حسبة اليتيمان

مذهلة

المكان قرية برما والتي تقع في احدي محافظات الوجه البحري بمصر الزمان منذ سبعين عاما أو يزيد ... التوقيت بعد صلاة التراويح في العشر الآواخر من رمضان

.. امرأة عجوز تسكن بيت متهالك من الطوب اللبن مع حفيديها .
نور طفلة في الخامسة من عمرها
ومصطفي يبلغ سبعة أعوام ..
طفلان حباهما الله من فيضه ما جعل

الجميع يحبهما . هل لجمالهما ؟ هل لأنهما يتيمان ؟ ... نعم فهما يتيمان الأب والأم .أو قل لطيمان. ففي مثل هذه الأيام ومنذ ثلاث سنوات ماتا سويا في حادثة غريبة ! حيث سقط أبوهما فجأة في النيل وهو بصحبة زوجته وكان من القلة التي لا تجيدالسباحة في القرية فما كان من زوجته إلا أن ألقت بنفسها خلفه محاولة إنقاذه رغم إدراكها التام بجهلها السباحة وأن النيل بخيل لايرد وديعة بشرية أخذها . ولكنه الحب العفوي .. الحب الذي لا يجعل للحياة قيمة ولا معني في غياب الشريك

. فكان موتهما أحجية ونادرة يتندر بها سكان القرية والقري المجاورة . حتي أنجميع الرجال كانوا يحسدون هذا الرجل علي حب زوجته رغم موتهما غرقا !!!!! وهكذا ذهب الأولاد لحضانة جدتهما الفقيرة والتي لا تألو جهدا لإسعادهما ...

الجميع يستعد لإستقبال العيد . الجدة أعدت خطة محكمة لشراء ملابس العيد للحفيدين حيث قامت الجدة والتي ترعي في بيتها دجاج للإستفادة من بيضه في سد جانب من الإنفاق المعيشي أن تدخر كل البيض في شهر رمضان إبتغاء بيعه دفعة واحدة لشراء ملابس لعيد إدخالا للبهجة في قلبا اليتيمين ... قد امتلئت السلة

وحان وقت بيعها جمعت الحفيدان وبشرتهما انها سيذهبان معها غدا لبيع البيض في السوق ثم يذهب الجميع لشراء الملابس ... كانت سعادة الطفلين كبيرة سعادة لا يقدرها ولا يعلمها سوي خالقهما فقط. لم يستطيعا النوم من فرط النشوة..

نور ..ممكن يا ستي أشتري عروسة صغيرة مع اللبس

مصطفي .. أنا عايز بدلة ظابط زي مروان ابن العمدة

نور . أنا لازم فستاني يكون احمر ومعاه شنطه حمرا زي الأبله فاطنه ( تقصد فاطمة )

مصطفي وهاجيب مسدس عشان الظابط لازم يكون معاه مسدس

الجدة بحزم . اللي مش هاينام مش هايروح معايا

فور صلاة الفجر أعدت الجدة العدة . أحصت عدد البيض ووضعته في سلة ووضعت فوق السلة قطعة من القماش متهالكة مخافة الحسد فهي تؤمن بأن العين فلقت الحج فما بالك بالبيض . ! وبمجرد أن أرسلت الشمس رسولا لها يستأذن الناس في الظهور خرجت الجدة تحمل علي رأسها تجارتها ويحوم الطفلان حولها قاصدين طريق السوق الضيق .

مصطفي يذهب من فرط سعادتة يمينا ويسارا ويسابقها شوقا لانقضاء المهمة وشراء بدلة الضابط ولا مانع من تأخذه أحلام اليقظة فيجعل من أصابعه الصغيرة علي هيئة مسدس صائحا بفمه .. طخ .. طيخ .. تش .. بوم


ونور تمشي منكبة علي أمانيها تقول لنفسها بصوت مسموع . وها جيب عروسة شعرها أصفر وأسرح شعرها بالمشط وهاخليها تطبخ معايا

ولكن فجأة ينقطع حبل الأحلام الممتد بين الصغيرين بصرخة ألم للجدة . ينظران بفزع

الجدة ملقاة علي الأرض والدماء تنزف من قدمها وان كانت قليلة . وسلة البيض . رأس المال . رأس الأحلام . تحطمت علي الأرض


لقد دهس رجل دون أن يدري الجدة بحماره وهو راكب عليه فطرحها أرضا وكذلك فعل بحلما اليتيمين . ولولت الجدة أسفا علي ما أصاب البيض

نزل الرجل من علي حماره مطيبا خاطرها . المهم انت يا حاجة بخير

الجدة . المهم البيض يابني . دول مساكين . دا مال أيتام ...

نظر الطفلان الي تكسر الحلم الجميل تحت أقدام الناس ولم ينطقا ببنت شفة . تحجرت دموعهما في العيون ولكن رويدا رويدا انسكبت الدموع علي الخدود . يالها من دموع ساخنة تحرق هذه البشرة البضة الجميلة . عاد الطفلين قاصدين البيت وحدهما

وصاحب الحمار يحمل الجدة علي الوقوف مطيبا لها .. لا تشغلي بالك يا أماه مستورة والحمد لله شوفي كام بيضة وانا هادفع تمنهم .

الجدة لا أعلم .. ؟

الرجل . كيف الم تحصين البيض ؟

الجدة . أحصيته يا بني

الرجل . كم العدد .؟

الجدة لا أعلم ؟

الرجل . فكيف أحصيته أذا ؟

أنظر يا بني .... أنني كلما وضعته في السلة أثان أثان كان يبقي بيضة ! وإذا وضعته ثلاثة ثلاثة يبقي بيضة ! وإذا وضعته أربعة أربعة يبقي بيضة ! وإذا وضعته خمسة خمسة يبقي بيضة! وإذا وضعته ستة ستة يبقي بيضة ! وإذا وضعته سبعة سبعة لا يبقي شىء ...... !!!!!!!!!!!

احتار كل من وقف في هذه العملية الحسابية المركبة فما هو الرقم الذي إذا قسم علي 2 أو 3 أو 4 أو5 أو 6 يبقي منه واحد وإذا قسم علي سبعة لا يبقي منه شىء..... ولأن أحداث هذه الواقعة جرت في قرية برما فصار المثل الشهير.. حسبة برما ...

ودورك الآن عزيزي

القارئ أن تصل الي الناتج الصحيح والذي وصل اليه أحد فلاحي هذه القرية بجهد

جهيد... أمامنا أسبوع لنشر الحل الصحيح ولكن أرجو كتابة المحاولة في

مشاركاتكم شكررررررررررررا