عهد أمين الجميل
310 اجتمع مجلس النواب عقب مقتل بشير الجميل واختار شقيقه أمين الجميل الذي حاول أن يبقى بين الطرفين في بداية الأمر، فزار دمشق والتقى بالرئيس الأسد. إلا أن ضغط وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز، أجبر لبنان على خوض محادثات منفردة مع الجانب الإسرائيلي، ومن ثم التوقيع رغماً عنه على اتفاقية 17 أيار 1983 التي سلخت لبنان عن محيطه العربي، بل وجعلته محمية إسرائيلية.
وقد حاولت الولايات المتحدة عبر الضغط على الرئيس الأسد للموافقة على هذه الاتفاقية إلا إنه رفض رفضاً باتاً، وتشكلت بدعم منه جبهة الانقاذ الوطني في في بيروت المناهضة لهذا الاتفاق والتي استطاعت إسقاطه فيما بعد.
وبدأت في بيروت العمليات الفدائية النوعية ضد الجيش الإسرائيلي الذي راح يتراجع، كما اندلعت معارك حامية بين الجيش اللبناني (يتبع الطرف اليميني بزعامة أمين الجميل) وبين قوات حركة أمل الموالية لسوريا، واستطاعت هذه القوات من إجبار الجيش على الخروج من مناطقها، وجاءت أحداث الشوف عقب اندحار القوات الإسرائيلية من الجبل عقب معارك الشحار إذ قامت قوات الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه وليد جنبلاط (ابن كمال جنبلاط) بدحر القوات اللبنانية الموالية لإسرائيل وإخراجها من الجبل.
وهكذا بدأت الأمور تميل إلى جانب قوات الحركة الوطنية الموالية لسوريا وبدأت إسرائيل تزداد تراجعاً عن المناطق التي احتلتها، وكانت عمليات المقاومين اللبنانيين تتعقب قواتها طيلة عام 1984. وبحلول عام 1985 رضيت إسرائيل لنفسها بمنطقة حدودية سمتها «الحزام الأمني» في جنوب لبنان وأقامت فيه ميليشيا لبنانية تتبع لها أوكلت قيادتها إلى ضابط في الجيش اللبناني يدعى سعد حداد كما تعرضت القوة البحرية الأمريكية لعملية أودت بحياة 241 جندياً أمريكياً من قوات المارينز، كذلك هوجمت القوات الفرنسية بعملية مماثلة أدت إلى سقوط 56 جندياً فرنسياً) يذكر أن هذه القوات دخلت إلى بيروت في إطار القوات الدولية للفصل بين الإسرائيليين وبين اللبنانيين.
وهكذا تمكنت القوات الوطنية بدعم من القوات السورية من بسط نفوذها بعد خروج القوات الإسرائيلية والقوات المتعددة الجنسيات، فاضطر الرئيس اللبناني، أمين الجميل في 29 شباط 1984 للسفر إلى دمشق لملاقاة الرئيس الأسد ليعلن له عن استعداده لإلغاء اتفاقية 17 أيار مع إسرائيل.
عودة مجدداً للحرب الأهلية:
اندلعت في بيروت وبعض المناطق اشتباكات بين الفلسطينيين الموالين لعرفات والمعادين له، وقد أسفرت هذه المعارك عن سقوط حوالي 1000 قتيل و4 آلاف جريح، وخرج أنصار عرفات من بيروت. وعلى الساحة المسيحية انتفض سمير جعجع (12 أذار 1985) من داخل القوات اللبنانية على التقارب الذي كان باشره حزب الكتائب (الحزب الأم للقوات اللبنانية)مع قادة الحركة الوطنية بدعم من سوريا. ولكن بعد شهرين قاد إلياس حبيقة انتفاضة على الانتفاضة، وأصبح الرجل الأقوى على الساحة المسيحية واستقبل رسمياً في دمشق في 9 أيلول 1985.
