رادوي كيروف
ترجمة : ميخائيل عيد
مر أحد القياصرة، وهو في نزهة قصيرة؛ بساحة للعب الأطفال. نظر إلى مزلقة ينزلق عليها الأطفال وقد احمرّت خدودهم فرحاً، فصاح، قبل أن يفكر جيداً:
ـ أريد أنا أيضاً! أريد أنا أيضاً!
بدأ رجال من حاشيته يقنعونه قائلين:
ـ ماذا خطر لك أيها القيصر السعيد! استمع إلى نصائح حاشيتك الذكية: هذا لا يجوز السماح به. من سمع أو رأى قيصراً ينزلق على مزلقة!
لكن القيصر كان عنيداً:
ـ هيا، هيا! فلنسر، فلنسر!
ورضخت الحاشية... فهي لا تستطيع أن تمنع القيصر. طردوا الأطفال كلهم من الساحة.
أمسك القيصر بحاجزي السلم كي يصعد إلى مكان الانزلاق. صعد ببطء إلى أعلاها ثم جلس..نظر إلى الأسفل وصرخ فجأة:
ـ ويلاه، زاغ نظري، العالم يدور بي! أنزلوني من هنا سريعاً! ماذا تنتظر حاشيتي الفاسدة؟ ألا ترون أنني سأسقط!
وظلت الحاشية ذاهلة في الأسفل تسمع شتائم القيصر لها ولا تجيب. ولم يتجاسر أحد منها على الصعود إلى حيث يجلس القيصر.
بقي القيصر جالساً في مكانه زمناً طويلاً.
وفي لحظة أفلتت يداه الحاجزين، عن غير قصد، وانزلق، سريعاً على المزلقة وارتمى على الأرض.
صاح الملك بحاشيته التي اجتمعت حوله على الفور:
ـ آخ، آخ، لقد أصيب أنفي بأذى! كيف سأحضر العرض العسكري يوم الأحد؟
كان أنفه القيصري مسطحاً تماماً. بدأوا على الفور يدهنونه بالمراهم. ثم ضمدوه ضماداً تدلى نصف متر أمام القيصر.
راقب الأطفال ذلك كله من مكمنهم وراء أجفان من الشجر كثيفة.
لقد أفرحهم ماحدث.
وقد ضحكوا كثيراً....
من كتاب الإعصار والحكايات
منشورات اتحاد الكتاب العرب