إذا كان البرلمان في الدول الديموقراطية مؤسسة دستورية تسن التشريعات وتقر الميزانية وتراقب أداء السلطة التنفيذية وتمنح أو تحجب الثقة عنها، فإن البرلمان العربي أضحى أفضل مكان لأخذ قيلولة الظهيرة. كيف يمكن إذن للبرلمان أن يقوم بمراقبة ومساءلة الحكومة عن أدائها ونواب الأمة يغطون في نوم عميق أثناء الجلسات؟. وعليه، يجب على نواب الأمة الالتزام بالنصائح البسيطة التالية، والتي هي في متناول البرلماني قصد اتباعها أثناء النوم في البرلمان. يجب في البداية على كل راغب في التشرف بالجلوس تحت قبة البرلمان، أن يستعمل الألبسة القطنية للنوم، لترتشف العرق الذي يصدر من الجسم أثناء النعاس، ولتكن واسعة فذلك أدعى لراحة البرلماني. يمتص القطن كذلك ما يتصبب من عرق الجسم بسبب الحر صيفا، ولهذا لا يجب اتخاذ ألبسة من الحرير أو الصوف. ويجب أن تكون تلك الألبسة فضفاضة خالية من الأزرار حتى لا تحول دون انتظام الدورة الدموية أثناء النوم.
ويستحسن للبرلماني عرض الفراش والأغطية لأشعة الشمس على شرفة قبة البرلمان، ليتبخر ما صنعته أثناء النوم من عرق الجسم وإفرازاته. وننصح البرلماني كذلك اختيار مقعد بالبرلمان سهل التهوية، ومن الأحسن أن يكون مكان البرلماني النائم قرب النافذة للبحث عن هواء متجدد وليس في زاوية بعيدة عن التهوية أو في مهب الريح، لأن المقعد المهوى ينزل السكينة على البرلماني الناعس وتضيف على جسمه صفاء ونقاء. وفي حالة ما إذا ضرب "حمار الليل" البرلماني فعليه الخروج من قبة البرلمان وترديد الخطابات التي كان يلقيها في حملته الانتخابية أو "يْدِيرْ" الحلقة للناس، خاصة وأن حالة "حمار الليل" هي من الظروف الملائمة لظهور نشاط اللاشعور. وكما يقول فرويد أن الرقيب أثناء حالة "حمار الليل" يكون أقل تحكما منه في حالة اليقظة، وبذلك تتاح الفرصة للرغبات المكبوتة في اللاشعور فتعبر عن نفسها تعبيرا صادقا إلى أبعد الحدود. للتذكير فإن "حمار الليل" هو مرض طارئ يصيب النائم عندما يستيقظ ليلا ويقوم بأشياء دون شعور ويقال ضربه حمار الليل. وحمار الليل كما يراه الدكتور عبد الكريم برشيد هو «الاستلاب الشخصي الشامل والتعطيل الكلي للعقل والوجدان، مما يجعل المرء تحت تأثيره أسير أوهام وأحلام".
وكما يقول الشاعر معروف الرصافي :
يا قوم لا تتكلموا**** إن الكلام محرم
ناموا ولا تستيقظوا **** ما فاز إلا النّوّمُ