إلا إن التأزم انتقل إلى بيروت الغربية حيث بدأ حلفاء الأمس (أمل والتقدمي) بصراع عسكري على السيطرة، فاستطاعت دمشق الجمع بين الطرفين عبر «جبهة الوحدة الوطنية». وفي أوائل أيلول 1985 دخل الجيش السوري مدينة زحلة نتيجة إلحاح من وجهاء المدينة وفي أواخر الشهر نفسه دخل مدينة طرابلس فارضاً على الأصوليين المسلمين (حركة التوحيد الإسلامية) تسليم أسلحتهم الثقيلة بعد معارك كبيرة. وهكذا بدا الوضع وكأنه جاهز لتوقيع اتفاق سلام بين مختلف الأطراف في لبنان.
وقع هذا الاتفاق (الذي سمي الاتفاق الثلاثي) أو «اتفاق دمشق» في 28 كانون الأول 1985 في دمشق: الياس حبيقة (عن القوات اللبنانية)، وليد جنبلاط (الحزب التقدمي الاشتراكي)، نبيه بري (حركة أمل) وعدد كبير من الشخصيات الفاعلة على الساحتين الإسلامية والمسيحية. وقد نص هذا الاتفاق على إنهاء حالة الحرب وإقامة توازن في السلطات بين المسيحيين والمسلمين، وبعدها يصار إلى إلغاء الطائفية وإجراء إصلاحات في المؤسسات.
لكن هذا الاتفاق ما لبث أن ضاع بعد نحو اسبوعين فقط، إذ رفض رئيس الجمهورية امين الجميل الانضمام إليه، وقاد سمير جعجع في 13 كانون الثاني 1986 انتفاضته الثانية، الموجهة ضد إلياس حبيقة والاتفاق الذي وقعه، فوقعت معارك داخل المناطق المسيحية أودت بحياة حوالي 300 قتيل هُزم فيها حبيقة وغادر إلى سوريا.
فعاد الوضع إلى تأزمه، وموجة من السيارات المفخخة جعلت من بيروت جحيماً، إضافة إلى الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الأحزاب الوطنية المسيطرة على بيروت خاصة خاصة بين أمل ـ التقدمي الاشتراكي وبين أمل ـ المرابطون (حركة ناصرية سنية) وازدادت حدة المعارك في عام 1987 بين هذه الأحزاب ولم تتوقف إلا بعودة الجيش السوري إلى بيروت في 18 ـ 22 شباط 1987 ومعالجته بحزم بعد طلب رسمي من الحكومة اللبنانية.
خلافة أمين الجميل بين عون والحص:
تركز الاهتمام على الموعد المقرر لانتخاب رئيس جديد للبلاد يخلف أمين الجميل (تنتهي ولايته في 1988) الذي قاطعته سوريا بسبب مسؤوليته عن إفشال الاتفاق الثلاثي. حاول الجميل إيجاد الرجل البديل الذي يكون موضع ثقة بين الطرفين، إلا أن جميع الجهود المبذولة قد فشلت، ولم تجر الانتخابات الرئاسية بعدما ضغطت القوات المهيمينة على المنطقة الشرقية على النواب المسيحيين ومنعتهم من حضور جلسة الانتخاب فعطلتها، فعهد أمين الجميل في ساعاته الأخيرة إلى تكليف قائد الجيش العماد ميشيل عون بتشكيل حكومة، بينما كان الحص رئيساً للحكومة في المنطقة المقابلة (في آخر عهد الجميل قدم الحص استقالة حكومته للرئيس الجميل لكنه لم يقبلها) وهكذا قامت في البلد حكومتان. إلا أن حكومة عون لم يشارك فيها الضباط المسلمين الذين اختارهم عون لمشاركته في الحكومة، فأعلن عون «حرب التحرير» ضد السوريين في 14 أذار 1989، فقامت حرب مدفعية طويلة المدى بين الطرفين أدت إلى وقوع خسائر جسيمة في صفوف المدنيين.
هذه المعارك أثارت ردود فعل عربية وأجنبية عديدة فتشكلت لجنة وساطة عربية ثلاثية (السعودية ـ المغرب ـ الجزائر) إلا أن هذه اللجنة لم تتوصل إلى حل للأزمة فعملت السعودية وبدعم من الولايات المتحدة على جمع 62 نائباً لبنانياً في مدينة الطائف السعودية للقيام بمحادثات لبنانية ـ لبنانية لتصحيح الوضع الدستوري في البلد بشكل يساوي بين الطوائف وذلك في 30 أيلول 1989. أسفرت هذه المحادثات عن «اتفاقية الطائف».
