لولوا وأحلام اليقظة
محمد سمير
لولوا سمكةٌ تعيشُ في أطرافِ المياهِ ، لكنها سمكةٌ فُضوليةٌ
أرادت لولوا إستكشافَ البحرِ الواسعِ ومعرفةِ أغَوارِ ظُلُمَاتِهِ العميقةِ . تَوَّغَلَتْ لولوا في أعماقِ البحرِ الكبيرِ جَذبهَا بسحرِهِ وجمالِهِ الفَتَّانِ ، جمالٌ رائعٌ غاباتُ مُرْجانٍ مُذْهلة ، اسماكٌ ملونةٌ تتحركُ برشاقةٍ كأنَّهَا راقصاتُ بَالِيْهٍ تتمايلُ على مُوسِيقةِ سنفونيةٍ كلاسيكيةٍ نادرةٍ , لا تنفكُ تبتعدُ عن حَيْدِها المُرجَانِيِّ ، خشيةَ الافتراسِ ، إزدادَ فُضُولِ لولوا وإبْتعدتْ عن الحيدِ , ولكنَّها إقْتَربتْ من هُدُوءٍ مُرِيْبٍ ، وفجاءةً جَحَدَتْ عينيها وتباطأتْ أنفاسُها .... فإذا بقطعةٍ سوداءٍ تقتربُ منها بسرعةٍ رهيبةٍ ، جعلتها تتسمَّرُ مكانها إقتربت أكثرَ فأكثرَ حتى تَبَيَّنَتْ لها ملامِحُهَاإنها قرش رهيبٌ فَاغِرٌ فَاهَهُ ، أيقنتْ لولوا أنَّها هالكةٌ لا محالة أغمضتْ عَيْنيها بقوةٍ .
إنتظرتْ قليلاً, ما هذا سُكُونٌ تامٌّ، فتحتْ عينيها بِبُطْءٍ شديدٍ فإذا بالقرشِ عبارةٌ عن لعبةٍ بلاستيكيةٍ لا تؤذي أحداً، التفتَتْ من حَوْلِهَا .
الحَمدُ للهِ , أنا مازِلْتُ في حوضيَ الأمن .