محمود أبو فروة الرجبي
بكت الدجاجة كثيراً حينما اكتشفت أن الثعلب أكل أحد أبنائها هذه المرة أيضاً. فجلست بجانب بيتها تبكي.
مر عليها الأرنب، وقال لها:
لماذا لا تشكينه للأسد -ملك الغابة-؟
فعلت ذلك.. لكن شيئاً لم يتغير.
إذا اهربي واسكني في مكان بعيد يحفظ لك أبناءك وبناتك.
بدأت الدجاجة تتجول في أماكن مختلفة من الغابة، وبينما كانت بالقرب من بيت مهْجور على أطراف الغابة، سمعت بعض الرجال يتفقدون المكان، وكان كبيرهم يقول:
هذا مكان مناسب يمكن ان نختبئ فيه لصَيد الثعالب.. سنحصل على فرو رائع يجلب لنا الكثير من المال.
وقال آخر:
لن يعتقد أحد أن هناك رجالا يختبئون في هذا المكان المدهش.
تركت الدجاجة المكان، وهي حزِينة، وقالت لنفسها:
حظي سيئ.. كان ذلك المكان المهجور رائعاً للاختباءِ من الثعلب الشرير..
وبينما كانت الدجاجة تواصل سيرها، خطرت لها فكرة.. فقالت لنفسها:
سمعت الغزال الحكيم يقول ليس هناك حظ سيئ بل سوء عمل، وعدم تخطيط.
عادت الدجاجة وقالت لنفسها:
سوء عمل، وعدم تخطيط، إذا سأفكر وأضع خطة لإنقاذ عائلتي.
بسُرعة.. أخذت الدجاجة تركض، وقد خطرت لها فكرة. راحت تبحث عن الثعلب، وحينما رأته يقف بالقرب من شجرة، اقتربت من صديقها الأرنب الذي كان هناك، وقالت له:
صديقي الأرنب.. وجدت مكاناً رائعاً أستطيع فيه أن أضع صغاري دون أن يصل إليهم الثعلب الشرير.
ابتسم الثعلب بخبث، بينما تابعت الدجاجة:
انه البيت المهجور على طرف الغابة.. لن يخطر ببال ذلك الشرير أنني سأضع صغاري هناك.
ضحك الثعلب كثيراً، وقال لنفسه:
إذا سأذْهب وأختبئ في ذلك البيت، قبل أن تأتي الدجاجة بصغارها، سأحصل كل ليلة على وجبة دسمة دون أي تعب.
أسرع الثعلب نحو البيت المهجور، وبمجرد دخوله هناك وجد خمسة من الصيادين المسلحين يرفعون بنادقهم في وجهه.
بصَراحة.. لم ير أحد الثعلب بعد ذلك اليوم، أما الدجاجة ففرحت كثيراً، وقالت:
حظي لن يكون سيئاً ما دمت أفكر وأخطط وأنفذ.. يحيا الذكاء.