حيوانات في المدرسة
مارسيل أيميه
ترجمة:عاطف محمد عبد المجيد
(كانت الحيواناتُ تُساعدُ دُلفينْ ومَارينتْ في حَلِّ مُشْكلةٍ مَا.لهذا قَرَّرتْ الحيواناتُ أنْ تُرافقْهما إلى الْمَدْرسةْ.)
صَباحَ اليوْمِ التالي..عنْدما ظهرتْ المُعلّمةُ عنْدَ مَدْخلِ المَدْرسةِ كَي تُدْخلَ التلاميذَ لمْ تنْدهشْ وهي ترى حُصاناً ..كلْباً..خنْزيراً ودجاجةً صغيرةً بيْضاءَ في الفناءْ.
لمْ يكنْ شيْئاً نادراً أنْ يضلَّ أحدُ حيواناتِ المَزْرعةِ المُجاورةِ طريقهُ ويذْهبُ إلى هناكْ.لكنْ لمْ يكنْ ينْقصُها أنْ يُفاجئها خنْزيرٌ بَريٌّ وهو يثْقبُ السّورَ خارجاً مِنْ مَخْبئهِ مُتسبّباً في رُعْبها...
قالتْ المُعلّمةُ:على كلِّ حالٍ لا أرى ضَيْراً في أنْ تدْخلوا الفصْلَ مَعاً.هيَّا قِفُوا صَفَّاً.)
وقفتْ الحيواناتُ خلْفَ الفتياتِ الواقفاتِ اثنتيْنِ اثنتيْنِ أمامَ بابَ المدرسةْ.كانَ الخنْزيرُ البريُّ يقفُ بجوارِ الخنْزيرِ والدجاجةُ الصغيرةُ البيْضاءُ بجوارِ الحصانْ.أمَّا الكلْبُ فوقفَ هناكَ في آخرِ الصّّفِّ.لحظةَ أنْ صَفَّقتْ المعلمةُ بيديْها دخلَ التلاميذُ الجُددَ الفصْلَ بلا ضوْضاءَ ودونَ أنْ يتدافعوا في الدخولْ.
في الوقتِ الذي جلسَ فيهِ كلٌّ مِن الكلْبِ والخنْزيرِ البريّ والخنْزيرِ بيْنَ الفتياتِ حَطَّتْ الدجاجةُ الصغيرةُ البيْضاءُ على مَسْندِ أحدِ المَقاعِدْ.ولمّا لمْ يسْتطعْ الحصانُ كبيرَ الحَجْمِ أنْ يجْلسَ ظلَّ واقفاً في مُنْتصفِ الفصْلِ.
كانتْ الحصَّةُ الأولى تَدْريباً على الكتابةِ تلاها درْسُ التاريخْ.تَحدَّثت المعلمةُ عَن القَرْنِ الخامسِ عَشر.تحْديداً عَن المَلِكِ لويس الحادي عشرْ.الملكُ الطاغيةُ الذي اعْتادَ أنْ يحْبسَ أعْداءهُ في أقْفاصٍ مِن الحديدْ.
ما كادت المعلمةُ تقولُ:لِحُسْنِ الحظِّ تَغيّرتْ العصورُ ولمْ يَعُدْ في عصْرنا هذا سببٌ لِحبْسِ أحدٍ في قفصٍ إلا ووقفتْ الدجاجةُ الصغيرةُ البيْضاءُ طالبةً الكلامَ:يبْدو أنَّكِ لسْتِ على علْمٍ بما يحْدثُ في بلادنا.الحقيقةُ أنَّ شيْئاً لمْ يتغيّرْ منْذُ القرْنِ الخامسِ عشرْ.أنا التي أتحدَّثُ معكِ الآنَ كثيراً ما أرى الدجاجَ المَغْلوبَ على أمْرهِ وهو محْبوسٌ في أقْفاصٍ وهذهِ عادةٌ يبْدو أنَّها لنْ تنْتهي.