عهد «الطائف» الجمهورية الثانية:
311 321 313 314 315 316 أعلن العماد ميشال عون نفسه رئيساً لـ«لبنان الحر» في 7 تشرين الثاني 1989 أي بعد أسبوعين من توقيع اتفاق الطائف وأعلن عن حل المجلس النيابي (الذي وقع اتفاق الطائف في 4 تشرين الأول 89). إلا أن النواب اجتمعوا في شتورة وانتخبوا رينيه معوض رئيساً للبلاد إلا إنه اغتيل في 22 تشرين الثاني، فعاد النواب اللبنانيين وانتخبوا إلياس الهراوي مباشرة ليتسلم زمام الرئاسة.
في هذه الأثناء كان الوضع الداخلي في المنطقة المسيحية متأزماً بين الطرفين (المتسلمين لزمام الأمور) سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، وميشيل عون قائد الجيش ورئيس الحكومة في المنطقة، فأعلن الأخير «حرب الإلغاء» في 15 كانون الثاني 1990 ضد «القوات» فاندلعت معارك طاحنة بين الفريقين أسفرت عن سقوط أكثر من ألف قتيل وهروب أكثر من 200 ألف مسيحي إلى المناطق الإسلامية فكان القرار الحازم من رئاسة الجمهورية وهو القيام بحركة عسكرية بمساعدة الجيش السوري لإنهاء حالة تمرد ميشال عون.
وفي 13 تشرين الأول 1991 تحركت القوات السورية وقوات الجيش اللبناني باتجاه الجيب الذي يسيطر عليه عون (وهو لا يتعدى 267 كلم2) وهرب عون إلى السفارة الفرنسية طالباً اللجوء السياسي إلى فرنسا، وهكذا بسطت الشرعية اللبنانية كامل سيطرتها على الأراضي اللبنانية. وبدأت بعملية فرض هيمنتها وكانت البداية بحل الميليشيات العسكرية وتسليم أسلحتها للدولة اللبنانية.
وفي 22 أيار 1991 وقع لبنان وسوريا معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق بين البلدين.
عهد الرئيس الياس الهراوي 1989 ـ 1998 م:
لقد كان عهد الرئيس الياس الهراوي بداية الجمهورية الثانية عقب اغتيال الرئيس رينيه معوض، فعمدت حكومة العهد الأولى برئاسة عمر كرامي إلى حل الميليشيا العسكرية وتسلم الأسلحة الثقيلة والخفيفة منها، وجمع جميع شباب الأحزاب في معسكر إعادة تأهيل لإدخالهم في الجيش في الجيش الوطني اللبناني، الذي سلمت قيادته إلى العماد إميل لحود الذي أثبت حنكة ودراية واستطاع بناء جيش موحد وطني ومنع انقسام المؤسسة العسكرية وذلك بعد إنهاء تمرد العماد ميشال عون في 13/10/1990 بدعم من القوات السورية. وللمرة الأولى بعد الحرب الأهلية في البلاد، جرت الانتخابات النيابية في عام 1992، وجاءت بوجوه جديدة إلى البرلمان، وتشكلت حكومة جديدة برئاسة رجل الأعمال اللبناني رفيق الحريري ليبدأ مرحلة إعادة الإنماء والإعمار.
وكان لمجيء الحريري على رأس الحكومة صدى إيجابي كبير وخاصة على المستوى الاقتصاد والاجتماعي.
فعلى الصعيد الداخلي تحسنت الأوضاع الاقتصادية، وانتعشت قيمة الليرة اللبنانية، كما وضعت مخططات المشاريع الإنمائية لمختلف المناطق اللبنانية وخاصة في ضواحي بيروت المحرومة، فأعيد لبنان إلى الخارطة السياحية في العالم. وبدأت أكبر ورشة إعمار في الشرق الأوسط استعاد لبنان بفضلها بعضاً من عافيته ومركزه الاقتصادي في المنطقة. وعاد لبنان قبلة المستثمرين العرب والأجانب.
