حظيت مسألة الاعتراف بالدولة
الفلسطينية والمفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، باهتمام في صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية التي أظهرت تباينا في المواقف إزاء هذه القضية، بينما ذهب
كاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" إلى اعتبار زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى المنطقة دعما لإسرائيل.
حل أمني
فقد ذكرت صحيفة معاريف أن داني أيالون نائب وزير الخارجية السابق والذي ظل إلى وقت قريب في جبهة واحدة مع وزيره
أفيغدور ليبرمان، يؤيد اليوم الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن شريطة اعتراف فلسطيني بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي.
ووفق خطة أيالون في تصريحاته التي تسبق زيارة الرئيس الأميركي
باراك أوباما المقررة في مارس/آذار المقبل فإن المرحلة الأولى هي الاعتراف
مقابل الاعتراف، والثانية منح سيادة للفلسطينيين في الأراضي التي تحت
سلطتهم، أي "تسوية انتقالية بعيدة المدى مقابل ترتيبات أمنية متشددة" وفق
الصحيفة.
وفي المرحلة الأولى للخطة تبقى المسؤولية الأمنية عن المنطقة
"ب" التي هي اليوم ضمن السيطرة المدنية للفلسطينيين، في يد إسرائيل وتنتقل
إلى الفلسطينيين فقط "بعدما تتوفر شروط متشددة تضمن أمننا".
وطالب أيالون رئيس الوزراء
بنيامين نتنياهو بأن يقول "إنني مستعد للاعتراف بكم، ولكن عليكم أن تعترفوا بي، ومن هناك
نتقدم إلى تسويات مستقبلية"، لكنه أضاف أن "الحد الأدنى الذي يطالب به
الفلسطينيون لا يقترب مما تُبدي إسرائيل استعدادها لإعطائه".
أما ليبرمان فوصف من يعتقد بأنه يمكن الوصول إلى حل سلمي شامل
سحري مع الفلسطينيين بأنه "لا يفهم"، مضيفا أنه "لا يمكن الوصول إلى حل
للنزاع"، ومن ثم "يجب إدارة النزاع وإدارة مفاوضات على تسوية انتقالية
بعيدة المدى".
مع ذلك قال ليبرمان إن الكرة لا تزال في يد رئيس
السلطة الوطنية الفلسطينية، وإن إسرائيل مستعدة لإجراء مفاوضات دون شروط مسبقة.
ووفق الصحيفة فإنه خلافا لرأي أيالون، فإن كل المحافل
السياسية ذات الصلة في إسرائيل وفي الإدارة الأميركية على حد سواء، تعتقد
بأنه لا أمل في الوصول إلى تسوية دائمة في الفترة القريبة القادمة.
وفي سياق المسيرة السياسية، ذكرت معاريف أن رئيسة حزب "الحركة"
تسيبي ليفني ستكون أول من ينضم إلى حكومة نتنياهو وفق مصادر في حزب الليكود، مرجحة أن
تحصل على منصب كبير في إدارة المفاوضات السياسية، بل وربما تتولى وزارة
الخارجية.
وفي معاريف أيضا وفي سياق متصل، رأى تشيلو روزنبرغ في مقال له
أن بقاء إسرائيل في المناطق الفلسطينية يستدعي أثمانا اقتصادية وسياسية
هائلة. وأضاف أنه "لا يوجد في دولة إسرائيل شخص واحد سوِيُّ العقل لا يعرف
أن موضوع المناطق يؤثر عميقا على المجال السياسي والاقتصادي".
وتابع أن تسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لن يأتي دون حل لمسألة المناطق، سواء بالاتفاق أم بشكل أحادي الجانب.
وتوقع الكاتب ازدياد الضغط السياسي على إسرائيل "إذا لم يكن
هناك حراك في موضوع المناطق"، مضيفا أن "امتناع إسرائيل عن المبادرة بأي
عمل سياسي يمس جدا بمكانتها".
تأييد إسرائيل
وفي
مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم"، يرى أوري هايتنر أن زيارة أوباما لا تأتي
للضغط على إسرائيل، بل لإظهار تأييدها ونصرتها والقبول بما استقر عليه رأي
الشعب الإسرائيلي في الانتخابات.
وتابع أن رأي أوباما استقر "على زيارة إسرائيل كي يُصلح ما
أفسده في ولايته الأولى وفي الجزء الأول منها بالأساس"، معتبرا أنه "يعترف
بأخطائه إذ كان مبتدئا، وهو الذي تميز باعتداد بالنفس مبالغ فيه، وهو الآن
-وقد أصبح سياسيا ذا تجربة- عرف كيف يفهم العالم، وربما ألزم نفسه بقدر
أكبر من التواضع".
وحسب الكاتب فإن القضية الفلسطينية هي في المكان الثالث -بعد
إيران وسوريا- من برنامج زيارة أوباما، "وإذا أنهت الزيارة الرفض الفلسطيني
وأقنعت أبو مازن بمفاوضة إسرائيل بلا شروط مسبقة فسيكون هذا خيرا فقط"
المصدر:الجزيرة