ـ هذا شيءٌ لا يُصدّقْ! قالها صائحاً الخنْزيرُ البريُّ.
احْمَرَّ وجْهُ المعلمةِ جِداً لأنَّها تَذكَّرتْ الدجاجتيْنِ اللتيْنِ احْتجزتَهما في قفصٍ لكي تقومَ بتسْمينهما.كذلكَ عزمتْ على إطلاقِ سراحهما فوْرَ انْتهاءِ اليوْمِ الدراسيّْ.
قالَ الخنزيرُ:يوْمَ أنْ أُصْبحَ مَلكاً سوْفَ أحْبسُ كلَّ الآباءِ في قفصٍ.
ـ لكنَّكَ لنْ تُصْبحَ مَلكاً ذاتَ يوْمٍ.قالها له الخنْزيرُ البريُّ وأضافَ:أنْتَ قبيحُ المَنْظرِ جِداً.
فقالَ لهُ الخنْزيرُ:لكنّي أعْرفُ آخرينَ يُخالفونكَ في رأيكَ هذا.مساءَ أمْس كانَ الآباءُ يقولونَ وهُمْ ينْظرونَ إليَّ:إنَّ الخنزيرَ يزْدادُ جمالاً يوْماً بعْدَ يومٍ..لابدَّ أنْ يعْتني بنفْسهِ. لمْ أخْترعْ شيْئاً.كانتْ هاتانِ الصغيرتانِ هناكَ عنْدما قالَ الآباءُ هذا..أليْسَ كذلكَ أيّتُها الصغيرتانْ؟
وهما في حالةِ ارْتباكٍ اسْتمرتْ دلفينْ ومارينتْ تذْكرانِ أنَّ الآباءَ قالوا كلامَ المديحِ هذا.فابْتهجَ الخنزيرُ لكنَّ الخنزيرَ البريَّ قالَ له:أنا لمْ أرَ حيواناً أكْثرَ قُبْحاً منْكَ أبَداً.يبْدو أنَّكَ لا ترى نفْسكَ في المرآةْ.بهاتيْنِ السّنّتيْنِ الطويلتيْنِ اللتيْنِ تُخْرجْهما مِنْ فَمِكَ يبْدو شَكْلكَ مُرْعباً.
ـ كيْفَ تجْرؤ على الكلامِ عَنْ شكْلي بهذهِ الوقاحةْ؟
(انْتظرْ قليلاً أيُّها الأحْمقُ البدينْ!
وهو يَرى الخنزيرُ البريُّ يقْفزُ مِنْ مقْعدهِ حاولَ الخنزيرُ الفِرارَ مُطْلقاً صيحاتٍ حادةً..كانَ ذُعْرهُ مثْلها درجةَ أنَّهُ دفعَ المُعلمةَ بقوّةٍ وكادَ أنْ يطْرحها أرْضاً.(النّجدةَ!..هنا مَنْ يريدُ أنْ يقْتلني!)
(اعْذريني.قالها الخنزيرُ البريُّ للمُعلمةْ.لقد انْفعلْتُ قليلاً..لكنَّ هذا الكائنَ قبيحٌ جِداً حتَّى أنَّني لنْ أسامحهُ. يَجبُ عليَّ أنْ أطْردكما مِن الفصْلِ.لكنْ سأكْتفي هذه المرةَ بإعْطائِكما صِفْراً في السّلوكْ.)
وكتبَتْ المعلمةُ على السّبورةْ:
الخنزيرُ البريُّ: صِفْرٌ في السلوكْ.
الخنزيرُ: صِفْرٌ في السلوكْ.
كانَ الخنزيرُ البريُّ والخنزيرُ مُتضايقانِ إذْ لمْ تعُدْ تُجْدي توسلاتُهما للمعلمةِ لكي تمْسحَ الأصْفارَ..كذلكَ لمْ تُرِدْ المعلمةُ أنْ تسْمعَ منْهما أيَّ شَيءٍ.