حملة أمنية بغزة لتعقب عملاء الكيان الصهيوني انتهت أمس مهلة الشهر التي منحتها وزارة الداخلية والأمن الوطني في الحكومة الفلسطينية بقطاع غزة ا للمتعاونين مع الكيان الصهيوني "للتوبة" والعودة عما ارتكبوه بحق شعبهم، غير أن حملة التوعية التي صاحبتها مُددت شهرا إضافيا.
وكانت وزارة الداخلية بالقطاع، أطلقت الحملة الوطنية لمواجهة التخابر قبل شهر من الآن، واستهدفت محاصرة المتعاونين مع الكيان الصهيوني ودفعهم للتواصل معها عبر وسطاء لإعلان التوبة ووقف التعاون مع الاحتلال، وذلك في عملية توعوية تثقيفية.
وقدمت الوزارة ضمانات لمن سلموا أنفسهم بعدم تعرضهم للغياب عن بيوتهم كي لا تثار الشبه حولهم، ومساعدتهم في التخلص من وحل العمالة ودمجهم في المجتمع بشكل أفضل، وهي الحملة الثانية في عهد الحكومة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وستبدأ الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة حملة لتعقب المتعاونين مع الكيان الصهيوني الذين ضيعوا فرصة التوبة على أنفسهم، بينما دعا مختصون إلى معالجة قضية التخابر من جذورها عبر خطة وطنية متكاملة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية في غزة الرائد إسلام شهوان إن الحملة حققت نتائج كبيرة، رافضا الإفصاح عن أعداد من سلموا أنفسهم للوزارة وأعلنوا التوبة عن أفعالهم، غير أنه وعد بأن تتحدث الوزارة بالأرقام في الوقت المناسب.
وأوضح شهوان أن الرسالة وصلت لكل أبناء الشعب الفلسطيني من خلال نشر الوعي الأمني، ووصلت إلى "العدو الصهيوني" بأننا جادون في محاربة ظاهرة التعاون ولن نسمح له باستخدام العملاء للحصول على معلومات.
وذكر شهوان أن وزارته التزمت بالضمانات التي منحتها للمتعاونين الذين أعلنوا الندم والتوبة، واستفادت بشكل مدروس من كل المعلومات التي قدموها، مشددا على أن الفصائل بغزة كانت جزءا مهما ومساعدا للحملة الوطنية لمكافحة التخابر.
وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية ستشرع بحملة أمنية لتعقب كل من لم يقم بالتعاون مع حملة التوبة واستغلال الفرصة التي أعطيت، متحدثا عن تبادل الأمن والفصائل معلومات وملفات بشأن بعض المشبوهين.
من جانبه قال إياد البزم، مدير المكتب الإعلامي للداخلية بغزة ، "إن الحملة منذ يومها الأول اعتمدت بشكل أساسي على وسائل الإعلام المحلية للوصول لكل شرائح المجتمع وتوعيتهم بمخاطر السقوط في وحل التخابر".
وأوضح البزم أن وزارته اعتمدت خطة إعلامية عبر تكثيف التوعية بوسائل متعددة، ليجد المتخابر نفسه محاطا بكل الوسائل الضاغطة عليه لتسليم نفسه، مؤكدا أن حملة التوعية ستستمر شهرا آخر.
وأوضح البزم أن الداخلية بغزة حرصت على أن يشارك جميع الفلسطينيين في الحملة الوطنية لمواجهة التخابر، لأن القضاء على العملاء والمتعاونين مع الاحتلال مهمة وطنية، معتبرا أن ما حققته الحملة من إنجازات جاء بفضل تعاون الجميع.
بدوره يرى مدير مركز أبحاث المستقبل إبراهيم المدهون أن الحملة استوفت شروط النجاح من خلال حشد الطاقات والاستنفار القوي في إيصال رسائلها للجميع، مشيرا إلى عدم إغفالها للجانب التوعوي والتثقيفي المهم.
وأشار المدهون إلى أن المطلوب هو العمل على معاقبة العملاء عبر محاكمات عادلة والسماح للمحامين بالدفاع عنهم، فإن ثبتت إدانتهم يتم الحكم عليهم وفق قضاء نزيه ومعاقبتهم وفق القانون.
وعن تقليص الظاهرة والقضاء عليها، قال المدهون إن ذلك يحتاج لإعداد خطة متكاملة تقوم على معالجة الأسباب الاجتماعية المؤدية للقبول بالتخابر، وأهمها الحالة المادية والنفسية والاجتماعية، وأن تشمل الخطة معالجة تربوية منذ الصغر.