في سابقة فريدة من نوعها، ارتأى بشار الأسد مؤخرا الانخراط في مقاربة تنموية مندمجة، تعتمد على الجمع بين ما هو واقعي و ما هو خرافي للتسلح بكل القوى لتحقيق الآمال المنشودة لعل وعسى يطرد عنه النحس ويتخلص من الثورة السورية. أول ما قام به الأسد، هو زيارة إحدى العرافات(الشوافات) بدمشق لمعرفة دقة التنبؤات التي ذهبت إلى أنه لن يعمر طويلا كرئيس دولة . حضر بشار الأسد أمام العرافة، وقرأت عليه مستقبله السياسي من خلال الفنجان، وبالتالي جربت عليه وصفة سحرية تطبق لأول مرة في تاريخ عالم الشعوذة و السحر. لكن حصل ما لم يكن في الحسبان، إذ أخطأت العرافة في الوصفة، ونتج عن هذه العملية اختفاء بشار الأسد أمام أعينها، مما أثار اندهاشها معترفة بالخطإ. وبعد قراءة متأنية في الفنجان، اتضح للشوافة أن بشار قد رجعت به عقارب الساعة إلى زمن ماض يضرب اطنابه في العصر العباسي(بمدينة بغداد)، وبالضبط إبان حكم هارون الرشيد. استفاق بشار الأسد في هذه المدينة الغريبة، وانتابه شعور الدهشة و الحيرة وهو يطأ هذه البلدة، فكان أشبه بالأعمى الذي تفتحت عيناه أمام النور، غير مصدق ما يرى و كأنه يريد احتواء العالم كله ببصره. تسمر الرئيس السوري في مكانه والألم يعتصر قلبه من جراء هول الصدمة، خاصة بعدما فهم بأنه ضحية الوصفة السحرية للعرافة. فتمالك نفسه، وتبين له أنه من خلال لباس سكان أهل البلدة، أن العصر الذي حط به لا يمكن أن يكون إلا عصر ينتمي إلى القرون الوسطى. اعترت الدهشة بشار الأسد، وتساءل هل أصبح بطلا في رواية "المسخ" لفرانز كافكا التي تحكي قصة شخص استيقظ ذات صباح، فاكتشف أنه أصبح خنفسا تتقاذفه الأرجل. بالفعل أصبح بشار بطلا في رواية "المسخ" "تتقاذفه" أعين المارة من أهل بغداد نظرا للباس التقليدي السوري، كأن بشار قد أتى من المريخ. تناسلت عدة أسئلة عند سكان بغداد حول حقيقة هذا "الشخص الغريب" بعدما تجمع البغداديون في حيرة حول بشار الأسد. أمام هذا المشهد، أتت فرقة من الحراس وكبلت أيدي بشار، وتم نقله إلى قصر الخليفة العباسي هارون الرشيد. وبمجرد أن علم وزير الرشيد، جعفر بن يحيى البرمكي، بهوية وجنسية بشار، صرخ في وجه هذا الأخير مهددا بقتله، علما أنه تسربت أخبار مفادها أن بشار ينتمي إلى الطائفة النصيرية العلوية التي تشجع التمييز العنصري، الشيء الذي يهدد مستقبل البرامكة باعتبارهم يمثلون أقلية فارسية في ظل حكم الرشيد0 إن أهم شيء ميز الظرفية التي كان يتواجد فيها بشار في قصر هارون، هي أحداث نكبة البرامكة نتيجة ميول الوزير جعفر بن يحيى البرمكي إلى الطالبيين، وما أشيع عن العلاقة غير الشرعية بين العباسة أخت الرشيد ووزيره جعفر، الشيء الذي أدى بهارون إلى قتل جعفر وصلب جثته على جسر بغداد وإحراقها أمام أعين بشار الأسد النصيري العلوي. وفي احدى المناسبات، أراد بشار مقابلة الرشيد في قصره، وقال للحاجب: قل للخليفة انني أريد مقابلته. فذهب الحاجب للخليفة الذي كان وقتها عند جاريته المفضلة "خالصة" وأخبره بذلك ، ولم يخرج الخليفة لمقابلة الأسد. وفي نفس الوقت كان الشاعر أبو نواس ينتظر دوره لمقابلة الخليفة، ولكن هارون الرشيد لم يخرج، فتألم أبو نواس وخرج مع بشار الأسد وكتب الشاعر العباسي على سور القصر :
لقد ضاع شعري على بابكم .... كما ضاع عقد على خالصة
وحينما علم الخليفة بهذا، أمر الحرس أن يحضروا أبا نواس وبشار الأسد معتقدا أنها مؤامر حاكها بشار للهروب من القصر. وأثناء هذه اللحظة رن المنبه واستيقظت من النوم مرعوبا...يا له من كابوس حلم مزعج...