استمر الحريري على رأس السلطة التنفيذية لمدة خمس سنوات، حيث تم التمديد للرئيس الياس الهراوي عندما انتهت مدة ولايته في تشرين الأول 1995، فمدد له لمدة ثلاثة سنوات.
نبذة عن الإنماء والإعمار في حكومات الرئيس الحريري:
بعد حلول السلام في البلاد، واجهت لبنان تحديات هائلة، لم تكن هذه التحديات تتمثل في إعادة تعمير البنية التحتية المدمرة للبلد وإعادة تأهيل المؤسسات العامة وأجهزة الدولة فحسب، بل أيضاً قدرة البلاد على أخذ مكانها بين الدول المنافسة في الوقت الذي كانت تلوح فيه فرص حقيقية لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط. ومنذ تسلم مهامها في تشرين الأول 1992 وحتى أواخر 1998، ركزت حكومات الرئيس الشيخ رفيق الحريري جهودها على متطلبات النهضة الاقتصادية.
فوضعت خطة عشرية (1993 ـ 2002) تهدف إلى تحقيق نهضة اقتصادية ونمو متوازن في البلاد، وقد أطلق على هذا التحدي «آفاق 2000».
وتنفق هذه الأموال الضخمة بهدف إعادة إعمار مختلف قطاعات البنية التحتية المادية والاجتماعية في البلاد وتنميتها. وأكثر ما تركزت الاهتمامات حول إعادة إعمار منطقة وسط بيروت التجاري الذي كان قبل الحرب يجمع القسم من نشاطات العاصمة، وقد ساهم غياب هذا المركز منذ بداية الحرب في التغيير العميق الذي طاول المجال المديني، فوسط بيروت يضم مناطق سكنية ونشاطات حرفية صغيرة وكثافة عالية من النشاطات، مع وجود عدد كبير من المصارف والمكاتب والفنادق من كل الفئات والمؤسسات التجارية إضافة إلى مصالح الدولة وإداراتها. إن إعادة إعمار وسط بيروت هو في الوقت عينه رمز إعادة توحيد البلاد وعملية ضرورية لاستعادة العاصمة اللبنانية ازدهارها ودورها السابقين.
الغضب الإسرائيلي والمقاومة الباسلة:
في ظل هذه السنوات، كان الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتداءاته المباشرة على لبنان واللبنانيين عبر غاراته الجوية وقصفه المدفعي المتواصل، الأمر الذي أدى إلى وقوع العديد من الخسائر في صفوف المواطنين المدنيين، غير أن المقاومة اللبنانية (وبالأخص حزب الله المدعوم من إيران) كان يزعج اليهود بعملياته العسكرية النوعية التي كانت تصيب العدو الإسرائيلي بخسائر مادية وبشرية جسيمة للغاية، الأمر الذي أبقى على الوضع غير المستقر في الجنوب، حتى أن الطائرات الإسرائيلية غالباً ما كانت تقصف مواقع حزب الله في الداخل اللبناني في مدينة «بعلبك» إضافة الى قصف المنشآت الحديثة في البلد. وخاصة محطات التوليد الكهربائية.
وتجسدت الغطرسة الإسرائيلية في عملية «عناقيد الغضب» العسكرية في 13 نيسان 1996 والتي تواصت على مدى خمسة عشر يوماً كاملاً، الأمر الذي أدى إلى نزوح عدد هائل من سكان الجنوب اللبناني إلى بيروت وباقي المناطق. إلا أن وقوف الشعب اللبناني متكاتفاً مع الدولة وداعماً للمقاومة أفشلا الخطة الإسرائيلية وخاصة عقب وقوع «مجزرة قانا» عندما قامت إسرائيل بقصف أحد المواقع التابعة للقوات الدولية في الجنوب حيث كان يلتجىء إليه المدنيين الأمر الذي أدى إلى سقوط 105 قتيل معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن ما أثار حفيظة المجتمع الدولي بأكمله، واضطرت إسرائيل بعد ذلك إلى توقيع اتفاق نيسان مع لبنان وسوريا برعاية أمريكية وفرنسية وفيه اعتراف دولي كامل بشرعية المقاومة اللبنانية وعدم شرعية قصف المدنيين اللبنانيين من قبل الطائرات الإسرائيلية.
