إياد مداح
كانت الزهرة على مرمى رمق واحد من الذبول، لولا أن طيرا قادما من الشرق حمل اليها قطرة ماء في فم عطش للأمان وشعاع شمس واحد باق من ألف جيل.
تبسمت الزهرة واستجمعت قواها ورفعت رأسها ملوحة، للطير والشمس، بما تبقى لها من أوراق، بعد حين، صار الماء وفيرا وأشعة الشمس التي كانت تختبىء من برد الليل كانت تعود مع الفجر مسترقة النظر من بين الغيوم.
الا أن طير الشرق عاد هذه المرة متكئا على غيمة وكان يومىء من بعيد أن خذوا عني رأسي وريش جناحي واتركوني أنام.
حوم الطير حول الوردة ونام تحت ظلالها وجاءت الريح خلعت عنه جناحيه وسافرت بهما بعيدا.
بعد أيام عاصفة خرجت الشمس من وكرها العتيق فلم تجد لا الزهرة ولا طير الشرق ومذاك اليوم بقيت في تلك البقعة شمس واحدة وكثير من التراب وبعض الشجيرات التي فقدت حسها مع زوال كل ما حولها ومذاك كانت أول ولادة للصحراء