وقررت أن أسلم حل للنجاة هو الهرب والنتيجة أنهم
وقعوا في مخالب الذئاب بكل بسهولة
الحمار : حتى الهرب لا نقدر عليه ! إنها مشكلة حقا
الديك : هذا يعنى أن علينا أن نفكر بطريقة مختلفة حتى ننجوا
الحمامة : نعم يا ديك يجب أن تفكروا في طريقة أخرى للنجاة
الثور : حتى الهرب يحتاج إلى تفكير
الديك : إننا في مأزق حقا يا أصدقائي
( يأتي صوت ملك القطيع من أعلى الجبل عاليا مرعبا يقطع
حديث الحيوانات ترتعد أجسادهم يتجمعون في مكان واحد
يمسك كل واحد منهم يد الآخر بينما صوت ملك قطيع الذئاب
يملأ سماء سلسبيل )
إظلام
المشهد الثامن
( مغارة الذئاب الذئبان يجلسان في انتظار ملك القطيع ...)
ذئب1 : فيما يفكر ملك القطيع ؟
ذئب2 : وهل يستطيع أحد أن يعرف ما برأسه إنه داهية في الشر؟
ذئب1 : يبدو أنه يعد خطة رائعة للهجوم على سلسبيل
ذئب2 : الأمر لا يحتاج كل هذه الحيطة والحذر
ذئب 1 : لماذا يا صديقي ؟
ذئب2 : الحيوانات الأربعة الموجودة في سلسبيل حيوانات مسالمة
لا تستطيع أن تقف في وجهنا أبدا
ذئب1 : وبمجرد أن ترانا ستستسلم لنا طائعة ( يضحكان )
ذئب 2: صبري على تحمل الجوع نفذ وملك القطيع لا يريد أن
يخرج علينا لكي نبدأ الهجوم
ذئب1 : وأنا مثلك الجوع يفتك بى وأحلم بالمائدة العامرة
بأصناف الطعام الشهي
ذئب2 : كلما تخيلت منظر الحيوانات ونحن ننقض عليها بمخالبنا
وهم يقفزون أمامنا من الرعب
ذئب1 : وكلما حاول أحدهم الهرب من ناحية وجدنا أمامه
ذئب2 : أنا أعرف ماذا سيفعلون ؟صاحبنا الديك المثقف سيلقى
بالنظارة والكتاب ويصيح كوكو كوكو كوكو ثم يقرأ
علينا وثيقة حقوق الحيوان
( يضحكان)
ذئب1 : أما الأرنب فيظن أن أقدامه السريعة ستساعده على الهرب
يظن أننا مثل النمر الصغير قليل الخبرة الذي كان يطارده
هناك في الغابة وسيعرف ساعتها أن الذئاب أشد فتكا من النمر
ذئب 2: أما الثور الضخم فسوف لا تحمله أقدامه من شدة الخوف
ويتعثر ويقع على ظهره وحينها يعرف نهايته
ذئب1 : والحمار الشاعر
ذئب 2: هذا سيكون مضحكا سوف أقلده لك
ذئب1 : هل تستطيع تقليد الحمار ..؟
ذئب2 : نعم هكذا ( يقوم الذئب من مكانه محاولا تقليد الحمار)
(مقلدا صوت الحمار وطريقته في المشي ) نهق نهق نهق نهق
ذئب1 : أليس لديك شيء آخر غير نهق نهق هذه
ذئب 2 : ( مستمرا في التقليد ) نهق نهق نهق ( يمشى بطريقة الحمار)
سألقى عليكم قصيدة النهاية من تأليف الشاعر الحمار
الديك ضاع والثور ضاع رأسي يمزقه الصداع
عقل يحدثني بأن اليوم يشوينا الضباع
وبأنني قد صرت ميتا دون حفل للوداع
( يضحكان )
ذئب1 : سيكون الهجوم مفاجأة لهم
ذئب2 : سيشل حركتهم تماما
ذئب1 : يحلمون أن سلسبيل أصبحت لهم بأشجارها ونعيمها
ذئب2 : لماذا تأخر ملك القطيع في الخروج؟ لقد سأمنا الانتظار
ذئب1 : (يتحرك في خوف ) يبدو أنه قادم
ذئب2 : حسنا سنعرف خطته الآن في الهجوم على سلسبيل
( يدخل ملك القطيع )
ملك القطيع : أنتما جاهزان كما أمرتكما
ذئب1: نعم نعم يا ملك القطيع ورهن إشارتك في تنفيذ الهجوم
ملك القطيع : ( في غضب ) وهل قلت أن هناك هجوم ؟
ذئب2 : الهجوم على سلسبيل يا مولانا
ملك القطيع : نحن لن ننفذ هجوما على سلسبيل
ذئب1 : أنا لا أفهم يا سيدي ملك القطيع
ملك القطيع : كلامي واضح لن ننفذ هجوما على سلسبيل
ذئب2: ( بدهشة )سنترك الحيوانات هناك يعيشون في سلام!
ذئب1 : والجوع الذي يفتك بنا ؟!
ملك القطيع : أنتما غبيان سننفذ هجوما على الحيوانات لكن من
نوع آخر
ذئب 2: ( ينظر إلى زميله في دهشة ) هل تفهم شيئا؟
ذئب 1: لا الأمر بات صعبا على الفهم
ملك القطيع : لدى خطة عبقرية ستجعلنا ننال ما نطلب ونأخذ ما نريد
دون هجوم أو عنف أو إراقة دم
ذئب2: لماذا نتجنب العنف وإراقة الدم ونحن قطيع الذئاب نحب إراقة
الدماء والعنف والقتل ؟
ملك القطيع : يا أحمق لقد مررت على أفراد القطيع منذ قليل ولم تصدق
عيناي ما رأيت الجوع يفتك بالجميع وأصابهم الهزال والضعف
ذئب1 : عندك حق يا مولاي .. حال القطيع لا يسر
ملك القطيع :كيف تريدني أن أغامر بالهجوم طالما أستطيع أن أنال ما أريد
بشيء من التفكير ؟
ذئب2 : ولكن كيف سنحصل على الحيوانات دون إراقة الدم أو استخدام
العنف ؟
ملك القطيع : هذا ما سأشرحه لكما الآن ..اقتربا منى (يقتربون )
بل اقتربا أكثر ( يقتربون ) سأشرح لكما خطتي
أنصتا جيدا
إظلام