معنى كلمة فلكلور: قبل الحديث عن الفلكلور الفلسطيني لابد من تعريف مصطلح الفلكلور في الأدب الشعبي ،حيث يتكون من مقطعين : الأول " فولك " ويعني الناس ، والثاني " لور " ويعني الحكمة ، وبناء على ذلك يمكن تعريف الفلكلور بأنه معارف الناس أو ثقافة أو حكمة الناس ، وهو علم يهتم بجمع ونشر المأثورات الشعبية و الروايات الأسطورية ،والأقوال والحكم والمعتقدات الخرافية والعادات القديمة وكل ما يتعلق بها.
الفلكلور الفلسطيني يزخر بمكنوناته البديعة المتنوعة التي تعتبر نتاج للبيئة المحلية التي ارتبطت بالمقدسات الإسلامية والمسيحية ، و بالسهل والجبل والصحراء ، والمناسبات المتنوعة، مما أعطاه طابع خاص ميزته عن بقية فلكلور الشعوب الأخرى. والحديث عن الفلكور الفلسطيني يحتاج إلى مجلدات حتى نوفيه حقه ، ولكننا سنلقي الضوء عليه في عجالةٍ ليتكون لدى القارئ فكرة بسيطة عن هذا الفلكلور الذي يشير إلى الهوية الفلسطينية ، ونوجز أنواعه على النحو التالي :
1-
التراث الديني : تزخر فلسطين بالتراث الديني المتمثل في المقدسات الدينية قبة الصخرة ،والمسجد الأقصى ، وحائط البراق ، وكنيسة القيامة ، والحرم الإبراهيمي . وبعث من أرضها معظم الأنبياء والرسل.
2-
الألعاب الشعبية : تعتبر الألعاب الشعبية الفلسطينية مظهراً ثقافياً للمجتمع الفلسطيني التي اتسمت بحرية الممارسة تحكمها قوانين وقواعد خاصة بها، وديمومة الإبداع والابتكار وشمولية تشابهها بين مناطق فلسطين ، واستخدام خامات البيئة المحلية في تصنيعها، كما اتخذت أبعاد تربوية وتعليمية ونفسية ، وبعد سلوكي ، وتصنع وفق قدرات وطموحات الطفل ، كما اتسمت بتخصصها ، فهناك ألعاب للذكور من مثل : لعبة الدحول ، والدراجة الخشبية ، ولعبة البنانير – الجل - والطبق الطائر والبالون اللذان يتخذان أشكالاً هندسية خاصة، وحدر بدر ، وألعاب أخرى للفتيات من مثل : لعبة أنزل ولا تنزل ، ولعبة الزقط ، والحجلة .. ألخ. وهناك ألعاب مختلطة بين الجنسين من مثل : لعبة حسن وحسين ، وكريكمة ، وحامي بارد ، لعبة العواصم، ولعبة طاق طاقية ...إلخ.
3-
الأغاني الشعبية : إذا حاولنا استرجاع شريط ذكرياتنا المتمثل في أيام الطفولة نجد أنها تتسم بالبراءة والمرح والفرح والشقاوة في الفترة التي كانت لا توجد فيها أجهزة إعلام متطورة في الكثير منة البلدات الفلسطينية كما نحن عليه اليوم ، حيث استغلت وسائل الإعلام بجميع أنواعها معظم أوقات الأطفال ، وساعدت على اندثار الكثير من الأغاني الشعبية الولادية ، كما أدخلت أغاني جديدة قام بتأليفها كبار السن وليس الأطفال كما كان قديماً ، حيث يقوم الأطفال بترديد كلمات عفوية في مواسم معينة فتصبح أغنية تتوارثها الأجيال ،حيث يصل صداها ‘إلى جميع أرجاء البلاد بل وتتعداها إلى دول أخرى ، وللأغنية الفلسطينية الولادية مناسبات وأحداث تاريخية وسياسية واجتماعية ومناخية .
والأغاني الشعبية دوراً هاماً في نفسية الفرد الفلسطيني خاصة عند الأطفال ، والتي تمثلث في أغاني النوم عند الأطفال من مثل
ياهدهد على الشجر عطية للي صبر هيه.. هيه ، ونني على النني وإيش بدك يا..... مني ...هيه ...هيه )، وأغاني مشي الأطفال من مثل
دادا ياقرين الفل يارب تكبر يا.... ... وطل ، ياهللو ياهللو ياخياله يمشي مع ظله يارب يخليله أمه)، كما خصصت أغاني للأطفال في فصل الشتاء من مثل : ( رشو باب داركو تانحرث دنماتكو ، ونحرث الأرض بيكديشكو )، وأغاني صيد العصافير من مثل
أنا حنيني الوست الوست .. شقفه مني تملى الطشت)، بالإضافة إلى أغاني الزراعة من مثل : (سرحنا في أول شباط ، وبيرنا بير غواط ، وخوفنا يقولوا الوقت فات على زراعة العنبات ، لازرع كل أنواع النبات) ،وأغاني للقمر من مثل : يابو ليلة شو تعشيت الليلة.... أتعشيت جبنة مالحة من عند ستي صالحة.