لا أحب عصير الرمان
مهند العاقوص
- أمي!· لو كنت هاتفا نقالا لضغطت على زر " غفوة ", ماذا تريد؟- لماذا لا يملك بائع العصير في الساحة إلا ساقا واحدة؟· هممممممم ...أعطى ساقه للكرسي, كان لها ثلاث سيقان فأعطاها ساقا كي لا تسقط.- لماذا لم يشتري كرسيا جديدا ويحافظ على ساقيه؟!· إنه فقير يا بني , فقير جدا!.....................................................................
- أبي!· نعم يا وديع؟- بائع العصير يضع سلسلة ذهبية فيها إشارة زائد.· زائد؟ نعم هو يحب الرياضيات.- لماذا لا يبيعها ويشتري ساقا للكرسي ويستعيد ساقه؟· هذه فكرة جيدة , لكن ربما هو يحب السلسلة أكثر من الكرسي. - وأكثر من ساقه؟· ربما هي هدية من ابنه, والهدية لا تباع...................................................................
- أمي!· ماذا تريد؟- كنزتي تشبه عصير الموز, وحقيبتي تشبه عصير البرتقال, شعرك يشبه التوت الشامي, أما شعر أبي نصفه حليب ونصفه عصير السوس الأسود.· هاها أنت ألذ من عصير الأناناس والكيوي.- سأشتري العصير كل يوم, قالت لنا المعلمة العصير مفيد.· سأصنع لك العصير في المنزل.- لا لا شكرا! سأشتري من العم جورج.· من هو العم جورج؟- بائع العصير!..............................................................................
- بابا!· ماذا تريد يا ولد؟!- أريد نقودا لشراء العصير!· البراد مليء بالفاكهة, قل لأمك أن تقيم حفلة راقصة في الخلاط, عندها ستشرب عصيرا طازجا.- لا أريد عصير الخلاط, العم جورج فقير يا بابا!· كلنا فقراء, ما علاقة هذا بالعصير؟- سأشتري من العم جورج كي أساعده على شراء كرسي جديدا!· التفاهم معك مستحيل! خذ النقود!.........................................................
- لا تتأخر يا وديع, اشتري العصير وعد مسرعا!· أمي! كيف يرقص بائع العصير؟- هكذا ..... يستخدم عكازه ويرقص مثلنا أحيانا.· هل تكبر ساقه مثل الشجرة؟- سأجيبك عند المساء ... اذهب الآن!· سأشتري عصير الجزر لي, هل أشتري لك عصيرا؟- إن وجدت عصير الرمان اشتري لي كأسا.· حسنا أنا ذاهب وداعا .........................................................................
- ما هذا الصوت يا أبا وديع؟!· إنه صوت انفجار!!!!!" انفجار في الساحة.... أسرعوا لإنقاذ المصابين!"
- انتظري يا أم وديع! لا تخرجي بلا حجاب!· وديع في الساحة!!! يا ربي وديع في الساحة!! يا ناس ابني الوحيد في الساحة!!!................................................................................
- ماما وديع!!! الحمد لله يا ربي, هل أنت بخي؟ لم أنت جالس هنا؟ ولم تبكي؟· لأنني خائف!- أب وديع! وديع هنا لم يذهب إلى الساحة.· خذيه إلى البيت, سأساعد المصابين.- الحمد لله! نذرا علي أن أضحي بخروف للفقراء, شكرا يا رب, هل خفت من الصوت يا وديع؟· لا لكنني أضعت النقود, وخفت من غضب أبي.· فداك النقود كلها يا حبيبي, أحمد الله أنك أضعت النقود ولم تذهب إلى الساحة......................................................................
بعد أيام...
- أمي!- * ماذا تريد يا حبيبي؟- لماذا كذبت علي؟· هل فعلت ذلك؟- لقد قلت لي أن بائع العصير سيستعيد ساقه حين يشتري كرسيا جديدا!· نعم هذا صحيح.- لكنه باع ساقه الثانية واشترى كرسيا لها عجلتين!!!· لأنه فقير جدا, العم جورج طيب وفقير.- أنا لم أعد صغيرا يا أمي! أنا لا أحب عصير الرمان لأنه يشبه الحرب!!!!
..................................................................
- بابا! أعطني نقودا لشراء العصير.· لكن الساحة....- أنا لست صغيرا يأ أبي ! ولن أتوقف أبدا عن شرب العصير الملون!