مصطفى نصر
اعتدت مع صديق لى أن نزور ملجأ للأيتام قريب جدا من سكننا؛ وتقديم العون لأطفاله من وقت لآخر.
وذات يوم, بينما كنا نستعد لاجتياز الباب الحديدى الكبير للدار. سمعنا طفل يقف فوق أول درجة من درجات السلم العريضة ويصيح:
- بابا.. بابا .
نظرنا خلفنا فى دهشة, فرأينا الطفل يقف مرتبكا, كان طويلا وذو وجه شاحب.
عاد صديقى إليه؛ ووقفت فى مكانى أتابع ما يحدث باهتمام, سمعت الطفل يقول فى خوف:
- هل أذنبت عندما قلت هذه الكلمة ؟
فانحنى صديقى وقبله قائلا فى حنان:
- لا يا بنى.
قال: كنت أريد أن أجرب هذا الكلمة التى لم أقلها من قبل.
سار صديقى دون أن يجيبه بشيء, وظل صامتا طوال الوقت.
بعد عدة أيام ذهبت إلى بيت صديقى لأمر مهم, فوجدت هذا الطفل يلعب مع أطفال صديقى, فقلت مندهشا:
- أليس هذا هو الطفل.........
فقاطعنى قائلا:
- لم أستطع أن أنام ليلتها, وفى الصباح ذهبت إلى ملجأ الأيتام وجئت به ليعيش مع أطفالى؛ لكى يقول لى هذه الكلمة وقتما يشاء.