كان هذا الاتفاق بمثابة «درع واقي» بالنسبة للمقاومة (حزب الله) الذي عرف كيف يوجه ضرباته الموجعة لجنود الإحتلال الذين أصيبوا بالهلع والخوف والإحباط، وبدأ الشعب اليهودي يطالب حكوماته بالانسحاب من المستنقع اللبناني وإنقاذ أولادهم من الموت المحتم على أيدي رجال المقاومة الذين راحوا يصورون عملياتهم ويقومون ببثها إلى العالم، الأمر الذي أظهر مدى الجبن والخوف والإحباط الذي يعاني منه الجنود اليهود، مقابل التصميم والعزيمة وحب الجهاد والاستشهاد الذي يتحلى به رجال المقاومة اللبنانية.
عهد الرئيس إميل لحود 1998 ـ ....:
317 318 في تشرين الأول 1998 تم انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد إميل لحود رئيساً للجمهورية اللبنانية بأغلبية ساحقة من أصوات النواب في جلسة انتخاب تاريخية. وقد تسلم الرئيس الجديد ـ الذي يحظى بشعبية كبيرة ـ مقاليد الحكم من الرئيس السابق الياس الهراوي في في القصر الجمهوري وفق الدستور.
أجرى الرئيس الجديد استشارات نيابية لتعيين رئيس جديد للحكومة الأولى للعهد الجديد. وكانت الغالبية تؤيد عودة الرئيس رفيق الحريري، إنما وبعد لغط حصل جراء قيام بعض النواب بتجيير أصواتهم للرئيس لحود ليختار هو من يريد. فكان اعتراض الرئيس الحريري حول دستورية هذا الأمر، ورفض عملية تجيير الأصوات لرئيس البلاد، فاعتذر عن تشكيل الحكومة، فأعاد لحود عملية الاستشارات النيابية التي جاءت هذه المرة لمصلحة الدكتور سليم الحص المعارض الأول لحكومات الحريري السابقة. فشكل حكومة تكنوقراطية، جلها من المعارضة وغابت عنها الأسماء السياسية الكبيرة وممثلي الأحزاب اللبنانية.
عملت هذه الحكومة على هدف واحد مهم وهو تخفيف عبء الدين الذي ترتب على كاهل البلاد من جراء عملية البناء والإعمار، وحاولت تحسين الأوضاع الاقتصادية، غير أن الأمور سارت على غير ما أرادت الحكومة، فبقي الدين على ما هو عليه ودخلت البلاد في أزمة اقتصادية خانقة، وزادت البطالة في صفوف المواطنين وارتفعت أسعار المواد الأولية في البلاد.
الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان:
بسبب تزايد العمليات النوعية للمقاومة اللبنانية على الجيش الإسرائيلي وعملاءه «قوات جيش لبنان الجنوبي بقيادة انطوان لحد) زاد الضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأن سحب قواتها من لبنان، فأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد إيهود باراك أنه قرر سحب جيشه من الجنوب اللبناني في شهر تموز من عام 2000م. غير أنه وخلافاً لكل التوقعات، وتحت ضربات المقاومة الباسلة قام العدو الإسرائيلي بتفكيك مواقعه في الجنوب وسحب جيوشه تباعاً من المنطقة في بداية شهر أيار، الأمر الذي أدى إلى حالة هلع شديد في صفوف جيش العملاء الذين تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وفروا مع الجيش الإسرائيلي طالبين الهروب من لبنان المقاوم. ودخل الشعب اللبناني تؤازره المقاومة إلى القرى الجنوبية المحررة في 25 أيار 2000 في «يوم المقاومة والتحرير» الذي أعلن عيداً رسمياً في لبنان
منقوووووول.