في حضن النسيم
على قدم وساق تجرى محاولات جادة لرؤيته؛ وذلك بعد الجفاء الذي بدا منه ؛ لأنَّها غيورة جدًا عليه ، وهي لم تعلم أنْ أمره قد افتضح معها ، وأصبحت الألسنة تلوكهما ، وتثار الشكوك فيه ؛ ولذا قرر أنْ يبتعد عنها ولكن هي لا تطيق...!!!!
مكثت ليلة بطولها تفكر مع بناتها الموجية ، وتذرف العبرات ، و بناتها يمسحن دموعها الغالية بمنديلهن الأبيض... فكرت إحداهنَّ في فكرة رائعة سُعِدَتْ بها ، ومُرادها أنْ تنقطع الكهرباء عن قريته ، فتدفعه حرارة المصيف خارج بيته ... رقصت الأمواج فرحًا بما خططوا له.. انقطعت الكهرباء ، فأخذت تضايقه حرارة المصيف ؛ ولذا قرر الذهاب لها فليس له غيرها... تكلمت البحيرة مع النسمة الرقيقة بأنَّ حبيبها خيالي ، فأريدك أن تسرح به في عالمك كي أراقبه من بعيد ، واستمتع بالنظر له ، فقد شغفت حبًا به ، ومهجتي لا تحتمل بُعْدَه ، فيكفي أنَّ ليس هناك بنتًا من بنات جِنْسَه تَمَكنت من خطفه... فهو دائمًا ما يحب مخلوقة ليست من عالم البشر ولا من عالم الجن ... فأنا على دراية بانبهاره بها ، وتعلقه الشديد كما أنَّه لا يتحرج من البوح عن ذلك إِذَا سُئِلَ...
***
... القمر من فوقه يراقب ما يحدث ؛لأنّه أيضًا من عشاق الفتى ...!!!!
***
بسطت النسمة وسادتها ، لتغريه ، وتتفن في تسكير عقله عن واقعه كي تتمع البحيرة بالنظر إليه دون أنْ يشعر ؛لأنَّه لو شعر فلرّبما لا يعود لها مهما كانت الظروف ...
احتضنته النسمة الرقيقة ، وبعدما خمَّرتُهُ بلطفها ، وغاب وعيه عن الإدراك .... طلب منها الحديث الجميل ... قالت: بشرط أنْ تكون لي وإذا وافقت سأعلمك دروسًا في الحياة ، وحِكَمًا لم تخطر على بالك... قال : لا بأس... قالت: أريدك أن تكون مثلي نسمة رقيقة تنثر الخير ولا تهتم بأنْ يراها أحد ... وألا تفرض نفسك على أحد ،... فالناس يشتاقون إليِّ ولا أشتاق لهم ... حبيبي بداخل كل شئ كل شئ ، وكل شئ يملك كل شئ ؛ لذا عليك الحذر قال: كيف؟
بأنّ هذا اتفاق بيني وبين البحيرة بأنْ أطيل معك الكلام كي تستمع بك.. قهقه بصوت عال على أثره استيقظت البحيرة من سكرها من كثرة النظر له ، وتمتعها به أصابها سنة من الأحلام...فقال: لِمَ أخبرتني بذلك؟ فقالت: كي أبدأ طريقي معك بصدق... فقال: عذرًا فأنا أحب مخلوقة لن أراها إلا بعد رحيلي...