السيدة زينب او كما يطلق عليها " ام العواجز " صاحبة المقام الرفيع هى بنت علي بن أبي طالب وأخت الحسن والحسين والتي أطلق اسم منطقة السيدة زينب على اسمها.
يقول بعض المؤرخين إن السيدة " زينب " رحلت إلى مصر بعد معركة كربلاء ببضعة أشهر واستقرت بها 9 أشهر ثم توفيت ودفنت حيث المشهد الآن.
ويعتبر مقام السيدة زينب أهم مزار بمصر بجانب المشهد الحسيني ويقطع عشرات المواطنين المسافات الطويلة لزيارته.
يروى أن المسجد بني على قبر السيدة زينب من عام 85 هجريا وورد ذكر المشهد ووصفه عند الكثير من الرحالة منهم على سبيل المثال الكوهيني الأندلسي الذي دخل مصر في عصر المعز لدين الله الفاطمي ووصف أن الخليفة المعز هو من أمر بأعمار المسجد وبناه ونقش على قبته ومدخله.
وفي القرن العاشر الهجري أعاد تعميره وتشييده الأمير عبد الرحمن كتخدا القاز وبنى مقام الشيخ العتريس الموجود الآن خارج المسجد ونقش على المقصورة "يا سيدة زينب يا بنت فاطمة الزهراء مددك".
ومسجد السيدة زينب الذي تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها تناولته يد الإصلاح والتعمير فى أوقات مختلفة، ففى العصر العثماني قام على باشا الوزير والى مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 956 هجرية الموافق 1549 ميلادية كما قام عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1174 هجرية الموافق 1761 ميلادية بإعادة بنائه، وفى سنة 1212 هجرية الموافق 1798 ميلادية ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادى بهدمه وشرع فى بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر.
وبعد خروجهم منها استؤنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد على الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة الجليلة وموضع رعايتها فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا فى سنة 1276 هجرية الموافق 1859/ 60 ميلادية بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامى العتريس والعيدروس الآتى ذكرهم بعد.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديوى توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية الموافق 1884 ميلادية وفى عهد جلالة الفاروق وبأمره الكريم تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح جلالته هذه التوسعة بصلاة الجمعة فى 19 من ذى الحجة سنة 1360 هجرية الموافق 1942 ميلادية.
واهتمت أسرة محمد علي باشا بالمسجد اهتماما بالغا وتم تجديد المشهد عدة مرات وفي العصر الحالي تمت توسعت المسجد لتتضاعف مساحته تقريبا.
يحتل المسجد مكانة كبيرة في قلوب المصريين ويعتبر الكثيرون خصوصا من سكان الأقاليم البعيدة عن القاهرة أن زيارته شرف وبركة يدعون الله أن ينالونها، ويعتبر المسجد مركز من مراكز الطرق الصوفية ومريديها، وفي كل عام في شهر رجب يقام مولد السيدة زينب حيث يتوافد آلاف من البشر على ميدان السيدة زينب وتقام احتفالات ويتغير شكل المنطقة تماما لبضعة أيام.
وقد جاء ذكر مشهد السيدة زينب في رواية الروائي المصري المشهور يحيى حقي "قنديل أم هاشم" و"أم هاشم" كنية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، حيث تحدثنا الرواية عن شاب ريفي جاء في صغره هو وعائلته الريفية إلى القاهرة وسكنوا بالقرب من مشهد السيدة ومحور الرواية يدور حول طرق معالجة مرض العيون عند أهالي الحي، فأكثرهم كانوا يتعالجون عن طريق استخدام زيت القنديل الذي كان يشعل داخل المشهد وفوق ضريح السيدة وللرواية معانٍ كثيرة، ولكنها توضح مكانة هذه المشهد العظيم في نفوس سكان الحي البسطاء، حتى كانوا يتباركون بالزيت. - See more at: http://www.el-balad.com/630169#sthash.dEKGSzV0.dpuf